عقل المباراة.. ياكين أضاع حلم صلاح .. والتحكيم مغرض

تحليل - أيمن محمد:

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

الصعوبة في خروج بازل ليس فقط بسبب التحكيم الذي أقل ما يقال عنه انه مغرض لسبب غير مفهوم .. لا أتحدث فقط عن الطرد ولا عن الهدف ( الفضيحة ) ولكن حتي عن اخطاء عادية أو لمسات يد في منتصف الملعب من بواتنج ولا يكلف الحكم الإيطالي نفسه برفع يده ومعها إنذارا.

الشىء المحزن في خروج بازل هو انه كان مسيطرا علي مجريات والإستحواذ حتي حالة الطرد بالرغم من عدم وجود فرص حقيقة للتهديف إلا أن الأداء التكتيكي الرائع لمورات ياكين في بداية المباراة أنهار تماما وتحول بعد الطرد والسبب عدم تدخله المبكر ..ومعرفة ماذا يريد من المباراة.

سيناريو حزين

لعب مورات ياكين 4-1-4-1 بتحفظ دفاعي في وسط الملعب معتمدا علي فوسر وشار وإيفانوف وتولان في الدفاع أمامهم إرتكاز دفاعي متأخر فراي ثم الرباعي يسارا صلاح ويمينا ستوكير وفي العمق النني وسري دي وفي الامام لعب ستريللر.

في المقابل بدأ كيللر المباراة 4-2-3-1 بأسوأ تشكيل ممكن لشالكه في الشق الهجومي حيث إعتمد علي الرباعي الدفاعي يوشيدا وسانتانا وهوفيديس وكولسنيش أمامهم لعب وسط إرتكاز جويل ماتيب ونيوستدير ثم الثلاثي جيفرسون فارفان و ماير ودريكسلر ولعب رأس الحربة بواتنج.

أول مهارات ياكين التكتيكية في البداية كانت في كيفية إيقاف النقطة الأسرع في شالكه وهي فارفان لذلك قام بتحويل فوسير وصلاح من الجانب الأيمن إلي الجانب الأيسر وهو ما حرم شالكه من إنطلاقات يوشيدا.

الظهير الأيمن الياباني ظل حبيسا في الخلف خوفا من سرعة صلاح في المرتدات لذلك بات واضحا أن ياكين سيلجأ إلي الصراعات الفردية وإبعاد نجوم شالكه عن بعضهم وتخصيص فوسير لفارفان.

وجود ثلاثي دفاعي في وسط الملعب أحدهم فراي في الخلف كان يعني تأمينا زائدا مطلوبا للسويسرين بسبب مساندة النني أو سري دي لفوسير وفي نفس الوقت إحكام الرقابة علي ماير صانع اللعب الألماني في العمق.

أن تلعب ببواتنج كرأس حربة صريح .. هذا يعني أن الدفاع السويسري سينعم براحة وعدم قلق في التحركات لذا ظهر إيفانوف وشار في أفضل حالاتهم وبالتالي أنعكس هذا سلبا علي دريكسلر والذي وجد نفسه محاصرا بين تولان وستوكير.

تلعب خارج أرضك وتحتاج فقط للتعادل ومع ذلك انت مسيطرا بنسبة 64% حتي منتصف الشوط الأول هكذا قالت إحصائيات المباراة لبازل .. شالكه يحتاج إلي دعم

أفضل وأهم تغييرات المباراة بخروج هوفديس ودخول سازالاي وهو ما أعقبه سلسله من التغييرات في وسط ملعب شالكه حيث عاد بواتنج إلي مركز الإرتكاز وبدأت أول مشاكل بازل في تحركات سازلاي والذي أسفر عن طرد ( ظالم  )

في هذه اللحظة كان واجبا علي ياكين التدخل سريعا ولكنه بعدما فقد الدفاع لاعبا مهما مثل إيفانوف أفقد ياكين بإرادته معركة وسط الملعب بإرجاع فراي للخلف وبات سري دي والنني هما الإرتكاز وبات صلاح وستوكير مطالبين بالبقاء في الخلف.

لا أعرف كيف فكر ياكين في هذه اللحظة فقد كنت منتظرا دخولا سريعا لقلب دفاع بديلا لستوكير فهو لا يحتاج للهجوم في هذه اللحظة علي ان يظل فراي في وسط الملعب كإرتكاز ثالث بجوار النني وسري دي ولكن ياكين كان ( طامعا ) في الفوز بمهاجمين أرجعهم للخلف مع وسط ملعب غير قادر علي الصمود.

ما يدعم الفكرة السابقة هو أن صلاح وستوكير وستريللر لم يقوما بأداء هجومي فعال وفي نفس الوقت كان شالكة مسيطرا علي الأمور وهو ما يعني ضرورة التضحية بأحدهم خاصة وأنت تحتاج إلي تعادل وإجبار شالكة علي الهجوم وترك المساحة اللازمة لصلاح للإنطلاق بدلا من شغله بواجبات دفاعية أرهقته تماما.

الهدف ( الفضيحة ) أجهض تماما أي أمل لبازل وبالتالي كانت النتيجة ببساطة ..عودته للدوري الأوربي ..  وضياع فرصة ذهبية لمقارعة أحد كبار اللعبة.

الإتحاد الإنجليزي أدخل تقنية لإعادة الكرة في حال إذا ما تجاوزت خط المرمي أم لا فأنه ومن الضروري جدا أن تطبق أيضا هذه التقنية في حالات التسلل ..ستصبح كرة القدم أكثر عدلا ..ولكنها ستفقد إثارتها

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك