الخميس 14 نوفمبر 2024
08:50 م
أشاد موقع الدوري الإنجليزي الممتاز، بالبداية المثالية للمدرب الهولندي أرني سلوت، مع نادي ليفربول، بعدما تربع على صدارة البريميرليج، عقب مرور 11 جولة من عمر المسابقة.
وتناول أدريان كلارك، لاعب أرسنال السابق ومحلل الدوري الإنجليزي، الطريقة التي اتبعها أرني سلوت لقيادة ليفربول لبداية الموسم الحالي بأفضل صورة، والتي نستعرضها معكم عبر التحليل التالي.
أصبح الهولندي أرني سلوت هو أول مدرب دائم ( ليس مؤقتًا )، الذي يجمع 28 نقطة في أول 11 مباراة له بالدوري الإنجليزي الممتاز، والثاني فقط بعد مواطنه جوس هيدينك، الذي حقق الرصيد ذاته مع تشيلسي، عندما تولى قيادة الفريق كمدرب مؤقت في النصف الثاني من موسم 2008-2009.
وأضاف سلوت بعض الأفكار الجديد لنهجه التكتيكي في ليفربول، وكان التغيير الأكثر وضوحًا هو التحول من طريقة 4-3-3، إلى طريقة 4-2-3-1، وتحويل الريدز لأسلوب أكثر اعتدالًا وصبرًا خلال الاستحواذ على الكرة.
وتشير الأرقام إلى أن ليفربول يمتلك نسبة استحواذ على الكرة تحت قيادة سلوت، أقل من الموسم الماضي مع يورجن كلوب، والفارق الرئيسي هو أنه تحت قيادة سلوت لم يعد هناك اندفاع كبير لتمرير الكرة إلى الأمام بسرعة، فقد زادت نسبة التمريرات التي يمررها لاعبي ليفربول داخل نصف ملعبهم من 47.4% إلى 52.9%.
ويضع ليفربول تركيزًا أكبر على انتظار اللحظات المناسبة للهجوم، حيث يختار الوقت الأنسب لتحريك الكرة نحو الأمام، كما أصبح الريدز أكثر ترددًا في إرسال الكرات العرضية إلى منطقة الجزاء تحت إدارة سلوت، والتي شهدت بنسبة 37% في عدد الكرات العرضية من اللعب المفتوح لكل 90 دقيقة، حيث يبلغ متوسطهم الحالي 8.54، مما يجعلهم في المرتبة العشرين في الدوري، مقارنة باحتلالهم المركز الخامس في الموسم الماضي.
وركز سلوت على أن يكون عدد لاعبيه في مناطقه الخلفية جيد، لحماية خط الدفاع من التحولات حال فقدان الكرة، وتوضح الخرائط التالية متوسط مواقع لاعبي ليفربول واتجاهات التمرير بينهم، من خلال مقارنة موسم 2023/24 بموسم 2024/25.
ولا يبدو وجود فوارق كبيرة بين الموسمين، لكن التغيير الرئيسي يظهر في خط الوسط، حيث لا يشغل الثلاثي مساحات واسعة، في ظل وجود تقارب بينهم، لتأمين لاعب الارتكاز الدفاعي.
كما أن الظهير الأيسر لليفربول أكثر حذرًا في تمركزه، سواء كان تسيميكاس أو روبرتسون، حيث يحرم الخصوم من المساحة خلفه، والتي قد تتركهم مكشوفين عندما يفقدون الاستحواذ على الكرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن دفاع ليفربول يسير بصورة مميزة، فهم لا يمنحون منافسيهم الفرص لتهديد مرماهم، حيث استقبلوا 6 أهداف فقط، بمعدل 0.86 لكل 90 دقيقة، فهم يمتلكون أقل نسبة أهداف متوقعة ضدهم (xGA) في الدوري، وأيضًا خلال آخر 5 مواسم في المسابقة.
ويختلف سلوت عن كلوب، حيث يفضل الهولندي وجود المزيد من التكتلات في منتصف الملعب، بدلًا من الضغط العالي الذي كان يتبعه الألماني من قبل مع الريدز.
في الموسم الماضي كان متوسط عمليات ضغط ليفربول 15.8 لكل مباراة، وهو الأعلى في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن في الوقت الحالي فإنهم يحتلون المركز الحادي عشر، بمتوسط 11.5 لكل 90 دقيقة.
كما انخفض معدل الهجمات المباشرة لفريق ليفربول، بعدما تراجعوا من المركز السادس إلى المركز الثامن عشر في التصنيفات الخاصة بالانطلاقات المباشرة نحو مرمى الخصوم، تحت قيادة المدرب الجديد، ولكنهم مع ذلك سجلوا من هجمات مرتدة ناجحة ضد أرسنال وأستون فيلا مؤخرًا.
وأشار كلارك إلى أن سلوت يعلم قدرات محمد صلاح وداروين نونيز ولويس دياز، على صعيد السرعة والمهارة، والتي يستطيع الاستفادة بها من خلال منحهم المساحة للركض، لذلك لا يفضل الاعتماد على الضغط العالي.
وقدم عدد من لاعبي ليفربول مستويات رائعة مع سلوت، على رأسهم محمد صلاح الذي مازال لاعبًا محوريًا في صفوف ليفربول، حيث يتصدر قائمة هدافي الفريق وكذلك قائمة صناع الأهداف.
ولم يكن صلاح اللاعب الوحيد الذي يتألق تحت قيادة سلوت، حيث قدم كورتيس جونز مستويات جيدة في خط الوسط، وكذلك لويس دياز الذي اقترب من معادلة عدد أهدافه في الموسم الماضي بالكامل، رغم مرور 11 جولة فقط.
وتألق المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي، ليمثل الشريك المثالي لفيرجيل فان دايك، فهو أكثر مدافع فوزًا بالصراعات الهوائية بنسبة 82.35%، كما يعد ثاني أكثر مدافع فوزًا بالكرات المشتركة بشكل عام بنسبة 73.44% خلف كونسا مدافع أستون فيلا.
كما يعد مواطنه لاعب الوسط رايان جرافينبيرخ، هو الأفضل في عصر سلوت، بعدما لعب دورًا جديدًا في مركز الارتكاز الدفاعي (رقم 6)، بعدما لم يظهر بشكل جيد مع يورجن كلوب.
ويتصدر اللاعب الهولندي قائمة أكثر لاعبي خط الوسط اعتراضًا لتمريرات الخصوم، وكذلك الأعلى من حيث عدد التمريرات الصحيحة، بينما يحتل المرتبة الثانية في استعادة الكرة.