بطولة رولان غاروس: فيدرر أمام عقدة نادال وسيرينا وليامس تبحث عن استعادة اللقب

باريس (ا ف ب) - يواجه السويسري روجيه فيدرر مجددا عقدة الاسباني رافايل نادال عندما يدافع عن لقبه في بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني الدورات الأربع الكبرى التي تنطلق الاحد في باريس.

ويبدو الصراع مستعرا بين اللاعبين وتأجج في الأعوام الماضية اذ احرزا سويا لقب 18 دورة كبرى من الدورات العشرين الأخيرة، فرغم تصدر فيدرر لائحة المصنفين واحرازه لقب 16 دورة كبرى في مسيرته (رقم قياسي)، الا ان نادال كان اللاعب الوحيد القادر على هز عرش البطل السويسري وخصوصا على الملاعب الترابية التي تعتبر رولان غاروس أشهرها في العالم.

اخر فصل من فصول المنافسة الثنائية كان مسرحه في بطولة مدريد الاسبانية الاسبوع الماضي، عندما استعاد نادال المصنف ثانيا لقب الدورة بفوزه على فيدرر الاول وحامل اللقب 6-4 و7-6 (7-5) في المباراة النهائية. وثأر نادال من فيدرر الذي كان حرمه الموسم الماضي من احراز لقبه الثالث في مدريد بعد عامي 2005 و2008، وهو حقق لقبه الثامن عشر في دورات الماسترز منفردا بالرقم القياسي السابق الذي كان يتقاسمه مع الاميركي اندريه اغاسي.

وأكد نادال علو كعبه على الملاعب الترابية اذ حقق فوزه الخامس عشر على التوالي عليها هذا الموسم، وال169 في 173 مباراة منذ 2005. كما كان الفوز الرابع عشر لنادال في 21 مباراة جمعته بفيدرر بينها 10 انتصارات على الملاعب الترابية، والسادس في المباريات السبع الاخيرة بينهما.

وبات نادال اللاعب الوحيد في التاريخ الذي ينجح في الفوز بالقاب هذه الدورات الثلاث الكبرى الاعدادية (موني كارلو، روما ومدريد) لبطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس، ثاني البطولات الاربع الكبرى.

ويملك البطل الاسباني الذي ضمن استعادة المركز الثاني على لائحة التصنيف العالمي ببلوغه المباراة النهائية، فرصة ازاحة فيدرر من الصدارة في حال فوزه بلقب رولان غاروس وفشل السويسري في بلوغ دور الاربعة.

يقول فيدرر الذي خسر أمام خصمه في نهائي رولان غاروس أعوام 2006 و2007 و2008: "انها واحدة من أعظم المواجهات في عالم الرياضة الان، وبالطبع هي الأهم في عالم كرة المضرب".

يضيف فيدرر (28 عاما): "يتفوق علي نادال في المواجهات الفردية، لذلك عندما العب ضده أسعى الى تحسين رصيدي. من يعلم، قد أواجهه مجددا بعد أسبوعين".

من جهته، يعتبر نادال (23 عاما) بطل رولان غاروس أربع مرات بين 2005 و2008 والذي خرج من نسخة العام الماضي أمام السويدي روبن سودرلينغ في ربع النهائي: "بالطبع لعبت جيدا هذه السنة على الملاعب الترابية، وهذا أمر هام لرفع لتعزيز الثقة. أحرزت ثلاثة القاب هامة بعد صيامي لمدة 11 شهرا، لقد عانيت كثير من الاصابة وعملت جاهدا للعودة الى مستواي".

ولدى باقي المرشحين، يعاني الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثالثا عالميا والذي بلغ نصف النهائي مرتين في رولان غاروس، من المرض الذي أثر على مسيرته في الاونة الاخيرة.

وبعد بدايته القوية هذه السنة عندما وصل الى نهائي دورة استراليا المفتوحة، تراجع البريطاني أندي موراي الى المركز الرابع عالميا، علما بانه بلغ ربع النهائي في باريس عام 2009.

ويغيب عن البطولة الروسي نيكولاي دافيدنكو والارجنتيني خوان مارتن دل بوترو بطل دورة الولايات المتحدة لاصابتيهما في رسغهما.

ويفتتح فيدرر مواجهاته أمام الاسترالي بيتر لوتشاك، وقد يواجه مواطنه ستانيسلاف فافرينكا في الدور الرابع. ومن المحتمل أن يقابل السويسري العملاق وصيف النسخة الماضية سودرلينغ في ربع النهائي أو اللاتفي المتألق أرنست غولبيس الذي أخرج فيدرر من دورة روما، أو الاسباني ألبرت مونتانيس الذي هزمه في نصف نهائي دورة أستوريل.

وبحال أكمل طريقه نحو نصف النهائي، سيكون موراي، اللاعب الذي يتقدمه في المواجهات المباشرة 6-5 بانتظاره، بيد ان الاخير يملك مباراة حساسة في الدور الاول أمام صاحب الارض ريشار غاسكيه.

من جهته، يقابل نادال الفرنسي جياني مينا المصنف 653 عالميا والذي تلقى بطاقة دعوة للمشاركة، وقد يواجه في الدور الثالث الاسترالي ليتون هويت الذي خسر ثلاث مرات في أربع سنوات أمام نادال في باريس.

ومن المحتمل أن يلتقي نادال في الدور ربع النهائي مواطنه فرناندو فرداسكو الذي لم يتغلب على ابن جزيرة مايوركا في عشر مباريات جمعتهما حتى الان، ثم مواطنيه دافيد فيرير أو خوان كارلوس فيريرو أو الصربي ديوكوفيتش في نصف النهائي.

لدى السيدات، تعتبر الاميركية سيرينا وليامس المصنفة أولى عالميا ان بطولة فرنسا هي الأكثر تطلبا لمجهود جسدي بين الدورات الاربع الكبرى. ورغم معاناتها من الاصابة هذا الموسم، الا انها تشعر بقدرتها على الفوز في باريس للمرة الثانية بعد عام 2002.

ولم تخض وليامس سوى دورتين منذ احرازها لقب دورة أستراليا في كانون الثاني/يناير الماضي، فخسرت أمام الصربية يلينا يانكوفيتش في روما، والروسية ناديا بتروفا في مدريد.

لا تستسيغ وليامس (28 عاما) الملاعب الترابية على غرار الارضيات الأخرى، فرولان غاروس هي الدورة الوحيدة من الدورات الكبرى التي أحرزتها أقل من مرتين، لكنها تسعى الى تحقيق لقبها الثالث عشر في الدورات الكبرى وتخطي مواطنتها بيلي جين كينغ مثالها الأعلى في طفولتها.

كما ان وليامس تبحث عن قطع نصف الطريق لاحراز لقب الدورات الأربع الكبرى "غراند سلام" قبل خوض البطولتين المفضلتين لديها في ويمبلدون وأستراليا، علما بان اخر لاعبة حققت هذا الانجاز كانت الالمانية شتيفي غراف عام 1988.

ولن تكون أبرز منافسة لسيرينا بعيدة عنها، انما هي شقيقتها الكبرى فينوس المصنفة ثانية، لتخوض اللاعبتان الدورة في المركزين الاول والثاني للمرة الاولى منذ ايار/مايو 2003، وقد تتواجهان في النهائي على غرار نسخة العام 2002.

واعتبرت سيرينا ان خروجها من دورتي روما ومدريد كان طبيعيا نظرا للفترة التي ابتعدت فيها عن الملاعب، لكنها في الوقت ذاته باتت تشعر بالقوة للمنافسة على اللقب في باريس: "أشعر بتحسن ولا توجد ضغوطات علي".

وما يصب في مصلحة وليامس الصغرى، ان المنافسة لدى السيدات تعيش فوضى في الاونة الاخيرة، خصوصا لدى اللاعبات الروسيات، اثر ابتعاد بطلة الدورة الماضية سفيتلانا كوزنيتسوفا ووصيفتها دينارا سافينا عن المستوى المطلوب، فالأولى فازت في أربع مباريات فقط في اخر خمس دورات، أما الثانية التي تسلقت الترتيب العالمي العام الماضي فلعبت مباريات معدودة بعد ابلالها من اصابة في ظهرها.

وتعاني لاعبة الأضواء ماريا شارابوفا من اصابة في كوعها، في حين لم تظهر الدنماركية كارولين فوزنياكي أي تميز على الملاعب الترابية. وتسعى الصربية يلينا يانكوفيتش التي تمر في فترة جيدة الى اثبات نفسها في الدورات الكبرى.

وتحيط علامة استفهام حول مستوى البلجيكية جوستين هينان العائدة بقوة منذ مطلع الموسم، فبعد اعتزالها في أيار/مايو 2008، عادت المصنفة اولى عالميا سابقا وبطلة الملاعب الترابية وقد تحقق المطلوب منها في باريس حيث توجت أربع مرات.

لكن امال هينان باحراز لقب سابع في الدورات الكبرى، تعرضت لضربة بعد تعرضها لكسر في اصبع يدها اليسرى واصابتها بالتهاب في جيوب انفها، لتخرج من الدور الاول في مدريد امام الفرنسية أرفان رزائي التي توجت باللقب لاحقا. يذكر ان كيم كلايسترز النجمة البلجيكة الاخرى ستغيب عن الدورة بداعي الاصابة.