تحليل فيفا لكأس العالم 2018 (1).. واقعية فرنسا طريق التتويج.. وهجوم إسبانيا لم يشفع

أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" تقريرًا فنيًا مفصلًا عن نهائيات كأس العالم 2018 بالأراضي الروسية، والذي انتهى بتتويج المنتخب الفرنسي بالكأس الذهبية، وشهد العديد من المفاجآت أبرزها تأهل المنتخب الكرواتي للمباراة النهائية وخروج المنتخب الألماني حامل اللقب من الدور الأول.

وفي معرض التحليل للأدوار الهجومية في كأس العالم 2018، قال النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن أحد أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي لكرة القدم أن الأدوار الإقصائية شهدت لعبًا مفتوحًا بشكل أكبر من دور المجموعات، وأثنى على الأرقام الهجومية المميزة في كأس العالم، والذي شهد تسجيل 169 هدفًا، بفارق هدفين فقط عن الرقم القياسي الذي مازال مسجلًا لبطولتي فرنسا 1998 والبرازيل 2014.

وانتهت مواجهة وحيدة بين 64 لُعبت في الأراضي الروسية بدون أهداف "فرنسا والدنمارك في الدور الأول"، مقارنة بخمس مواجهات انتهت بالتعادل السلبي في مونديال البرازيل، وسبع مواجهات انتهت بالنتيجة ذاتها في مونديال جنوب أفريقيا 2010.

بدوره قال البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو الذي قاد منتخب بلاده لتتويج بلقب كأس العالم 1994 أن المهاجمين في مونديال 2018 لعبوا أدوارًا حاسمة، ولم يكتفوا باقتناص الفرص، بل صنعوا أيضًا العديد من الفرص، وأكمل أن العديد من لاعبي خط الوسط ساندوا المهاجمين وشاركوهم في تسجيل الأهداف، مشيدًا بالعقلية الهجومية التي برزت في كأس العالم.

وأضاف بيريرا أن غياب الضغط بقوة على اللاعب الذي امتلك الكرة يعد العامل الأبرز الذي ينتج عنه التسديد على المرمى، وهو يصبح بدوره العامل الأهم في تسجيل الأهداف، وشدد على أن ذلك لن يتغير بسهولة في الوقت القريب.

بدوره تحدث النجم النيجيري السابق إيمانويل إيمونيكي أن الاستفادة من الهجمات المرتدة أصبح أكثر فاعلية من الماضي، حيث كانت منتخبات بعينها تعتمد على المرتدات في الماضي، بينما ازداد الاعتماد عليها في الوقت الحالي.

وأظهرت الإحصائيات الهجومية أن الاستحواذ على الكرة لم تكن له قيمة كبيرة في مونديال روسيا، حيث ودعت المنتخبات الخمس التي امتلك أفضل معدلات استحواذ على الكرة النهائيات المونديالية مبكرًا، سواءً من الدور الأول أو دور الستة عشر.

وامتلك المنتخب الإسباني متوسط الاستحواذ الأفضل بنسبة بلغت 69%، بينما جاء المنتخب الألماني في المركز الثاني بنسبة 67%، واحتل المنتخب الأرجنتيني المركز الثالث بنسبة 64%، قبل المنتخب السعودي بـ 58% والمنتخب السويسري بنفس النسبة، فيما تأخر المنتخب الفرنسي الذي توج بطلًا في النهاية إلى المركز التاسع عشر بنسبة بلغت 48%.

وتفوق المنتخب الإسباني بفارق كبير للغاية في متوسط التمريراتـ حيث بلغ معدل تمريراته 804 تمريرات، فيما جاء المنتخب الألماني في المركز الثاني بمعدل 668 تمريرة، واحتل المنتخب السعودي المركز الثالث بمعدل 613 تمريرة، وجاء المنتخب الفرنسي بطل العالم في المركز السادس عشر بمعدل 460 تمريرة.

وعلى صعيد نسبة التمريرات الصحيحة تفوق المنتخب الألماني بنسبة 84%، وتراجع المنتخب الإسباني إلى المركز الثاني بنسبة 81%، واحتل المنتخب البرازيلي المركز الثالث بنسبة 79%، بينما اكتفى المنتخب الفرنسي بنسبة بلغت 70%.

وواصل المنتخب الإسباني تفوقه في الأرقام الهجومية، حيث كان الأكثر وصولًا إلى الثالث الهجومي بمعدل 91 مرة، متفوقًا على المنتخب الألماني الذي بلغ معدله 78، وجاء المنتخب الإنجليزي في المركز الثالث بـ 76 مرة، واحتل المنتخب الفرنسي "الواقعي" المركز السابع عشر بمتوسط 56 مرة.

ومثلت معدلات الوصول إلى منطقة جزاء الخصوم أحد أبرز الأمثلة على الواقعية الشديدة التي اتسم بها المنتخب الفرنسي، حيث تراجع أبطال العالم للمركز العشرين بمعدل 29 مرة فقط خلال المباراة، بينما ودع المنتخب الألماني متصدر الإحصائية بمعدل 61 مرة المنافسات من الدور الأول.



ورغم تلك الأرقام المتواضعة في المحاولات الهجومية، ضرب المنتخب الفرنسي مثالًا استثنائيًا للفاعلية، حيث احتل المركز الثالث بين خطوط الهجوم الأكثر تسجيلًا برصيد 9 أهداف، خلف المنتخب البلجيكي صاحب المركز الأول بـ 15 هدفًا والمنتخب الكرواتي بـ 11 هدفًا.

واحتل المنتخب الفرنسي المركز الثاني في الفاعلية الهجومية مقارنة بعدد التسديدات، حيث احتاج لتسجيل هدف بين كل ست تسديدات، بينما تفوق المنتخب الروسي بحاجته لـ 4.5 تسديدة مقابل كل هدف.