DPA
الأربعاء 11 يناير 2017
10:16 ص
قبل عامين فقط ، نال المنتخب الغاني إشادة بالغة لوصوله إلى المباراة النهائية ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 بغينيا الاستوائية.
ولكن أي نتيجة أخرى سوى اللقب في النسخة الحادية والثلاثين من البطولة ، التي تستضيفها الجابون من 14 يناير الحالي إلى الخامس من فبراير المقبل ، ستكون بمثابة صدمة حقيقية لجماهير الفريق ومسؤولي الاتحاد الغاني للعبة.
ومع احتلال الفريق المركز الرابع في نسختي 2012 و2013 من البطولة الأفريقية وتذبذب نتائجه وخروجه صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل ، كان هدف الفريق في البطولة الأفريقية الماضية عام 2015 بغينيا الاستوائية هو تقديم عروض قوية واكتساب الخبرة للمنافسة على اللقب في 2017 .
ويضاعف من رغبة وحاجة المنتخب الغاني (النجوم السوداء) لإحراز اللقب الأفريقي الغائب عن خزانته منذ 35 عاما أن فرص الفريق أصبحت ضعيفة للغاية في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا علما بأن الفريق شارك في ثلاث نسخ متتالية بالبطولة العالمية وهي نسخ 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.
وقبل سبعة أعوام فقط ، أبهر المنتخب الغاني عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء العالم بالعروض القوية والرائعة التي قدمها في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك في ثاني مشاركة له بالبطولة.
وشق المنتخب الغاني طريقه بجدارة إلى دور الثمانية في المونديال ليصبح بذلك ثالث منتخب أفريقي يبلغ هذا الدور في البطولة العالمية بعد منتخبي الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 .
وتضافرت العديد من العوامل والظروف ومنها أخطاء الحكام في حرمان النجوم السوداء من بلوغ المربع الذهبي للمونديال حيث سقط الفريق أمام منتخب أوروجواي بعد مباراة مثيرة للغاية في دور الثمانية.
وتوقع كثيرون أن يفرض هذا الفريق هيمنته على الساحة الأفريقية لسنوات طويلة تالية وأن يحتكر اللقب القاري لنسخ عدة.
ولكن الفريق اكتفى في النسختين الماضيتين عامي 2012 و2013 بالمركز الرابع كما خرج صفر اليدين من الدور الأول لمونديال 2014 بالبرازيل ثم حل ثانيا في النسخة الماضية من البطولة الأفريقية بعدما خسر بركلات الترجيح أمام نظيره الإيفواري في المباراة النهائية.
ولذا ، سيكون الفريق بحاجة ماسة إلى إثبات وجوده مجددا في بطولات كأس الأمم الأفريقية من خلال البطولة الحادية والثلاثين بالجابون.
وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود متتالية ، فشلت غانا في الفوز بلقب البطولة الأفريقية فيما يمثل إخفاقا كبيرا لا يليق بتاريخ الفريق أو إمكانياته العالية.
ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الغاني كان ولا يزال "برازيل القارة السمراء" ليس لجمال الأداء فحسب وإنما لأنه كان دائما وما زال حتى الآن ضمن المرشحين بقوة لإحراز لقب البطولة القارية التي شارك فيها 21 مرة سابقة وأحرز لقبها أربع مرات.
وكان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات حيث توج باللقب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاما قبل أن يحرز المنتخب الكاميروني أول ألقابه الأربعة وقبل أن يحرز المنتخب المصري لقبه الثالث من بين الألقاب السبعة التي يستحوذ عليها حاليا.
ورغم ذلك ، غاب النجوم السوداء عن منصة التتويج طيلة 35 عاما متواصلة رغم استضافة غانا لنهائيات البطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا ولنهائيات بطولة 2008 .
وشارك المنتخب الغاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى عام 1963 حيث استضافت بلاده البطولة للمرة الأولى ونجح الفريق في إحراز لقبها بالتغلب على نظيره السوداني في المباراة النهائية.
وكرر الفريق الإنجاز نفسه في البطولة التالية التي استضافتها تونس عام 1965 حيث أحرز النجوم السوداء لقب البطولة بالتغلب على تونس في المباراة النهائية ليعادل المنتخب الغاني بذلك إنجاز الفريق المصري ويفوز باللقب للمرة الثانية وهي الثانية على التوالي أيضا.
وكان المنتخب الغاني على أعتاب إنجاز فريد من نوعه بعدما تأهل لنهائي البطولة التالية التي استضافتها إثيوبيا عام 1968 ولكنه خسر النهائي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية ليفشل في الفوز باللقب الثالث على التوالي.
وانتظر المنتخب الغاني حتى عام 1978 ليحرز اللقب الثالث له في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية وبعدها بأربع سنوات فقط توج باللقب الرابع بالفوز على ليبيا صاحبة الأرض في المباراة النهائية.
ولكن النجوم السوداء فشلوا في الصعود إلى منصة التتويج لسنوات طويلة حتى جاءت إليهم الفرصة أخيرا باستضافة غانا لبطولة عام 2008 ليجد الفريق دعما جديدا من جماهيره ولكن ذلك لم يساعده في الفوز باللقب الخامس في تاريخه ومعادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب والذي كان مسجلا باسم نظيره المصري الذي عزز رقمه القياسي بإحراز اللقب للمرة السادسة بينما انتزع المنتخب الغاني المركز الثالث بالبطولة.
وسنحت الفرصة مجددا أمام غانا لتقليص الفارق مع أحفاد الفراعنة ببلوغ المباراة النهائية لبطولة 2010 بأنجولا ولكن خبرة الفراعنة حسمت اللقب بالتغلب 1 / صفر في النهائي على المنتخب الغاني المفعم بالعناصر الشابة.
ومع اعتزال نجوم جيل التسعينيات بقيادة عبيدي بيليه وأنتوني يبواه دون إحراز أي لقب في بطولات كأس الأمم الأفريقية رغم أنه كان أكثر أجيال النجوم السوداء قدرة على تحقيق ذلك ، أصبحت مهمة الجيل الحالي بقيادة آندري آيو وأسامواه جيان ، في غاية الصعوبة حيث يحمل على كاهله مهمة استعادة الألقاب الأفريقية.
ورغم النتائج المتذبذبة للفريق في الآونة الأخيرة ، تصدر النجوم السوداء المجموعة الثامنة في التصفيات التي ضمت معه منتخبات موزمبيق ورواندا وموريشيوس حيث حقق الفريق الفوز في أربع مباريات وتعادل في اثنتين.
ولكن قرعة النهائيات لم ترحم الفريق حيث أوقعته في مجموعة صعبة للغاية حيث يخوض الدور الأول بالنهائيات المرتقبة ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات مصر ومالي وأوغندا علما بأن الفريق سقط أمام نظيره المصري في مجموعتهما بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 التي تضم معهما أيضا منتخب أوغندا.
ولكن المدرب أفرام جرانت الذي قاد المنتخب الغاني في النسخة الماضية من البطولة الأفريقية يعول كثيرا على الخبرة التي اكتسبها اللاعبون خلال السنوات الأخيرة سواء من مشاركاتهم في بطولات أفريقيا أو كأس العالم أو من احتراف بعضهم في أندية أوروبية كبيرة.
وإذا كان الفريق قادرا على عبور هذه المجموعة والمنافسة بقوة على اللقب الأفريقي ، سيعتمد هذا كثيرا على ما يقدمه لاعبون بارزون مثل وأسامواه جيان وأندري آيو بينما فضل اللاعب كوادو أسامواه البقاء مع فريقه يوفنتوس الإيطالي وعدم المشاركة مع النجوم السوداء في البطولة الأفريقية.
ويستهل المنتخب الغاني مسيرته في البطولة بملاقاة نظيره الأوغندي في 17يناير الحالي ثم يلتقي نظيريه المالي والمصري على الترتيب يومي 21 و25 من الشهر نفسه.