السبت 23 مايو 2020
12:35 م
ارتبط كأس العالم 1938 في أذهان الكثيرين برسالة الحاكم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني إلى لاعبيه، قبل مواجهتهم النهائية أمام المنتخب المجري، والتي هددهم خلالها بالموت في حالة عدم التتويج باللقب المونديالي للمرة الثانية على التوالي.
خاض المنتخب الإيطالي الشهير بـ "الأتزوري" منافسات كأس العالم 1938 بالأراضي الفرنسية حاملًا للقب، إلا أن مشواره في البطولة كان عصيبًا، فهزم المنتخب النرويجي بصعوبة بعد وقت إضافي، بهدفين مقابل هدف، في الدور الأول، قبل الفوز على أصحاب الأرض بثلاثة أهداف مقابل هدف في الدور ربع النهائي.
وفي نصف النهائي حقق الإيطاليون فوزًا غاليًا على المنتخب البرازيلي المرشح الأبرز لتلك النسخة، والذي غاب عنه نجمه ونجم البطولة ليونيداس دا سيلفا بسبب الإصابة، قبل مواجهة حاسمة أمام المنتخب المجري في المباراة النهائية.
بأربعة أهداف مقابل هدفين، حسم الأتزوري المواجهة النهائية، وأصبح أول منتخب في تاريخ كأس العالم يدافع عن لقبه بنجاح، إلا أن إثارة تلك المباراة لم تتوقف عند صافرة نهايتها، حيث أطلق الحارس المجري أنتال شابو تصريحًا تاريخيًا عقب المواجهة، فتح به جدلًا لم يُحسم حتى اليوم.
"ربما استقبلت شباكي أربعة أهداف، لكنني أنقذت أرواحهم" هكذا صرح شابو بعد خسارة منتخب بلاده المواجهة أمام نظيره الإيطالي، الذي استقبل لاعبو رسالة مختصرة من موسوليني قبل المواجهة قال فيها الزعيم الفاشي "Vincere o morire" وهي الجملة التي تعني بالعربية "الفوز أو الموت".
مصادر إيطالية عديدة أكدت أن واقعة وصول تلك الرسالة إلى لاعبي المنتخب الإيطالي قبل نهائي مونديال 1938 لم تكن واقعة خيالية، حيث استقبل اللاعبون تلك الرسالة بالفعل، إلا أن كثيرين أكدوا أنها لم تحمل تهديدًا حقيقيًا للاعبين بالإعدام في حالة خسارة المواجهة.
ما يؤكد ذلك الأمر هو أن تلك العبارة كانت شائعة في الأراضي الإيطالية في ذلك الوقت، وكانت تهدف إلى بث الحماس في نفوس اللاعبين، بالاستماتة من أجل تحقيق الفوز، وليس تهديدهم.
أحد الدلائل البارزة أيضًا على أن الإعدام لم يكن ليمثل مصير اللاعبين في حالة خسارة المباراة هو أن أفراد المنتخب الإيطالي في ذلك الوقت كانوا ينتمون بشدة للنظام الفاشي، ويؤيدون موسوليني تأييدًا واضحًا، وأدوا التحية الفاشية في مناسبات عديدة خلال مشوارهم بالبطولة، كما كانوا بين أبرز الأدوات الإعلامية لنظام موسوليني خلال تلك الحقبة، وهو ما يجعل تضحيته بهم وبشعبيتهم الكبيرة بسبب خسارة مباراة أمرًا مستحيلًا.