الأربعاء 18 يونيو 2014
08:14 م
بيلو هوريزونتي (البرازيل) (د ب أ) -
منذ 37 عاما لم تتقابل الأرجنتين وإيران في ملعب لكرة القدم ، ومنذ المباراة الودية التي جمعت الفريقين عام 1977 سيطرت أجواء مأساوية على العلاقة بين البلدين.
ويعيش البلدان في وضع المواجهة جراء واحد من أكثر الفصول حزنا في تاريخ الأرجنتين ، وهو الهجوم على جمعية (أميا) اليهودية الذي وقع في 18 يوليو عام 1994 وخلف 85 قتيلا ومئات المصابين.
بعدها بنحو عشرين عاما ، لا تزال صور البحث اليائس عن ناجين وسط ركام الهجوم على أميا ، ماثلة في أذهان الأرجنتينيين.
وتتهم العدالة الأرجنتينية ثمانية مسؤولين سابقين كبار في إيران بالمسؤلية الإيديولوجية عن الهجوم ، من بينهم الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رافسنجاني ، وطالبت باعتقالهم دون أن توفق في مسعاها حتى الآن.
وكان الهجوم على مقر الجمعية التعاضدية الإسرائيلية الأرجنتينية (أميا)، الواقع في حي أونسي ببوينس آيرس ، هو الثاني ضد هدف يهودي في العاصمة الأرجنتينية ، بعد اعتداء بعبوات ناسفة في مارس 1992 ضد سفارة إسرائيل.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله مسؤوليتهما عن الهجوم على السفارة ، الذي يعتقد أنه قد تم بتمويل إيراني. لكن القضاء الأرجنتيني لم يعثر بعد على منفذي الحادث ، رغم ضغوط الجالية اليهودية في الأرجنتين ، التي تعد الأكبر في أمريكا اللاتينية.
في غضون ذلك ، وقعت حكومة الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في يناير 2013 مذكرة تفاهم مع إيران من أجل تشكيل "لجنة تقصي حقائق"، تضم قضاة من البلدين ، من أجل إعداد تقرير حول الأشخاص المتورطين في الهجوم على أميا ، والسماح بالقيام بتحقيق في طهران مع من وجه الإنتربول إليهم أصابع الاتهام.
وصدق الكونجرس الأرجنتيني على المذكرة ، لكن لا يزال يتم تأجيل الدعم البرلماني في طهران ، الأمر الذي يمنع تنفيذها في إيران.
كما تسببت المذكرة في انتقادات كبيرة في الأرجنتين وبعد عدة بلاغات ، أعلن القضاء في مايو الماضي عدم دستوريتها ، الحكم الذي تم استئنافه من قبل الحكومة بعد أن اعتبرت أنه "يعتدي على عمل السلطة التنفيذية والبرلمان ، بالتضييق على نطاق العمل الذي يوفره الدستور لهاتين السلطتين".
وفي مونديال البرازيل 2014 ، ظل منتخبا الأرجنتين وإيران بعيدين عن الخلافات الدبلوماسية والقانونية. ويوم السبت المقبل سيتواجه الفريقان في استاد (مينيراو) بمدينة بيلو هوريزونتي ضمن المجموعة السادسة ، لينحيان جانبا صراعهما السياسي.
وأكد رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم علي كافاشيان ، لدى توديعه الفريق في طهران "المنتخب الوطني لكرة القدم عليه أن يبعث برسالة سلام وصداقة وتعايش سلمي".