هي أشياء تجذب العاشق والمحب الحقيقي لجمال هذه اللعبة، لحظات يمكنك إعادتها عشرات المرات، فقط للاستمتاع بسحر كرة القدم، من بينها لحظة ساحرة، لأحد أهم أساطير هذه اللعبة، يوهان كرويف.
عندما تقوم بمراوغة تظل عالقة في أذهان محبي هذه اللعبة لسنوات، فإنك بالطبع قد نجحت في صنع التعويذة الخاصة بنثر سحرك الخالص، وهنا، سيبدأ الجميع بتسمية هذه التعويذة، بأسمك، لتظل إلى أبد الآبدين، أسطورة خالدة في تاريخ كرة القدم.
مباراة انتهت بين هولندا والسويد بنتيجة سلبية، لكنها شهدت لقطة قام الملايين بإعادتها لمرات ومرات، دون الملل من تكرارها، كانت الكرة على الجبهة اليسرى، استلمها الهولندي، ثم التف حول يان أولسون، بطريقة خادعة، نُفذت للمرة الأولى على العشب الأخضر، لتنعم بالخلود الدائم في أذهان كل من شاهدها.
أولسن خُدع تمامًا، وقام بالنظر إلى زملاءه لإلقاء نظرة على الكرة التي أعتقد أنها لُعبت عرضية، لم يكن يدرك أن الساحر قد أخفى الساحرة، ومر منه بأعجوبة جديدة، وُلدت بالمونديال.
لم تسفر تلك الكرة عن هدف للطواحين، الذين خسروا اللقب وودعوا البطولة، إلا أنها أسفرت عن ميلاد نجم، أصبح أحد أعظم من لمس الكرة، على الرغم من عدم فوزه مطلقًا بكأس العالم.
"دوران كرويف" مراوغة ولدت في العشرين من يونيو 1974، عند الدقيقة 24 من مباراة هولندا والسويد بدور المجموعات، وأذهلت الجميع.
وتحدث عنها يوهان قائلًا: "لم أتدرب على هذه الكرة من قبل، لا في التدريبات، ولا أثناء لعبي بالكرة، فقط تصرفت بارتجال لتخطي المدافع، كان عليّ أن أخرجه من اللعبة، وأجد حلًا لإيصال الكرة لزملائي، وتلك كانت الطريقة الأسهل لفعل ذلك".
وعنها قال المدافع أولسن: "كرويف تسلم كرة طويلة بالقرب من الراية الجانبية وكنت في ملاحقته من الخلف واعتقدت أن الأمور تحت السيطرة لكنه ركض عكس الاتجاه وظننت أنني سألحق به لكن لم أجد الكرة، لم أكن أعلم أنها لا زالت لديه، كان شيئًا مدهشًا".
"لقد كان هناك 25 ألف مشجع هولندي في الجانب الذي تعرضت فيه للخداع ويمكن تخيل كيف كانوا يصيحون ويهتفون بعد هذه اللعبة، أعتقد أن قلبي كان يخفق بشدة بعد رؤيته وهو يمر بالكرة".
"حتى هذه اللحظة، لم أفهم ما حدث، واندهشت من اختفاء الكرة وكانت لقطة طريفة.. أنا سعيد بأنني التقيت بلاعب من هذا الطراز، لقد كان أحد أفضل اللاعبين في العالم".
"بعد المباراة شكرته على ما قدمه في المباراة، وقلت له مبروك، على الرغم من أن المباراة انتهت بالتعادل، إلا أنه كان من الصواب أن أقول له مبروك".
"أنا وزملائي كنا ننظر إلى بعضنا البعض، ثم رأيتهم يضحكون بصوت عال، أنا نفسي ضحكت بقوة، قمت بفعل نفس الشيء، واستمر الضحك في غرفة تغيير الملابس".
وفي مباراة بالدوري الهولندي، كشف أولسون أنه طلب من كرويف عدم تكرار ما قام به في كأس العالم 1974، وقال ضاحكًا: "من فضلك، لا تفعل ذلك مرة أخرى".
واعترف أنه يتمنى لو كان قد طلب قميص كرويف، حيث قال: "لم أحتفظ بتذكارات أخرى من المباراة، ليس لدي أي صور أو أي شيء، لكني أتذكر كل شيء في قلبي، كل شيء من المباراة سيظل عالقًا معي إلى الأبد.. لقد كان من دواعي سروري مواجهته، إنه لاعب عظيم، مدرب عظيم، رجل عظيم، أعتقد أنه كان كل شيء في هذه اللعبة".
الجناح الهولندي الطائر، غادر عالمنا في مارس 2016، بعدما حقق العديد من البطولات مع فينورد وأياكس وبرشلونة، فضلًا عن حصوله على الكرة الذهبية 3 مرات، كأكثر لاعب يحققها في ذلك الوقت، متخطيًا أسطورة ريال مدريد، ألفريدو دي ستيفانو، الذي كان قد حققها مرتين.
فوداعًا كرويف، وأهلًا باقتراب موعد الجائزة الكبرى، التي استعصت على ساحر الكرة الشاملة.. "كأس العالم".