بداية التعب والاعتماد على صلاح.. لماذا تراجع مستوى ليفربول منذ آخر ديربي أمام إيفرتون؟ (تحليل)

شرح الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي الممتاز، الأسباب وراء الفترة الصعبة التي مر بها نادي ليفربول في الآونة الأخيرة، وكيف يمكن لإيفرتون أن يقدم اختبارًا صعبًا آخر في منتصف الأسبوع.

ويصطدم ليفربول مع غريمه التقليدي إيفرتون، مساء الأربعاء، ضمن منافسات الجولة 30 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

إن العثور على عيوب في فريق لم يهزم في 25 مباراة متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز ليس بالأمر الصحيح، لكن اختبار العين يخبرنا أن ليفربول أقل من أفضل مستوياته في الوقت الحالي.

إن الفارق الذي يبلغ 12 نقطة في صدارة جدول الترتيب يعني أن أي أجراس إنذار تدق حول أنفيلد ستكون ضعيفة على الأكثر، ولكن فريق أرني سلوت قد يستفيد بالتأكيد من أداء أفضل ومشجع ضد إيفرتون يوم الأربعاء.

أداء ليفربول باهت بلا شك، واجه الفريق صعوبات في ملعب ويمبلي عندما خسر أمام نيوكاسل يونايتد في نهائي كأس كاراباو، وكان أداؤهم ضعيفًا في مباراتي الذهاب والإياب ضد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.. فما هي المشاكل تحديدًا؟

لقد بدأ التعب

كان هناك انخفاض واضح في النشاط والحدة في أداء ليفربول منذ آخر مباراة ديربي ميرسيسايد في 12 فبراير.

لقد بدا الفريق ضعيف البنية وغير قادر على تحريك الكرة أو في محاولاته دون الكرة كما كان في وقت سابق من هذا الموسم.

وتدعم الإحصائيات النظرية القائلة بأن لاعبي أرني سلوت أصبحوا متعبين.

خلال مبارياتهم الست الأخيرة في الدوري، انخفض عدد الأهداف التي سجلها ليفربول لكل 90 دقيقة بنسبة 11 في المائة، مقارنة بمتوسطهم خلال المباريات الـ23 الافتتاحية.

وانخفضت عمليات الجري داخل منطقة الجزاء بنسبة مثيرة للقلق بلغت 23 في المائة، في حين انخفضت عمليات الجري السريع أيضًا بنسبة 15 في المائة.

بفضل الديناميكية التي تشكل جزءًا أساسيًا من ترسانتهم، نجح ليفربول في الحفاظ على سجله دون هزيمة خلال هذه السلسلة، لكن يبدو أن جهودهم الرائعة قد تلحق بهم.

معاناة للفوز بالكرة

أحد النتائج الرئيسية لتراجع مستوى ليفربول الرياضي هو انخفاض قدرته على استعادة الكرة بسرعة وكفاءة.

يتعين عليهم أن يكونوا أقوياء في هذا القسم لتحقيق التحولات النوعية التي تعد السمة المميزة لفريق سلوت.

وأفادت شركة "أوبتا" للتحليلات مؤخرا أن معدل نجاح ليفربول في المواجهات الأرضية خلال آخر 10 مباريات في جميع المسابقات بلغ 44.4%، وهو انخفاض عن 48.4% في أول 37 مباراة للريدز هذا الموسم.

وتشير الإحصائيات أدناه، والتي تتعلق بالدوري الإنجليزي الممتاز فقط، أيضًا إلى انخفاض ملحوظ في آخر ست مباريات.

ويحصل ليفربول على عدد أقل من فرص استعادة الكرة، خاصة داخل الثلث الأوسط المهم، بينما ينتج عنه انخفاض بنسبة 30% في عدد مرات فقدان الكرة في المناطق المتقدمة.

منذ بدايته المتميزة في موسم 2024/2025، تراجع تأثير ريان جرافينبيرخ قليلاً.

حتى الثالث من ديسمبر، بلغت نسبة نجاحه في المواجهات الثنائية 64.7%، وهو ثاني أفضل معدل بين جميع لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن منذ ذلك الحين لم يحقق سوى 51.2%.

ربما يشعر الهولندي بالضغط بعد أن لعب أكثر من 3500 دقيقة حتى الآن هذا الموسم، أي ما يقرب من ضعف عدد الدقائق التي لعبها في موسم 2023/24 بأكمله.

هل تعتمد على صلاح كثيرًا؟

قدم محمد صلاح أداءً رائعًا وهو مرشح بقوة للفوز بجائزة أفضل لاعب في الموسم.

كان المهاجم المصري أكثر من رائع في موسم 2024/2025، حيث سجل 27 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة.

في الواقع، إذا قمت فقط بحساب أهداف ليفربول التي سجلها صلاح أو صنعها، فإنهم سيظلون في المركز الثالث في جدول الترتيب.

لا يوجد فريق آخر في الدوري لديه فرد يعتمد عليه مثله.

يجب على اللاعبين المساعدين أن يتقدموا

منذ بداية العام الجديد، قاد صلاح هجوم ليفربول بمفرده تقريبًا، مسجلاً 10 أهداف وأربع تمريرات حاسمة.

ورغم أن هذا الأمر رائع بالنسبة لسعي المصري للحصول على جائزة الحذاء الذهبي وجائزة أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه من المرجح أن يكون مصدر قلق لسلوت، الذي يحتاج إلى تقاسم المسؤولية بين أعضاء الفريق.

ويوضح الجدول أدناه ترتيب مهاجمي ليفربول بين لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث المساهمة في الأهداف لعام 2025. صلاح هو الوحيد الذي ظهر ضمن أفضل 20 لاعبًا في الدوري.

عندما لا يكون صلاح في أفضل حالاته، فهذا يشكل مشكلة بالنسبة لليفربول.

وكان ذلك واضحا في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ومباراتهم في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان.

ورغم مشاركته القوية في مباراة الإياب على ملعب أنفيلد ضد أبطال فرنسا، إلا أن رقم 11 في صفوف الريدز كان مجهولا في المباراتين الأخريين.

وإذا استمر تراجع أداء صلاح أمام إيفرتون، فإن فريق ديفيد مويس سيأمل في تحقيق نتيجة إيجابية.

اختبار إيفرتون

سجل جيمس تاركوفسكي هدف التعادل في الدقيقة 98 ليحصل إيفرتون على نقطة مستحقة في مباراته التي انتهت بالتعادل 2-2 على ملعب جوديسون بارك في فبراير الماضي.

لعب إيفرتون بشغف وإصرار لتعطيل تدفق ليفربول، وحصر المتصدر في ست محاولات فقط على المرمى.

وسوف يتطلع الفريق إلى تكرار ذلك في مباراة الأربعاء، بفضل العمل الدؤوب الذي يهدف إلى إخراج فريق سلوت من إيقاعه المفضل.

وبلغت دقة تمريرات ليفربول في تلك الليلة 82.78 بالمئة فقط، وهو خامس أدنى معدل لهم هذا الموسم.

وكانت تمريراتهم أكثر مرونة في المباراة السابقة أمام بورنموث (81.69 في المائة)، وفي المباريات اللاحقة ضد وولفرهامبتون (82.17 في المائة) في أنفيلد وأستون فيلا (80.72 في المائة) خارج أرضهم.

وهذه علامة على أن ليفربول أصبح أقل مقاومة للضغط مما كان عليه قبل بضعة أشهر.

ومع عدم هزيمة إيفرتون في آخر ست مباريات، وحرصه بلا شك على استغلال أي علامات إرهاق قد يظهرها ليفربول، فإن هذه المباراة تبدو أشبه بمباراة ديربي ميرسيسايد أخرى شديدة التنافسية.