الثلاثاء 8 يونيو 2010
06:46 م
القاهرة - (وكالة الأنباء الإسانية):
قبل 14 عاما كانت جوهانسبورج شاهدة على عودة مجيدة لكرة جنوب أفريقيا على الساحة الدولية بتتويج منتخبها بطلا للقارة السمراء في أولى مشاركاته بكأس أمم أفريقيا ليبدأ المنحنى منذ حينها في الانحدار تدريجيا حتى الوصول إلى القاع الذي تسعى لتركه نهائيا مع استضافتها نهائيات كأس العالم هذا الصيف.
وكان اللقب الأول لكأس الأمم الذي سلمه الرئيس نيلسون مانديلا للاعبيه بمثابة إعلان عن حقبة جديدة لكرة القدم في جنوب أفريقيا والتي عادت إلى الساحة الدولية عام 1992 بعد انتهاء نظام الفصل العنصري "الأبارتايد"، حيث تحول فريق البافانا إلى إحدى القوى الرئيسية في القارة, ونجح الجيل الذهبي الذي قاده المدافع مارك فيش وصانع الألعاب جون موشويو في وصافة كأس الأمم التالية ببوركينا فاسو عام 1998 والتأهل لكأس العالم في العام ذاته بفرنسا، ثم الخروج من المربع الذهبي لكأس الأمم 2000 في غانا ونيجيريا.
وعلى الرغم من تأهل جنوب أفريقيا إلى كأس العالم 2002 بعد خروجها من ربع نهائي كأس الأمم في مالي ، إلا أن نجم الفريق بدأ في الأفول تدريجيا خاصة بعد اقتصار دور البطولة على المهاجم بنديكت مكارثي الذي تذبذبت مواقفه تجاه المنتخب فتارة يبتعد بإرادته ، وأخرى يعود كمنقذ دون جدوى.
وودعت جنوب أفريقيا في تونس كأس الأمم 2004 من الدور الأول وهو ما كررته في نسختي 2006 في مصر حين لم تسجل فيها أية أهداف ، و2008 في غانا ، قبل أن تؤكد ابتعادها تماما عن الساحة بالإخفاق في بلوغ نهائيات أنجولا الأخيرة.
وكان اتحاد الكرة في جنوب أفريقيا قد لجأ للخبرة ممثلة في المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا قبل أن يتنحى عن منصبه موصيا باستخلاف مواطنه جويل سانتانا الذي نجح في إعادة الأمل خلال كأس القارات حين حاز على المركز الرابع بعد عروض مقنعة أبرزها أمام كل من إسبانيا والبرازيل.
وبعد إقالة سانتانا لهزالة النتائج الودية وعودة شبح القاع مرة أخرى ، لجأ المسئولون في المونديال إلى الاستعانة مرة أخرى بباريرا الذي قبل المهمة على أمل أن تسفر خبراته السابقة سواء في البرازيل أو الخليج عن صناعة إنجاز بحلول المونديال.
وبدت استعدادات البافانا مثيرة للقلق في ظل استمرار مسلسل هزالة النتائج الودية على مدار الأشهر الأولى من العام الحالي ، بجانب شكوى باريرا نفسه من عدم تنظيم لقاءات مع فرق كبرى حيث اكتفى المسئولون بإقامة مباريات ضد منتخبات مثل ناميبيا وجامايكا ورفعوا النسق تدريجيا بمواجهة بلغاريا وكولومبيا.
وفي الوقت نفسه عانى باريرا من فقر المواهب المحلية باستثناء لاعب الوسط المتألق تيكو موديسي الذي حظي باهتمام أندية إنجليزية بعد بزوغ نجمه في كأس القارات.
وجسدت القائمة المبدئية لباريرا الأزمة الحقيقية في خط الهجوم ، حيث اضطر إلى التراجع عن استبعاد الثنائي كاتليجو مفيلا وبرنارد باركر اللذين اعتمد عليهما سانتانا في كأس القارات ، كما ضم المخضرم سيابونجا نومفيتي (32 عاما) بعد أن انتهت رحلته الاحترافية قبل ان يستبعده هو ومكارثي من القائمة النهائية.
وعلى مستوى نقاط القوة ، يمنح قائد الفريق آرون موكوينا ثقة لزملائه نظرا لخبرته الطويلة في مركز قلب الدفاع ، بينما تتسم الجبهة اليسرى بالنشاط الدائم بفضل انطلاقات الظهير تسيبو ماسيليلا ومراوغات الجناح سيفوي تشابالالا، في حين لا يمثل مركز صانع اللعب قلقا لوجود ستيفن بينار لاعب إيفرتون الإنجليزي.
وتخوض جنوب أفريقيا مبارياتها في المجموعة الأولى بشيء من التدريج ، فهي تلتقي بالمكسيك في المباراة الافتتاحية قبل اللعب مع أوروجواي في الجولة الثانية ثم الاصطدام بفرنسا في الجولة الأخيرة وهو اللقاء الذي يحمل ذكريات خاصة للبافانا حيث يعيد إلى الأذهان أولى مبارياتهم المونديالية حين خسروا بثلاثية بيضاء أمام الديوك في مونديال 1998.
وعلى الرغم من قوة الفريقين اللاتينيين المكسيك وأوروجواي ، إلا أن قطاعا من النقاد يرشح أن يكون لقاء جنوب أفريقيا وفرنسا بمثابة موعد لحسم صدارة المجموعة في ظل الدعم الجماهيري الذي عادة ما يحظى به أصحاب الأرض ويجعلهم يفوقون التوقعات مثلما اندفعت كوريا الجنوبية إلى نصف النهائي في نسخة 2002.