جميع المباريات

إعلان

عندما يتحول المعلق إلى مهرج وشاعر ومحرض.. ماذا بقي؟

تليفزيون كوميدي

عندما يتحول المعلق إلى مهرج وشاعر ومحرض

الرياض - سلطان السيف:

لا يبدو أن مشاكل القناة الرياضية السعودية انتهت بمجرد التعاقد مع شركة منتجة تجاوزت معها بعض الأخطاء الفنية والتقنية التي قتلت جمالية مباريات المسابقات السعودية في العامين الماضيين.

إذ بات واضحاً أن المشكلة الأكبر التي تواجه "قناة الوطن" تتمثل بوجود أشخاص خلف "المايكروفون" لا يمكن تقديمهم ووضعهم في خط المواجهة مع المشاهد، ولعل حالة الغضب الذي اجتاحت جل المتابعين الرياضيين تجاه أداء معلق القناة الرياضية محمد صدقة في لقاء الاتحاد والنصر الأخير هي أحد الأدلة التي تؤكد أن "قناة الوطن" تعاني فعلاً على مستوى المعلقين.

يتحول بعض المعلقين إلى مشجعين وشعراء ومهرجين ومتخصصين في التقييم الفني، متناسين مهمتهم الأساسية والمتمثلة بالوصف والتعليق على ما يجري داخل الملعب، وفي حالات أخرى يتحول المعلق إلى مختص بالإدارة، الأمر يبدو كذلك مع بعض المعلقين الذين لا يستفيدون من أخطائهم ويواصلون التهريج والإساءة للمشاهدين وللقناة وللكرة السعودية خصوصاً وأن مباريات الدوري السعودية باتت تحظى بمتابعة كبيرة على مستوى الخليج والدول العربية.

ما حدث في مباراة الاتحاد والنصر من قبل المعلق محمد صدقة لا يمكن أن يصدر من معلق محترف يعرف أبجديات التعليق، فقد تحول المعلق إلى شاعر ومشجع في وقت واحد، وحاول استعراض ثقافته بشكل فج من خلال خلط بعض المفردات العربية بالإنجليزية واستخدامها في غير محلها معتقداً أن طريقة كهذه تمنحه تفرداً وتميزاً عن غيره من المعلقين، فضلاً عن حديثه عن بعض الأمور التي لا يتم الحديث عنها سوى في المدرجات ومواقع التواصل، مثلما تحدث عن سيارة مهاجم النصر محمد السهلاوي وكأن السهلاوي هو أول من اشترى سيارة من اللاعبين، معتقداً أن الحديث عن أمور اللاعب الشخصية يلبي تطلعات المشاهدين الذين ينتظرون وصفاً لكل ما يجري في الميدان، وبدا أن نفي إدارة النصر لما تردد عن سيارة السهلاوي غير كافٍ بالنسبة للمعلق.

أسوأ من ذلك، عندما ذهب إلى منح الألقاب والأوسمة ووصف العديد من الأسماء بالأساطير والأسماء العالمية حتى خُيل للمشاهد أن المعلق يتحدث عن أسماء عالمية بالفعل. لقد أتى محمد صدقة بما لم يأتِ به الأوائل من المعلقين، حين تفاعل مع هتافات جماهير الاتحاد وهجومها على رئيس النادي محمد فايز، بطريقة عجيبة تجلى فيها غياب الوعي وتقدير قيمة "الميكروفون" حين راح يبرر لجماهير الاتحاد تصرفاتها وتهجم على الإدارة حين قال:"ما فعلوه بالاتحاد.. لو عندك بيت يارجل ما تهدمه بهذا الشكل"، وذهب إلى أبعد من ذلك حين ردد عبارات مثل "جماهير الاتحاد ضربت بالمليان.. انفجار.. لكم حق والله.. حقكم هذا ناديكم" في تحريض صارخ ضد إدارة النادي وتحول من التعليق إلى التحريض.

ما فعله محمد صدقة لم يكن الأول ولن يكون الأخير في ظل عدم تعلمه من الدروس والايقاف السابق والانتقادات التي تطول أداءه في كل ظهور له على شاشة "قناة الوطن"، ولعل ظهوره في مباريات فريقه المفضل الأهلي وتقزيمه للفرق التي تقابل فريقه وانحيازه الواضح دليل كاف على أن هذه النوعية من المعلقين لا يمكن أن تُثقف المشاهد وتضعه بالصورة بكل حياد.

لقد بات من الضرورة على القناة الرياضية الوقوف بحزم، وانتقاء المعلقين وتقييمهم بطريقة تخدم شكل المنافسات الرياضية، وهذا إن بدا صعباً إلا أنه ليس بالمستحيل، فإبعاد بعض الأسماء غير القابلة للتطور أهم ماينتظره المتلقي، والحديث هنا ليس فقط عن معلق مباراة الاتحاد والنصر بل عن كل المعلقين، وما يحسب لمدير عام القنوات الرياضية السعودية الدكتور محمد باريان خروجه وشجبه لتصرفات صدقه واتخاذ قرار ايقافه والمؤمل ان يكون ذلك درسا لجميع المعلقين الذين يرون كابينة التعليق مجالا للتنفيس عن ميولهم واعلان مواقفهم ضد بعض الاندية من دون احترام للمتلقي والقناة التي تمنحهم فرصة التعليق.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن