الصقري لـ «سبورتس أرابيا»: ديربي الغربية خارج التوقعات..والقروني «طوق نجاة»

جدة ـ جميل عباس:

رفض لاعب الاتحاد السابق صالح الصقري التوقع بالنتيجة التي من الممكن أن تنتهي عليها مباراة الاتحاد والأهلي في اياب الدور نصف النهائي لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين مؤكدا أن مباريات الفريقين الكبيرين لا تخضع لمقاييس أو اعتبارات.

وأشاد الصقري في حواره لـ «سبورتس أرابيا» بالمدرب الوطني خالد القروني والذي أحدث نقلة نوعية في الفريق الاتحادي الشاب في فترة وجيزة واصفا إياه بالمدرب الداهية الغير منصف إعلاميا وتدريبيا حيث أن بغض الأندية تعتبره كغيره من المدربين (مدرب طوارئ وطوق نجاة) وأوضح الصقري أن مستقبل الاتحاد سيكون باهر مع هؤلاء اللاعبين الشباب.. متمنيا بأن يحقق الاتحاد الفوز والتأهل وكأس البطولة.

وإليكم نص الحوار..

·      كيف ترى الفريق الاتحادي بعد مغادرتك له؟

ـ الاتحاد ناد كبير وكيان وعريق وبالتالي لا يمكن أن يكون غير ذلك مهما كانت الظروف الاضطرارية التي تمر به لذا فهو يمرض ولا يموت وحدث في هذا الموسم أن تدنى مستوى الفريق بعض الشيء ولكن عاد مجددا ليقدم عطاءات مميزة.

·      إذا ماذا تتوقع للفريق الاتحادي خلال لقاؤه مع الاهلي في مباراة الإياب للدور نصف النهائي لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين؟

ـ إذا كان التوقع من حيث النتيجة فهذا أمر مستحيل البتة لان الفريقين كبيرين ولا يمكن التوقع بنتيجتهما مسبقا والدليل ما قدمه الفريقان خلال مباراتهما السابقة ذهابا حيث شهدت المباراة فترات تفوق فيها الاتحاد وكان قريبا من التسجيل وفترات تولى الاهلي زمام اللاعب وتسيد السيطرة كما ان النتيجة بهدفين لهدف ليست بذلك الفرق المخيف والكبير للفريقين.. ولكن سأتحدث عن الاتحاد من ناجية فنية..

الاتحاد تغير حاله في الفترة الأخيرة منذ أن تولى المدرب القدير خالد القروني الاشراف عليه بغض النظر عن النواحي الإدارية حيث قام القروني بعملية التدوير فيما بين اللاعبين ومنح الفرصة لأكثر من لاعب لتقديم ما لديهم من عطاءات مما أصبح هناك هوية فريق سواء كسب أو خسر فهناك هوية فريق وهذا أمر مهم جدا في مسيرة الفريق الاتحادي في المستقبل.

·      وكيف شاهدت اداء الفريق في المباراتين الأخيرتين أمام كل من الاهلي والعين؟

ـ فريق رائع قدم مستويات رائعة وممتعة واعتقد ان لاعبو الاتحاد لديهم اكثر من ذلك ولكن الارهاق الذي يعانوه من جراء ضغط المباريات كما ان درجة الحرارة التي شهدتها مكة المكرمة في خلال مباراة الفريقين كانت مؤثرة على لاعبي الاتحاد.

·      ولماذا الاتحاد وحده فدرجة الحرارة أثرت على الفريقين؟

ـ هذا صحيح ولكن الاتحاد كما قلت لك يعاني ضغط المباريات فخلال كل ثلاثة إلى أربعة أيام يلعب مباراة بعكس الاهلي الذي ارتاح لتسعة أيام تقريبا بعد مباراته أمام الطائي.. ولكن هذا الامر يعتبر سلاح ذو حدين فبعض المدربين يستغلوها لإراحة اللاعبين وبعض المدربين يحتاج ليلعب فريقه مباراة وسط الأسبوع.. وعلى العموم الفريق حققت نتائج جيدة في مباراتيه امام الاهلي والعين.. إضافة للتغيرات التي أجراها القروني في مباراة العين من خلال اراحته لبعض اللاعبين الأساسين وإشراك لاعبين احتياطيين فهذا سيكون مريح للفريق في مباراته المقبلة امام الاهلي.

·      إذا القروني من وجهة نظرك نجح مع الاتحاد؟

ـ نعم وبكل تأكيد ولا أقول هذا الكلام جزافا بل نتيجة عمل واضح برغم قلة الامكانيات من حيث عدم وجود لاعبي خبرة ولاعبين أجانب محترفين وأيضا عدم توليه الاشراف على الفريق منذ بداية الموسم فهذه بدون شك عوامل مؤثرة وبرغم كل هذا إلا أنه نجح والدليل النتائج التي حققها..

الاتحاد الان يعيش مرحلة فكر سعودي بحث بقيادة المدرب خالد القروني الذي أعرفه بشكل شخصي كمدرب وإنسان حيث سبق له وأن قام بتدريبي في المنتخب وأيضا عندما كنت لاعبا في الاتحاد وشهادتي مجروحة واستفدت منه كثيرا من النواحي الفنية والتعاملية وغيرها ولا أريد أن أتحدث عنه كثيرا حتى لا يعتقد باني اجامله وأي لاعب قام بتدريبه خالج القروني بكل تأكيد استفاد وربما حديث حسين عبدالغني يكفي والذي أشاد به كثيرا وأقولها بكل صراحة الكابتن خالد حقه مهضوم سواء من الاعلام الذي لم ينصفه ولم يعطيه حقه كاملا وأيضا الأندية لم تستعين به كمدرب لموسم كامل فهي تعتمد على المدربين الأجانب ليبقى المدرب الوطني والقروني من بينهم مجرد مدرب طوارىء أو لنسميه مدرب طوق نجاة.

·      كابتن صالح من خلال مشوارك الطويل في الملاعب فهل مثل هذه المباريات تحتاج لتهيئة خاصة للاعب من قبل الادارة والجهاز الفني والإداري ومحاولة ابعادهم عن الاعلام.. خصوصا وأنك بدأت كلاعب صغير ناشي وتدرجت لأن أصبحت لاعب خبرة مميز؟ أم أنها مباراة مثل أي مباراة؟

ـ واقعيا جميع المباريات مثل بعضها ولا اختلاف فالهدف تحقيق الفوز وكسب النقاط أو التأهل او تحقيق الكأس ولكن المباريات الكبيرة تحتاج لبعض الهدوء والتركيز وخاصة باالنسبة للاعبين الصغار الذين تنقصهم الخبرة فمثلا لاعبو الفريق الاتحادي حققوا كأس هذه البطولة في الموسم الماضي وبالتالي يشعرون تلقائيا بان الإدارة والجماهير والإعلام يطالبونهم بالمحافظة على اللقب ومن هنا يأتي التوتر والضغط النفسي لتتدخل التهيئة وفي مثل هذه الحالة يعتبر التحضير النفسي مطلب اساسي.. من حيث التركيز في التدريبات وعدم التحدث كثيرا عن المباراة ولا يوجد شيء خاص يقوم به اللاعب قبل المباراة..

إلى جانب الدور الذي يقوم به لاعبو الخبرة في محاولة قربهم من اللاعبين الشباب في أحاديث جانبيه لا علاقة لها بالمباراة.. فاللاعب الصغير كثيرا ما يجلس بمفردة ويسأل نفسه كيف لو خسرنا ماذا سنفعل وماذا ستقول الجماهير وماذا سيتناول الاعلام وهل سأقدم المطلوب مني أم لا والكثير من الأسئلة التي يوجهها لنفسه فيدخل في عملية ضغط نفسي مباشر ولكن وجود لاعب الخبرة اللاعب الكبير في الفريق يقوم بدور الموجه ويطلب من اللاعب الصغير أن يدخل المباراة بهدف المتعة والاستمتاع.. ويتطلب من جميع اللاعبين كبار أو صغار عدم الاحتكاك والاقتراب من اسرهم وأصدقاؤهم قبل المباراة بيومين أو ثلاثة بحيث يكون التركيز عالي.

·      ولكن لاعبين الاتحاد جميعهم شباب وليس لديهم لاعب خبرة فأسامه غير موجود والمنتشري والفريدي لا يشاركان وان كان وجودهم مع اللاعبين فلن يتجاوز المعسكر بينما في التدريبات والمباريات فليس لهم وجود؟

ـ ما قلته صحيح وجرت العادة وعلى مستوى جميع الأندية بان يكون هناك لاعبين كبار وصغار حيث يتم الاحلال تدرجيا فمن الصعب أن يكون جميع اللاعبين كبار وخبرة او صغار وبدون خبرة فمثلا فرق ما نشستر وريال مدريد وبرشلونه وتشلسي فجميعها ممزوجه باللاعبين صغار وكبار ليكون هناك عملية تدوير وثقة من اللاعبين الكبار واكتساب الخبرة ولماذا نذهب بعيدا فالدليل على كلامي فريق النصر الذي يضم بين صفوف لاعبين كبار يمتازون بالخبرة ولاعبين شباب صغار فأصبح الفريق يقدم مستويات أكثر من ممتازة وحقق بطولتي كأس ولي العهد ودوري عبداللطيف جميل..

ونرجع للحديث عن الاتحاد فليس لديه إلا الفريدي والمنتشري وكلاهما بعيدين عن مستوياتهما ومشاركتهما قليلة واللاعبين الشباب يحتاجون للاعبي الخبرة داخل الملعب فالكرة تلعب في ثانية فالتوجيه مطلوب في مثل هذه الحالات ومثل هذه المباريات فلاعب الخبرة هو عين المدرب داخل الملعب ولكن الميزة الموجودة في لاعبي الاتحاد في الوقت الحالي هو أن جميع اللاعبين في عمر واحد وجميعهم تدرجوا من الناشئين ثم الشباب فالفريق الأولمبي وأخيرا الفريق الاول مما اوجد فيما بينهم الانسجام والتفاهم الأمر الذي يبشر بالخير لمستقبل الاتحاد الذي سيكون له حضوره الجيد في البطولة الآسيوية خصوصا لو تأهل لنهائي كأس الملك وحقق الكأس..

واختتم كلامي بأمنياتي بالتوفيق كل التوفيق لفريقي السابق الاتحاد وتحقيق الفوز والحصول على كأس بطولة خادم الحرمين الشريفين.