لماذا تجولت سائحة أمريكية العالم بقميص "محمد صلاح"؟
مشجعة أمريكية
كتب: يلا كورة
حوار- محمد زكريا وهدى الشيمي:
بات لاعب المنتخب المصري، نجم ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، ظاهرة لا تخطئها العين.. تخطى سحرها حدود ملاعب الكرة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على مستوى بلدان عربية وغربية.
قبل أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الصور لسائحة أمريكية تُدعى كيري إليزابيث، ترتدي قميص "مو"، خلال زيارتها لبعض المناطق السياحية والأثرية في مصر، مما جذب إليها الآلاف من المصريين، وبخاصة عشاق "الملك" المصري، الذي تفاعل مع صورها على حسابه الشخصي بموقع تويتر.
"يلا كورة" تواصل مع الأمريكية "كيري"، أجرى معها حوارًا عبر البريد الإلكتروني، في الوقت التي تزور فيه بريطانيا، لمؤازرة ناديها المُفضل ليفربول، وتشجيع نجمه صلاح من المدرجات، خاصة أن الفريق على أعتاب مباراة مهمة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام روما الإيطالي، بعد أيام.
في الحوار تتحدث "كيري" عن سر جولاتها بقميص صلاح بين دول العالم، وشعورها إزاء تفاعل اللاعب مع صورها.. حكاية رحلتها مع الكرة.. تشجيعها لليفربول وانطباعها عن المصريين. كيف تلقت فوز صلاح بجائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي؟، وسبب وصفها لمصر بـ"بلدي المفضل". كما ذكرت الأمريكية مع أي المنتخبات ستتعاطف في كأس العالم القادم.
• فاز صلاح بجائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي.. فما هو شعورك الآن؟
- يا إلهي، شعور رائع. هناك العديد من أساطير ليفربول الذين فازوا بهذه الجائزة، منهم لويس سواريز، ستيفن جيرارد، جون بارنس، إيان راش، كيني دالغليش وتيري ماكديرموت. وصلاح يستحق بالتأكيد الفوز بهذا اللقب، لكي ينضم إلى قائمة هؤلاء اللاعبين العظام، وأعتقد أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه.
• تجولتِ بقميص صلاح في عدة بلاد منها مصر.. لماذا فعلتِ ذلك؟
- أنا مدونة سفر، أكتب عن رحلاتي والبلاد التي أزورها، ومنذ بداية تشجيعي لليفربول، قررت الجمع بين الاثنين (السفر وكرة القدم)، لذلك ارتديت قميص ليفربول في كل مكان زرته، وهذا العام كان قميصي يحمل اسم صلاح، وكنت أعرف أنه سيكون من الممتع ارتداؤه في مصر، لأني أعلم أن كرة القدم تعني الكثير جدًا للمصريين، لكنني لم أتوقع أبداً أن يُحب المصريون قميصي إلى هذا الحد.
• كم دولة سافرتي إليها بقميص صلاح؟
- سافرت إلى 11 دولة، مرتدية تي شيرت "مو".
• وكيف كانت ردود الأفعال؟
- أفضل الردود تلقيتها من المصريين، كانوا متحمسين جدًا لرؤيتي، كانوا لطفاء معي للغاية، وفي كل مكان أذهب إليه يقولون لي إنهم سعداء، لأني أرتدي القميص الذي يحمل اسم مواطنهم محمد صلاح.
• وماذا عن غير المصريين؟
- الأردنيون ثاني شعب يتفاعل معي بهذا الحماس، أتذكر أحد المواقف التي جمعتني بثمانية أطفال، كانوا يغنون لصلاح بحماس لا يوصف، وأعتقد أن هذه التجربة كانت الأروع والأكثر قربًا لقلبي في جولاتي بقميص اللاعب. وبعدها علمت أن العالم العربي بأكمله يحب صلاح، ويفخر به، لأنه ببساطة يُمثلهم.
• صلاح علق على صورك في مصر.. كيف تلقيتِ ذلك؟
- كنت سعيدة جدًا، لم أتوقع أبدًا أن يلحظ "مو" الصور، ولم يكن ذلك هدفي من نشرها، وإذا نظر أحدكم إلى حسابي على إنستجرام خلال الأشهر الماضية، سيجد أنني لا أُشارك حسابه في الصور التي أنشرها، فهدفي هو التواصل مع مشجعي ليفربول والمسافرين الآخرين حول العالم، ولكن بفضل المصريين الرائعين رأى صلاح بنفسه صوري، وتعرف علي، ولكني أرغب في مقابلته.
• وماذا لو قابلتيه؟
- بالطبع سأخبره إلى أي مدى أحبه وأحب بلده.
• في رأيك لأي مدى أثر صلاح على أداء ليفربول؟
- محمد صلاح أصبح أسطورة ليفربول، فهو لاعب مُذهل، أحرز 40 هدفًا للنادي في موسم واحد فقط، لم نكن نحن- المشجعين- نتخيل ذلك. ليس ذلك فقط، بل لأنه فعل كل ذلك بابتسامة كبيرة على وجهه، أعتقد أنه شخص لطيف للغاية، كما أنه متواضع ومخلص وصادق، هذا ما جعله محبوب من قبل كل مشجعي ليفربول، والذين أطلقوا عليه اسم "الملك المصري"، وألفوا له العديد من الأغاني يرددها الجميع بمجرد تواجدهم في الملعب. فهو مصدر كبير للإلهام، كما أنه لاعب ماهر ومتابعته في الملعب تجعل الجميع يشعر بالمتعة، أتمنى ألا يترك ليفربول أبدًا.
• ومنذ متى تُشجعي ليفربول؟
- منذ 18 عامًا.
• وكيف بدأ تعلقك بالفريق الإنجليزي؟
- سافرت إلى بريطانيا في عام 2000، تابعت الدوري الإنجليزي الممتاز، أُعجبت بأداء ليفربول، رغم عدم شهرته بأمريكا في ذلك الوقت، لكن أحببته بشدة، ومنذ ذلك الحين وأنا أُشاهد مباراياته باستمرار، ، حتى أصبح هناك الآن نادي رسمي لمشجعي ليفربول في كل مكان بأمريكا.
• ومنذ متى آتتك فكرة الارتحال بقميص النادي خارج أمريكا؟
- في أشهر التشجيع الأولى، كنت أرتدي تي شيرت ليفربول طوال الوقت، لكن لا أحد في أمريكا يستطيع التعرف عليه، وفي أول مرة غادرت فيها البلد، أدركت مدى حب كل المواطنين لكرة القدم، وعندما ارتدي تي شيرت "الريدز" كان العديد من الناس يتعرفون علي ويأتون للتحدث معي، لذلك عشقت المزج بين السفر وكرة القدم.
• ومتى قررتِ ارتداء قميص صلاح؟
اعتدت شراء قميص ليفربول مع بداية كل موسم، وبعد توقيع صلاح عقده مع النادي، عرفت أن قميصي لعام 2017- 2018 سيحمل اسمه.
•وهل اختلفت ردود الفعل بعد ارتدائك قميص صلاح في السنة الأخيرة؟
على مدار سنوات، ارتديت قمصانا مكتوبا عليها أسماء لاعبين مُميزين في ليفربول، لكن أستطيع أن أقول إن الناس متحمسون لرؤية قميص محمد صلاح أكثر من أي لاعب كرة قدم آخر، فأنا أُقابل ردود فعل مختلفة للغاية، ويأتي إليّ الناس للتحدث معي عن أدائه وأهدافه.
• هل توقعتِ منذ البداية نجاح صلاح مع ليفربول؟
- قبل حضوره إلى الأنفيلد، لعب صلاح في روما، أحرز 15 هدفًا، وساعد فريقه في احتلال المركز الثاني بالدوري الإيطالي، وقتها كنت أتابع أداءه، اكتشفت أنه يتمتع بقوة لا تصدق، كما أنه يتطور بشكل ملحوظ، وعرفت أنه اللاعب الذي يحتاجه ليفربول، خاصة مع أسلوب يورجن كلوب في الهجوم.
• وماذا لو ترك صلاح ليفربول إلى نادٍ آخر؟
- إذا ترك ليفربول وذهب إلى نادٍ آخر سأتبعه أيضًا، وأشجعه، رغم أن ليفربول سيكون النادي الوحيد الذي سأدعمه إلى الأبد.
• وهل تتابعي ليفربول من المدرجات؟
- أسافر إلى إنجلترا لمشاهدة مباريات ليفربول منذ عدة سنوات، وكنت محظوظة بما يكفي لمشاهدة حوالي 30 مباراة.
• وماذا عن الموسم الحالي؟
- شاهدت هذا الموسم 11 مباراة، وكنت دائمًا ارتدي تي شيرت صلاح في الأنفيلد. والآن أنا في إنجلترا، شاهدت مباراة ليفربول مع وست بروميتش، وبالتأكيد سأحضر مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام روما الإيطالي هذا الأسبوع، سأرتدي قميص "مو صلاح" وأغني أغانيه.
• وهل تعبري عن حبك لصلاح بأي طرق أخرى؟
- نعم. أتابع كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا حريصة على معرفة المزيد عن حياته الشخصية، لأنه يبدو شخصا حقيقيا، وقرأت العام الماضي عن التبرعات الكبيرة التي قدمها للمصريين، من بينها تبرعه لمدرسته القديمة، وللأطفال والمستشفيات وغيرها، يمكن أن أقول إني أعبر عن حبي له من خلال معرفة ما يفعله خارج الملعب. إنه شخص رائع.
دعينا نعود إلى الوراء قليلًا.. ما سر هيامك بكرة القدم؟
- في التسعينيات، بأمريكا، كانت الفتيات مُقبلات على كرة القدم، بينما الأولاد يلعبون البيسبول أو الأميركان فوتبول وكرة السلة، كنت وقتها صغيرة، لعبت الكرة، أحببتها، لكن مرت السنوات، وأصبحت من مُشجعيها.
• أمريكا ستتغيب عن كأس العالم هذا العام.. كيف استقبلتِ غياب بلدك عن المسابقة؟
- انزعجت كثيرًا لعدم تأهل أمريكا إلى كأس العالم هذا العام، إنها المرة الأولى منذ 32 عامًا، كارثة لبلدنا ونكسة كبيرة لنمو الرياضة فيها.
• وبعد غياب أمريكا.. مع أي المنتخبات ستتعاطفين؟
- بما أن أمريكا لن تلعب في روسيا، سأشجع مصر ومحمد صلاح، مصر بلدي المُحبب وصلاح لاعبي المفضل، وليس لدي أدنى شك في أن مصر ستتمكن من تخطي مرحلة المجموعات، وعلى كل حال سأراقب كل مباراة.
• زرتِ مصر مرتين.. فمتى كانت الزيارة الأولى وكيف كانت؟
- الأولى كانت في يناير 2017، وقررت الذهاب إلى مصر بعد أن وقعت في حب المغرب، رغبت في اكتشاف المزيد من البلاد في شمال أفريقيا، وكنت متحمسة جدًا لرؤية الأهرام والمومياوات، وقررت الذهاب إلى الأقصر في تلك الرحلة، ولكني شعرت بالإحباط لعدم ذهابي إلى أسوان والغردقة.
• وماذا عن زيارتك الأخيرة؟
- أردت العودة إلى مصر لرؤية جرافيتي صلاح في وسط البلد، وارتداء قميصه في الأهرامات، ومشاهدة مباريات ليفربول بين المشجعين المحليين في القاهرة. قمت بكل هذا. كانت زيارة سريعة ولكنها كانت مذهلة.
• قولتي عن مصر إنها "بلدي المفضل".. فلماذا؟
- أعتبر مصر وطني الثاني، كما أنه بلدي المفضل. بالطبع أنا أمريكية، ولا أتحدث اللغة العربية، لكن في كل مرة أزور فيها بلدكم الجميل أشعر بالترحاب، فالناس ودودين وغير متحفظين، مرحين جدًا، ويرغبون دائمًا في التحدث معي والتعرف عليّ، على عكس أوروبا، مواطنيها متحفظين، ويصعب عليّ الانسجام مع ثقافتهم. صحيح أحببت السفر إلى أوروبا، ولكنني أفضل ثقافات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
• هل ترددتي قبل المجيئ إلى مصر؟
- بحثت، وقرأت كثيرًا قبل مجيئي إلى مصر، وأدركت أنها دولة آمنة تمامًا، وأنا سعيدة بأني اتخذت قراري بالذهاب إلى هناك.
• وهل تودي معاودة الزيارة؟
- أخطط للقيام برحلة أخرى، وعندها سأزور القاهرة والأقصر وأسوان والنوبة والغردقة وشرم الشيخ والإسكندرية. أنا احتاج لرؤية المزيد من الأمور في مصر، ولن أستطيع الانتظار طويلًا حتى أعود مرة أخرى إلى بلدي المُفضل.
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات0
-
0
-
الهداف0
-
صانع الأهداف