قطر تسعى لجذب المونديال إلى الشرق الأوسط

القاهرة، 30 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): تتعرف قطر بعد غد الخميس على مصير حلم طال انتظاره وهو إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى، حيث سيعلن الاتحاد الدولي (فيفا) اسم الملف الفائز بشرف تنظيم نسخة 2022.

ورغم الإخفاق في تنظيم أوليمبياد 2016 ، تعود قطر مرة أخرى إلى السعي لتنظيم حدث رياضي عالمي بالتنافس هذه المرة مع كل من الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

وتقدم قطر ملفا يشتمل على إقامة مباريات المونديال في 12 ملعبا موزعة على سبع مدن أغلبها يقع داخل دائرة جغرافية ضيقة بما يتيح للمشجعين والصحفيين حضور أكثر من فعالية في اليوم الواحد دون قضاء أغلب الوقت في التنقل.

ويتصدر ملعب لوسيل الملف القطري، حيث ينتظر إنشاؤه بسعة تصل إلى 86 ألف متفرج لاستضافة المباراة النهائية، بجانب ملعب خليفة في الدوحة الذي استضاف مؤخرا مباراة الأرجنتين والبرازيل الودية (1-0) والذي ستصل سعته إلى 70 ألف متفرج.

وبجانب الدعم الحكومي الهائل، يشير الفيفا إلى وجود أفكار ابتكارية في الملف القطري انعكست على تصميم بعض الملاعب مثل "الخور" الذي سيكون في صورة صدفة بحرية، بجانب ملعب الشمال الذي سيصل المشجعون إليه بالتاكسي البحري.

وعلى مستوى التنظيم، قدمت قطر أوراق اعتمادها سواء خلال كأس العالم للشباب عام 1995 أو دورة الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة، كما تحتضن مطلع العام المقبل كأس آسيا لكرة القدم.

ويرى الفيفا أن حرارة الصيف هي مصدر القلق الوحيد المتعلق بالملف القطري، حيث جرت العادة أن يقام المونديال بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز وهي الفترة التي تتجاوز فيها درجات الحرارة بمنطقة الخليج حاجز 40 مئوية.

وأمام هذا التحدي، تقدم قطر فكرة غير مسبوقة تتمثل في تكييف الهواء داخل الملاعب، بحيث تستقر درجات الحرارة عند 25 مئوية وهو المقترح الذي لاقى صدى إيجابيا لدى شخصيات عالمية مثل مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي سير أليكس فيرجسون.

واستعانت قطر أيضا بسفراء عالميين لملفها مثل الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، ومدرب برشلونة الإسباني بيب جوارديولا، والهداف الأرجنتيني السابق جابرييل باتيستوتا، فضلا عن النجم الكاميروني روجيه ميلا.

أما ملف الولايات المتحدة صاحب الأسهم المرتفعة في تنظيم الحدث، فيعرض 18 ملعبا في نفس العدد من المدن ويستند على النجاح في تنظيم بطولة 1994 التي فازت بها البرازيل على حساب إيطاليا بركلات الترجيح.

ويشمل الملف ملاعب ذات سعة كبيرة مثل ميامي (80 ألف متفرج) ولوس أنجليس (89 ألفا) وواشنطن (89 ألفا)، ودالاس (91 ألفا) ونيويورك (84 ألفا).

ولكن الملف الأمريكي يواجه عدة تحديات من بينها رغبة الفيفا في إظهار الحكومة التزام أكبر تجاه دعم الحدث، بجانب المصاعب التي قد تواجه النقل البري نظرا لاتساع المسافات بين بعض المدن خاصة على الساحلين الشرقي والغربي.

وبجانب نجمة الكرة النسائية مايا هام والنجم لاندون دونوفان، استعان الملف الأمريكي بسفراء من عالم السياسة مثل الرئيس السابق بيل كلينتون ووزير الخارجية السابق هنري كيسينجر، بجانب الممثل الشهير براد بيت.

ومن جانبها، تحظى أستراليا التي لم يسبق لها تنظيم المونديال بفرصة طيبة نظريا بعدما ألمح رئيس الفيفا جوزيف بلاتر في وقت سابق إلى رغبته في أن يقام كأس العالم بجميع القارات، وهو ما يلقي بالضوء على بلاد الكانجرو خاصة بعد إقامة المونديال في أفريقيا للمرة الأولى هذا العام.

وتقدم أستراليا 12 ملعبا في تسع مدن وخبرة تنظيمية كبيرة عبرت عنها خلال تنظيم أوليمبياد سيدني 2000 وألعاب الكومنولث في ملبورن عام 2006 وكأس العالم للرجبي في 2003.

ويبرز في الملف "ملعب أستراليا" في سيدني بسعة 83 ألف متفرج، بجانب ملعب "إم سي جي في" ملبورن بسعة 88 ألف متفرج، كما استعان مسئولوه بسفراء من طراز نجمي السينما هيو جاكمان ونيكول كيدمان، والسباح الشهير ايان ثورب وسائق الفورمولا1 مارك ويبر.

ويعتبر أبرز نقاط ضعف الملف الأسترالي هو أن المباريات ستقام في ساعات الصباح بتوقيت جرينتش وأغلب دول أوروبا، وهو ما قد يؤثر على تسويق البطولة تليفزيونيا وعوائد الإعلانات وحقوق البث.

وتنطبق نفس المخاوف على كل من كوريا الجنوبية واليابان اللتين نظمتا نسخة 2002 وتتقدمان الآن بشكل منفصل لاستضافة البطولة، حيث لا يرغب شركاء الفيفا في إقامة المباريات في توقيت يسبق أوروبا بثماني وتسع ساعات.

وعلى الرغم من التفوق التقني الكبير لكل من كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن الفيفا يرى قصورا على مستوى الفنادق في ملف الأولى، ودعما حكوميا غير كاف في الملف الياباني.

وعلى مستوى السفراء، استعان ملف كوريا الجنوبية بلاعب مانشستر يونايتد جي سونج بارك، والملاكم الشهير "تشا بوم"، في حين لجأت اليابان إلى النجم البرازيلي السابق زيكو والمدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني.(إفي)