DPA
الإثنين 23 يوليو 2018
01:05 م
ردود أفعال واسعة على ما قام به الألماني مسعود أوزيل لاعب أرسنال الإنجليزي بعد البيان الذي نشره مؤخرا وإعلان اعتزاله اللعب الدولي.
أوزيل أثار جدلا واسعا وموجة من الانتقادات عقب التقاطه صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو الماضي. واتهم أوزيل وسائل إعلام ألمانية بإثارة "حملة دعائية يمينية" ضده.
وكان أوزيل أعلن اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب ألمانيا، موجها اتهامات عنصرية غير مسبوقة ضد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد جريندل وقادة آخرين في الاتحاد.
وفي بيان نشره على عدة أجزاء، كتب أوزيل المولود في ألمانيا والمنحدر من أصول تركية: "في نظر جريندل ومساعديه أنا ألماني عندما نكسب، لكني أصبح مهاجرا عندما نخسر... لا ينبغي بعد الآن السماح بعمل أفراد ذوي خلفيات عنصرية تمييزية في أكبر اتحاد كرة قدم في العالم، الذي يضم لاعبين منحدرين من عائلات ذات أصول مختلفة".
رد الحكومة الألمانية
تحاول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تهدئة الأجواء عقب الضجة التي أثارها قرار اعتزال لاعب كرة القدم الألماني الشهير مسعود أوزيل اللعب الدولي مع المنتخب الألماني.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين في برلين: "المستشارة الألمانية تقدر مسعود أوزيل للغاية. مسعود أوزيل لاعب رائع قدم الكثير من أجل المنتخب الوطني... مسعود أوزيل اتخذ الآن قرارا يتعين احترامه".
وأضافت المتحدثة أن الرياضة تساهم كثيرا في الاندماج في ألمانيا، وقالت: "ألمانيا بلد منفتح على العالم واندماج الأفراد المنحدرين من أصول مهاجرة مهمة محورية للحكومة الألمانية".
وأبدت متحدثة باسم وزير الداخلية الألماني والمختص بالشؤون الرياضية هورست زيهوفر رد فعل متحفظ حيال الأمر، وقالت: "الوزير قال أكثر من مرة من قبل في شأن قضية أوزيل - الموضوع ليس جديدا- إنه لا يرغب في التدخل في هذه الشؤون الداخلية".
واعتبرت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي اعتزال لاعب فريق أرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل، اللعب دوليا مع المنتخب الألماني على خلفية اتهامات بالعنصرية للاتحاد الألماني لكرة القدم "إشارة تحذير".
وكتبت الوزيرة المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي مساء أمس الأحد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عندما يشعر لاعب ألماني كبير مثل مسعود أوزيل بأنه غير مرغوب فيه في بلده بسبب العنصرية وغير ممثل من الاتحاد الألماني لكرة القدم، فإن ذلك يعتبر إشارة تحذير".
إشادة تركية
أشاد مسؤولون في الحكومة التركية بقرار اعتزال لاعب فريق أرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل، اللعب دوليا مع المنتخب الألماني على خلفية اتهامات بالعنصرية للاتحاد الألماني لكرة القدم.
وكتب وزير الرياضة التركي محمد كساب أوغلو على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس الأحد: "ندعم من قلبنا الموقف المشرف لشقيقنا مسعود أوزيل".
وهنأ وزير العدل التركي عبد الحميد جول اللاعب الألماني المنحدر من أصول تركية على قراره، واصفا اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني "أجمل هدف سدده ضد فيروس الفاشية".
كما رحب المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم قالين، بتصريحات أوزيل التي ذكر فيها أنه سيلتقي الرئيس التركي مجددا.
وكتب قالين على "تويتر": "لكن تخيلوا مدى الضغط الذي تعرض له السيد مسعود في هذه القضية. أين ذهب التهذب والتسامح والتعددية...؟!".
تعليقات أخرى
ومن جانبه، شكر نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تورستن شيفر-جومبل، أوزيل على جهوده في المنتخب الوطني، وكتب على "تويتر": "ولأن الأمر يتعلق بمنحى أكبر: إلى كل المواطنات والمواطنين المنحدرين من أصول مختلفة: نحن ننتمي إلى بعضنا البعض، ولا نقبل العنصرية مطلقا".
وقال النائب البرلماني عن حزب الخضر، جيم أوزدمير، في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية: "إنه لأمر خطير أن يتولد لدى شباب ألمان منحدرين من أصول تركية انطباع الآن بأن ليس لهم مكان في المنتخب الألماني. الإنجاز يتحقق بالتنوع وليس بالسذاجة. لهذا السبب أصبحنا أبطال العالم عام 2014، والآن فرنسا".
وشن أولي هوينيس رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم هجوما حادا ضد مسعود أوزيل لاعب خط وسط أرسنال الإنجليزي والذي أعلن أمس الأحد اعتزاله اللعب الدولي مع المنتخب الألماني ، بعد موجة الانتقادات التي طالته بسبب صوره مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل كأس العالم 2018 بروسيا.
وقال هوينيس في تصريحات للصحفيين اليوم الاثنين قبل سفر بايرن إلى الولايات المتحدة لجولته الاستعدادية للموسم "إنني سعيد بأن الأمر كله قد انتهى ، إنه يلعب بحماقة منذ أعوام."
وقال ثيو زفانتسيجر الرئيس السابق للاتحاد الألماني ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه شعر "بحزن عميق" إزاء قرار أوزيل.
وقال زفانتسيجر "عندما يصل الأمر إلى نزاع ، يجب أن تسوى هذا النزاع وبأقصى سرعة من خلال المناقشات. الاتحاد الألماني لم يقم بذلك قبل كأس العالم لسبب أو لآخر ، لذلك عاد الحدث للمشهد مرة أخرى."
وأضاف "بسبب أخطاء في التواصل ، حدث شيء ما كان ليفترض أن يحدث أبدا مع المهاجرين ، لا يجب أن يشعروا بأنهم مواطنون درجة ثانية بين الألمان."
وقال هارالد شتينجر ، المتحدث السابق باسم الاتحاد الألماني ، إن على جريندل أن يترك منصبه.
وقال شتينجر في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس" :"جريندل كان ولا يزال أسوأ رئيس رأيته في الاتحاد الألماني. إذا كان أمينا ، عليه أن يدرك أن وقته في رئاسة الاتحاد انتهت."
وعلق جيروم بواتينج زميل أوزيل السابق بالمنتخب ، عبر تويتر قائلا "كان أمرا مبهجا أخي" ، وكتب كلمة "أخي" باللغة التركية ، وقد أرفق التغريدة بوسم (هاشتاج) لكل من بطولتي أوروبا للشباب (تحت 21 عاما) وكأس العالم 2014 ، اللتين شهدتا تتويج اللاعبين معا ضمن صفوف المنتخب.
وأضاف أن آخر لعبة ناجحة لأوزيل كانت قبل كاس العالم 2014 ، "والآن يخفي نفسه وعروضه المتواضعة خلف هذه الصورة."
واعتبر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي اعتزال لاعب كرة القدم الألماني المنحدر من أصول تركية، مسعود أوزيل، اللعب دوليا مع المنتخب الألماني تجسيدا لمشكلات الاندماج.
وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب، أليس فايدل،: "ببيان الاعتزال التقريعي أثبت مسعود أوزيل للأسف أنه نموذج نمطي للاندماج الفاشل لكثير من المهاجرين المنحدرين من ثقافة تركية-إسلامية".
وقال نائب رئيس الحزب جيورج باتسديرسكي إن وصف أوزيل لنفسه في بيان الاعتزال بأنه ضحية للعنصرية "غير صادق وسخيف، وقال: "لقد أخفق عندما سمح بتصويره مع الرئيس التركي أردوغان"، مضيفا أنه من الخطأ وصف الانتقاد المبرر لهذا الفعل بالعنصرية، مشيرا إلى أن أوزيل غير قادر على ما يبدو على نقد الذات.
وأعرب راينر كوخ، نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، عن أسفه لاعتزال اللاعب مسعود اوزيل، ورفض اتهام الاتحاد الألماني بالعنصرية على خلفية اعتزال اللاعب الألماني التركي الأصل.
وكتب كوخ على حسابه على فيسبوك أن أوزيل " له اسهام كبير في النجاحات الرياضية البارزة للمنتخب الألماني (المانشافت) في العقد الأخير".
وأضاف كوخ:" الهجوم على قيادة الاتحاد الألماني لكرة القدم مرفوض بالتأكيد" مشيرا إلى أن هذا الهجوم " يشكك في العمل الشامل للاندماج الذي يقوم به الاتحاد ونواديه التي يزيد عددها عن 25آلف نادي منذ سنوات عديدة".
واختتم كوخ منشوره بالقول:" أريد أن أقول مرة أخرى وبشكل شخصي إن مسعود أوزيل ألماني، وبالتالي فهو مواطن بطبيعة الحال، وأنا لست مع المواقف التي تهمش الألمان ذوي الأصول التركية بسبب أصلهم، ولهذا السبب تحديدا فأنا أرفض اتهامات العنصرية الموجهة إلى قيادة الاتحاد".