EFE
الأربعاء 9 مايو 2012
11:42 ص
بوخارست، (وكالة الانباء الاسبانية):
رغم الحديث عن ضعف الدوري الإسباني وكونه منافسة بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة فقط، فإن فريقين من الصف الثاني في الليجا سيكونان على موعد مساء الأربعاء في العاصمة الرومانية بوخارست لخوض نهائي دوري أوروبا.
ويلتقي في النهائي الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية أتلتيكو مدريد، بجانب حامل الهوية القومية لإقليم الباسك الشمالي: أثلتيك بلباو الذي يمر بموسم فائق للتوقعات تحت قيادة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.
وبجانب التشابه بين بلد الفريقين واسميهيما، فإن الإدارة الفنية تبدو متقاربة أيضا، فعلى الضفة الأخرى من بييلسا يقف مواطنه دييجو سيميوني الذي قاد ثورة تصحيح في "الأتلتي" منذ توليه المهمة أواسط الموسم خلفا لجريجوريو مانزانو.
ويخوض أتلتيكو اللقاء بذكريات فوزه بلقب المسابقة ذاتها عام 2010 مع المدرب كيكي سانشيز فلوريس حين قاد الهداف الأوروجوائي دييجو فورلان الفريق للفوز على فولهام الإنجليزي ومن ثم اكتساء ساحة نبتونو في مدريد باللونين الأحمر والأبيض.
وتغير تشكيل أتلتيكو كثيرا عن الفريق المتوج قبل قبل عامين في هامبورج، فرحل فورلان وتبعه سرخيو أجويرو وخوسيه أنطونيو رييس، ولكن ينوب عنهم جميعا الآن الهداف الكولومبي راداميل فالكاو الذي أحرز لقب المسابقة العام الماضي مع بورتو البرتغالي.
ويعتبر فالكاو هو مكمن الخطورة الأول في تشكيل أتلتيكو، فقد سجل هذا الموسم 23 هدفا في الليجا وعشرة أهداف في دوري أوروبا ليتساوى مع الهولندي كلاس يان هونتلار نجم شالكه وهداف الدوري الألماني.
واستعرض فالكاو على مدار مبارياته مع أتلتيكو هذا الموسم مهارته التهديفية، فسجل بالرأس وبالقدمين وبالتسديد البعيد مما جعله دوما الهم الأكبر لمدافعي الخصم، وهو الأمر الذي يستغله رفيقه المهاجم المساند أدريان لوبيز في تسجيل أهداف باسمه.
ويضم تشكيل أتلتيكو أيضا من عناصر القوة الجناح التركي أردا توران وصانع الألعاب البرازيلي دييجو ريباس الذي تعافى من الإصابات المتكررة، بجانب الظهير الأيسر البرتغالي سيلفيو الذي خسر نهائي الموسم الماضي مع فريقه المحلي السابق براجا.
ويعتبر التماسك الدفاعي نقطة الضعف الأبرز لأتلتيكو، فالفريق فقد أربع نقاط في آخر ثلاث مباريات بالليجا بسبب التعادل في اللحظات الأخيرة وهو ما أثار علامات استفهام حول تركيز الثنائي دييجو جودين وميراندا من أمام الحارس البلجيكي الشاب تيبو كورتوا.
وخلال مساره بالبطولة، أقصى أتلتيكو فرقا كبيرة أبرزها مواطنه فالنسيا في قبل النهائي، ولاتسيو الإيطالي في بداية الأدوار الإقصائية.
ومن جانبه، يبحث بلباو عن لقبه الأوروبي الأول الذي طال انتظاره، فالفريق سبق وخسر نهائي المسابقة ذاتها عام 1977 لصالح يوفنتوس الإيطالي.
ويحدو الأمل جماهير أسود الباسك في ظل القيادة المحنكة لبييلسا الذي أجاد في السابق مع منتخبي الأرجنتين وتشيلي، فاستغل الروح القومية للاعبي أثلتيك في السير على نفس الدرب.
واستعرض أثلتيك عضلاته على مدار الموسم، فبلغ نهائي كأس ملك إسبانيا الذي سيخوضه ضد برشلونة في 25 من الشهر الجاري، كما أقصى فرقا كبيرة من دوري أوروبا بحجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وشالكه الألماني.
ويعول أثلتيك بدرجة كبيرة على هدافه الدولي فرناندو يورينتي الملقب بـ"الأسد الملك" والذي يجيد التعامل مع ألعاب الهواء مما ساعده على تسجيل سبعة أهداف في المسابقة القارية هذا الموسم.
وأبرز بييلسا لجمهور بلباو مواهب لاعب الوسط الشاب أوسكار دي ماركوس، فضلا عن المهاجم المساعد إيكر مونياين، في حين احتفظ الدفاع بصلابته بقيادة فرناندو أموربييتا وميكل سان خوسيه ومن أمامهما لاعب الارتكاز العنيد خافي مارتينيز.
ولعل المستفيد الأكبر من النهائي الأوروبي هو مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي الذي صار يحظى بقاعدة واسعة لاختيار عناصر قائمته في نهائيات كأس أوروبا "يورو 2012"، إذ لم يعد المطروح مقصورا على لاعبي الريال والبرسا فحسب، وهي الصورة التقليدية عن الكرة في بلاده والتي قد تغيرها موقعة بوخارست.