من طوكيو إلى باريس (2).. خطة متكاملة و36 منافسة ثم نتائج صادمة.. ماذا حدث في التايكوندو؟
آية شحاتة وسيف عيسى وأحمد نصار لاعبو التايكوندو بأولمبياد باريس
كتب: مصطفى جمال
من طوكيو إلى باريس، رحلة سنأخذكم فيها للتعرف على نتائج اللاعبين المصريين، في نسختي الأولمبياد، لمعرفة الأسباب وراء النتائج السلبية للبعثة المصرية، ورصد ما فعلته الاتحادات الرياضية المختلفة.
في الحلقة الثانية، سنتطرق للحديث عن حلم المصريين بتحقيق ميدالية جديدة في منافسات التايكوندو، من بوابة أولمبياد باريس 2024، بعد إنجاز هداية ملاك وسيف عيسى بالحصول على برونزيتين في أولمبياد طوكيو، لكن كما قال المتنبي: ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدْرِكُهُ .. تَجرِي الرّياحُ بِما لا تَشْتَهِي السُّـفُنُ.
شاركت مصر بأربع لاعبين في أولمبياد طوكيو بمنافسات التايكوندو، وحصد الفراعنة وقتها ميداليتين من البرونز عن طريق هداية ملاك وسيف عيسى، بينما تأهل عبدالرحمن وائل لربع النهائي قبل خروجه، وودعت نور عبدالسلام المنافسات من الدور الأول.
وحسب تقرير نشرته جريدة "البورصة" المصرية، فإن اتحاد التايكوندو حصل على 26 مليون جنيه لدعم الإعداد لأولمبياد باريس، وهو خامس أكثر اتحاد على صعيد الدعم المادي من وزارة الشباب والرياضة، وبالنظر إلى عدد اللاعبين المشاركين والذي وصل لثلاثة فقط، بالإضافة إلى نتائجهم، فإنهم قد يكون أكثر اتحاد نال دعمًا لم يترجم على أرض الواقع لنتائج إيجابية.
وتولى البريطاني محمد شو منصب المدير الفني لمنتخب مصر للتايكوندو، في نهاية عام 2022، قبل أن يتقدم باستقالته من منصبه في شهر أكتوبر الماضي، قبل 10 أشهر من مشاركة بعثة التايكوندو في أولمبياد باريس.
وتعاقد الاتحاد مع المدرب الإيراني بيجن مقانلو منذ بداية عام 2024، للاستفادة من خبراته الفنية، ولكن الغريب أن مسيرته قد اتخذت منحنى تنازلي خلال السنوات الماضية، حيث لم يتوج مع لاعبيه بأي ميدالية منذ عام 2015، ورحل عن تدريب إيران عام 2016 بسبب النتائج السيئة في أولمبياد ريو دي جانيرو، ولم يسبق له قيادة أي لاعب لحصد ميدالية أولمبية، حتى عاد في عام 2023 لقيادة منتخب بلاده وحقق معاهم نتائج جيدة في تلك الفترة.
وعلى جانب آخر، تحدث محمد عجيزة عضو اتحاد التايكوندو في تصريحات تلفزيونية، أن لاعبو مصر قد شاركوا في 36 بطولة منذ نهاية عام 2021، وذلك استعدادًا لأولمبياد باريس، بعد وضع "خطة متكاملة" حسبما وصف.
توج منتخب مصر بعدة ميداليات في البطولات المختلفة، سواء القارية أو العالمية، وحتى دورة الألعاب الأوروبية المفتوحة بتركيا 2024، التي شهدت تتويج سيف عيسى بالذهبية مقابل برونزيتين لأحمد وائل وآية شحاتة.
وفي أولمبياد باريس، شاركت مصر بالثلاثي آية شحاتة وأحمد وائل نصار وسيف عيسى، حيث قدمت الفتاة الصاعدة أداءً واعدًا بتأهلها لربع النهائي وتفوقها على منافستها الإسبانية التي تعلوها في التصنيف.
وفي المقابل ودع أحمد وائل نصار من المواجهة الأولى، بينما كانت الصدمة بخسارة سيف عيسى في دور الـ 16، على يد الدنماركي إيدي هرنيك، بنتيجة غير متوقعة، حيث يتواجد سيف في المركز الثالث عالميًا بينما منافسه هو الـ 22 في التصنيف العالمي بشهر يونيو الماضي.
وكشف أحمد وائل نصار عن معاناته بسبب الإرهاق بين الدراسة في جامعة عين شمس بكلية الهندسة، وخوض المعسكرات والبطولات المختلفة، وهي أزمة مكررة سمعنا عنها من عدة أبطال سابقين.
وربما تعد نقطة الضوء الوحيدة للتايكوندو في باريس هي البطلة الواعدة آية شحاتة، التي بدأ اسمها يلمع كخليفة الأسطورة هداية ملاك، حيث تلعب الوزن ذاته وهو تحت 67 كجم.
وبدأت نجاحات آية شحاتة بحصولها على تحقيق برونزية دورة ألعاب البحر المتوسط في عام 2022، ثم فضية بطولة أفريقيا في العام ذاته، ثم ذهبية كأس العرب في الإمارات.
وعادت آية شحاتة لتحفر اسمها بأحرف من ذهب عالميًا، بعدما نالت برونزية بطولة الجائزة الكبرى بروما 2023، وهي الميدالية الأولى لمصر ببطولات الجائزة الكبرى للتايكوندو، بعد غياب 4 أعوام، منذ البطولة ذاتها عام 2019، حينما حصدت هداية ملاك البرونزية أيضًا، وقدمت أداءً طيبًا في أولمبياد باريس، يجعلنا نحلم بميدالية جديدة في لوس أنجلوس، بشرط الاهتمام باللاعبة، لتكون مشروعًا لبطلة أولمبية جديدة على خطى هداية ملاك.
وفي المقابل، على الصعيد التدريبي احتفل بيجن مقانلو بنجاح لاعبه السابق أريان ساليمي الذي توج تحت قيادته ببرونزية بطولة العالم 2023، قبل أن يتوج بذهبية أولمبياد باريس في وزن فوق 80 كجم، لكنه لم يمتلك مسيرة تدريبية جيدة بما يكفي لصناعة أبطال مصريين، لأن حتى ساليمي قدم أداءً أفضل بعد ذلك في أولمبياد باريس، وحصد الميدالية الذهبية لبلاده، لذلك يبدو أن الاستمرار مع بيجن قد لا يكون الخيار الأفضل.
تحلم الجماهير بمستقبل أفضل للتايكوندو المصري في قادم المحافل الدولية، خاصة مع الثنائي الصاعد أحمد وائل نصار وآية شحاتة، لكن يبدو أن الاتحاد المحلي يحتاج لعمل أكبر من أجل تحسين الصورة والعودة لمنصات التتويج المعتادة، فهل سيتغير شيء في لوس أنجلوس 2028؟، سؤال سيظل مطروحًا حتى تصبح الإجابة "نعم".
طالع أيضًا
من طوكيو إلى باريس (1).. 11 لاعبًا بين السقوط والأزمات في المصارعة
فيديو قد يعجبك: