الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
07:55 م
تذكرت جماهير نادي فيورنتينا -فور سقوط إدواردو بوف أرضًا على ملعب أرتيمو فرانكي- رحيل دافيد أستوري في مشهد مؤلم لم يغب أبدًا طيلة السنوات الثماني الماضية عن ذاكرة مدينة فلورنسا.
وأثار بوف القلق في الوسط الرياضي الإيطالي بعد أن سقط في منتصف الشوط الأول من مباراة فيورنتينا وإنتر، ما أدى إلى إلغائه على الفور، إثر نقل صاحب الـ22 عامًا عبر سيارة إسعاف، إلى المستشفى.
وفقد بوف الوعي 13 دقيقة قبل إنعاش قلبه بحسب ما قال الطبيب المعالج في مستشفى كاريجي بفلورنسا.
بوف يعيد ذكرى أستوري في فيورنتينا
أصبح بوف في حالة صحية أفضل بحسب بيان رسمي لفيورنتينا، لكن سقوطه لم يجعل جماهير الفيولا في حالة جيدة أبدًا لأنه أعاد إليهم ذكرى وفاة دافيد أستوري في 4 مارس 2018.
وتوفي أستوري عن عمر 31 عامًا بشكل مفاجئ أثناء نومه في غرفته بالفندق الذي كان يعسكر فيه مع فيورنتينا.
وعرف معسكر فيورنتينا بوفاة أستوري في الصباح الباكر، إذ استغرب اللاعبون غيابه عن وجبة الإفطار، ليسارع بعضهم إلى الذهاب نحو غرفته من أجل التأكد من سلامته قبل اكتشاف وفاته.
قضية استمرت 6 سنوات
تحولت وفاة أستوري إلى قضية بعد أن وجه المدعي العام في فلورنسا اتهامات ضد طبيبين، هما فرانشيسكو ستاجنو وجورجيو جالانتي.
الملفت أن حالة أستوري الصحية بدت طبيعية تمامًا، ما يستدل به، مشاركة اللاعب لمدة 90 دقيقة ضد كييفو فيرونا في 25 فبراير، أي قبل أسبوع واحد من وفاته، الأمر الذي دفع إلى رغبة أسرته في فتح تحقيق فوري.
التهمة الأساسية التي وجهها المدعي العام لهما -بعد تشريح جثة أستوري- كانت الإهمال الطبي، إذ تجاهل كلاهما إشارات تحذيرية سابقة بين 2014 و2018 تفيد بأن اللاعب يعاني من الأساس من عيب خلقي في القلب، ما كان يتطلب تناوله أدوية مناسبة أو منعه من ممارسة كرة القدم.
الطبيب الأول ستانجو كان يشغل منصب كبير الأطباء في معهد الطب الرياضي في كالياري، النادي الذي لعب أستوري بين 2008 و2016، أما الأخير جالانتي، كان طبيبًا معالجًا، ومحاضرًا أيضًا في جامعة كاريجي بفلورنسا، المدينة التي يقع بها فيورنتينا، حيث توفي اللاعب بين صفوف النادي في مارس 2018.
براءة طبيب كالياري
خضع ستانجو لمحاكمة انتهت بحصوله على براءة كاملة في قضية أستوري، بعد أن ثبتت سلامة الإجراءات التي اتخذها في حالة اللاعب الصحية عام 2014.
التحقيق الأولى لاحظ أن أنماط ضربات قلب أستوري لم تكن عادية، ما أغفله ستانجو.
وتمكن طبيب كالياري لاحقًا من إثبات إجرائه جميع الفحوصات الطبية اللازمة لدافيد أستوري في الفترة التحضيرية قبل كل موسم، إذ كان التقرير الطبي بحسب ما انتهت إليه المحكمة سليمًا بنسبة 100%.
إدانة طبيب فيورنتينا
كان وضع جالانتي أكثر صعوبة، لأن أستوري توفي في فيورنتينا حيث كان هو الطبيب المختص في إجراء الفحوصات الروتينية لجميع لاعبي فيولا، بالفترة التحضيرية قبل كل موسم.
بعد تشريح جثة أستوري، تحولت تهمة جالانتي من الإهمال الطبي إلى القتل غير العمد.
وأبان تشريح جثة أستوري عن معاناة اللاعب من بطء ضربات قلبه، قبل أن تصبح أبطأ فأبطأ حتى توقفت تمامًا في 4 مارس 2018.
وقال أنطونيو دي نيكولو، المدعي العام في قضية أستوري: "بناءً على التشريح الذي أجري في 6 مارس 2018 على جثة أستوري -بعد يومين فقط من وفاته- أصبح من الممكن الإشارة إلى أنه سبب الوفاة يتعلق بطبيعة القلب، وعلى الأرجح أنه عانى من عدم انتظار في ضربات قلبه مع مشكلات في الرئة أيضًا".
وأصدرت المحكمة في أبريل 2021، حكمًا بالسجن لمدة عام ضد جالانتي بتهمة القتل غير العمد، بعد أن أهمل في منح أستوري الضوء الأخضر للمشاركة في مباريات كرة القدم، رغم معاناته من مرض لم يشخصه، اسمه اعتلال عضلة القلب البطيني.
واستأنف جورجيو جالانتي ضد الحكم الصادر في حقه، لكن المحكمة بعد ما يقارب 3 أعوام، أكدت أنه يستحق السجن على خلفية إهماله الطبي، ما انتهى بوفاة أستوري.
وقالت فرانشيسكا فيوريتي، زوجة دافيد أستوري، عقب الحكم الصادر في يوليو 2024: "الآن أشعر أنني أفضل قليلًا".