EFE
الخميس 21 مايو 2015
07:12 م
أسدل أسطورة فريق برشلونة تشافي هرنانديز الستار اليوم على حقبة زاخرة بالأمجاد استمرت 17 عاما في النادي الكتالوني، افتخر خلالها بإرتداء قميص البلاوجرانا 764 مرة.
وكما كان متوقعا، أعلن عميد لاعبي البرسا وأكثر اللاعبين تتويجا بالألقاب في تاريخه عن وضع حد لمشواره مع الفريق هذا الموسم، والانتقال الى قطر لخوض تجربة مختلفة مع فريق السد.
وسيظل تشافي في ذاكرة برشلونة الى الأبد، كونه قطعة أساسية في أفضل جيل على مر تاريخ النادي، فضلا عن إنجازاته الأسطورية مع منتخب إسبانيا.
ويتجه تشافي، وهو في الـ35 من عمره، الى قطر بطموحات مختلفة، فبعيدا عن رغبته في إجادة اللغة الإنجليزية، يأمل في بدء مشواره في عالم التدريب، وربما يحالفه الحظ في قيادة المنتخب العربي في مونديال 2022 الذي سيلعب على أرضه.
ويضم تشافي في خزانة بطولاته 23 لقبا مع البرسا وثلاثة مع المنتخب، ليتصدر لائحة اللاعبين الأكثر تتويجا ببطولات على مستوى العالم.
استهل تشافي مشواره في قطاع الناشئين ببرشلونة، وكان ضمن فريق الشباب الذي صعد لدوري الدرجة الثانية في إسبانيا موسم 1997-1998 ، حتى منحه المدرب الهولندي لويس فان جال الفرصة للالتحاق بالفريق الأول.
دفع فان جال بتشافي لأول مرة امام ريال مايوركا في مباراة السوبر الإسباني، وربح الرهان بتسجيله هدفا امام ريال مايوركا، لكن البرسا خسر بهدفين.
ورد تشافي الجميل لفان جال، فبعدما كان مهددا بالإقالة في موسم 1998-1999 سجل هدفا برأسه في شباك بلد الوليد أنقذ رقبة مدربه، بل ساهم في التتويج بلقب الليجا.
ظلت المقارنات قائمة بين تشافي والأسطورة بيب جوارديولا في قيادة وسط الفريق، لكنه كان قريبا من الانتقال لميلان الإيطالي بعد فوزه مع منتخب إسبانيا بمونديال الشباب تحت 20 عاما عام 1999.
وكان السبب في رفض العرض المغري ماديا لميلان "أم تشافي" ماريا كريوس، التي هددت والده بالطلاق في حال سمح له بالاحتراف في إيطاليا.
مرت السنوات ولم يعد تشافي يقارن بجوارديولا، بل فتن العالم بموهبته الخاصة والفريدة من نوعها في وسط الملعب، خاصة في عهد المدرب الهولندي فرانك ريكارد، وصار خير إمداد بالتمريرات الحاسمة للبرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو.
لسوء الحظ لم يشهد تشافي فرحة التتويج بتشامبيونز 2006 ، الثانية في تاريخ برشلونة بعد إنجاز 1992 ، بسبب الإصابة، لكن كرمته كرة القدم لاحقا في 2009 بعدما لعب دورا محوريا في حصد اللقب في روما.
كان تشافي حلقة ذهبية في أفضل جيل في تاريخ برشلونة مع المدرب بيب جوارديولا، بالتزامن مع قيادته لمنتخب إسبانيا لأعظم إنجازات على مر العصور، متجسدة في ثلاثية (يورو 2008 - مونديال 2010 - يورو 2012) وقبلها فضية أوليمبياد سيدني 2000.
شكل تشافي طرفا ضمن الثلاثي الأسطوري بجانب ميسي وإنييستا، وحققوا سويا "السداسية" التاريخية في موسم واحد.
استحق "المايسترو" الترشح للكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم ثلاث مرات في 2009 و2010 و2011 ، لكن لم يحالفه الحظ امام زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي.
حتى بعد تقدمه في العمر، وتزايد الضغوط لترحيله عن البرسا في الصيف الماضي مع وصول المدرب لويس إنريكي، فضّل تشافي البقاء وتمديد عمره بقميص البرسا، ليشارك في 40 مباراة هذا الموسم، نصفها كأساسي رغم انتزاع الكرواتي إيفان راكيتيتش لمركزه.
وبعد ضمان لقب الليجا وانهمار دموعه في ملعب فيسنتي كالديرون عقب الفوز على أتلتيكو مدريد، يتحضر أنصار البرسا وزملاء تشافي لمراسم وداع أسطورية تليق بأحد أعظم لاعبي النادي خلال مباراة ديبورتيفو لاكورونيا الأخيرة بالدوري هذا الموسم على عشب كامب نو.
صاحب اللمسات السحرية وأحد أذكى العقول الكروية سيدخر ذكائه لمقاعد المدربين في أقرب فرصة، لكنه يطمح لإنهاء مشواره بالظفر باللقب 25 له مع البرسا حال فوزه على أثلتيك بلباو في نهائي كأس الملك، وعلى يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري الأبطال.