الثلاثاء 26 يونيو 2018
04:40 م
حكايات الكرة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب.
الحلقة التاسعة عشر بسبب فرحة طاغية مضحكة للبعض ولكنها تعني الكثير عند الآخرين، الكل أول أمس شاهد الفرحة الطاغية للاعب بنما فيليبي بالوي راميرز وماذا كانت ردة فعل الجمهور البنامي الجنونية والسعادة الكبيرة التي إنتابتهم في المدرجات رغم تأخرهم في النتيجة بستة أهداف لهدف، رغم إني أرى أنها مبررة فهو الهدف الأول في تاريخ بنما في أول مشاركة في عرس المونديال وهو ما يطمح فيه كل منتخب يشارك في أول نسخة فهو هدف يساوي الكثير فهناك دول شاركت من قبل ولم تسجل مثل كندا والصين وإندونيسيا وترينداد وتوباجو والكونجو الديموقراطية.
شغف كرة القدم دفع لاعب وكابتن منتخب بنما فيليبي بالوي راميرز صاحب السابعة والثلاثون عاما في جنون مع باقي رفاقه فمن يعلم متى ستسجل بنما مرة أخرى.
يا للصدفة راميرز أخر !
منذ ستة وثلاثين عاما وبالتحديد في مونديال إسبانيا 1982 كانت المشاركة الثانية لفريق أخر من الكونكاكاف وهو منتخب السلفادور، شارك منتخب السلفادور لأول مرة في مونديال 1970 بالمكسيك وذلك بعد حرب المائة ساعة (تحدثنا عنها من قبل) ولكن السلفادور تلقت شباكها 9 أهداف ولم تسجل أي هدف بعدما وقعت في مجموعة تضم بلجيكا والمكسيك والإتحاد السوفيتي وخسرت 3-0 و 4-0 و 2-0 على الترتيب.
جاءت المشاركة الثانية في مونديال 1982 بحضور أفضل لاعب في تاريخ السلفادور ويدعى جورج جونزاليس (الملقب بالساحر) وهو اللاعب التاريخي لنادي قادش الإسباني والذي قال عنه مارادونا "لو كان برازيليا أو أرجنتينيا للعب في أفضل الأندية"، الجمهور السلفادوري يمني النفس بمشاركة أفضل ووقعت السلفادور في المجموعة الثالثة بصحبة الأرجنتين حامل اللقب والمجر وبلجيكا.
المباراة الأولى للسلفادور كانت ضد المجر في 15 يونيو على ملعب مانويل مارتينز فاليرو تحت قيادة تحكيميه للحكم البحريني إبراهيم يوسف الضوي وبعد ثلاثة وعشرون دقيقة كانت السلفادور متأخرة بثلاثة أهداف وفي الدقيقة السادسة والعشرون نزل بطل حكايتنا كتغيير أول للسلفادور وهو لويس راميرز زاباتا بدلا من اللاعب خوسيه لويس روغاماس ومن هنا ستبدأ الحكاية.
فرحة جنونية وأرقام قياسية
إنتهى الشوط الأول بتأخر السلفادور بثلاثية وفي الشوط الثاني أصبحت النتيجة لصالح المجر بخمسة أهداف نظيفة وفي الدقيقة الرابعة والستون يمر اللاعب المهاري جورج جونزاليس من الجهه اليمنى لدفاع المجر ويمر من لاعبين ليرسل كرة عرضية تصل لكابتن الفريق نوربرتو هويزو ويسدد ضعيفة تصل للويس راميرز زاباتا الذي تتهيأ أمامه الكرة ويودعها في المرمى وينطلق في فرحة جنونية وكأن هدف الفوز بكأس العالم وسط فرحة رفاقه رغم أن النتيجة لصالح المجر بخمسة أهداف للاشئ.
المباراة لم تتوقف عند هذا بل فازت المجر بنتيجة 10-1 مما جعل المباراة تحقق العديد من الأرقام :-
1- سجل لاعب المجر لازلو كيس أسرع هاتريك في تاريخ المونديال عندما سجل في الدقائق 69 و72 و76.
2- لازلو كيس هو البديل الوحيد في تاريخ المونديال الذي سجل هاتريك.
3- المجر هو أكثر فريق سجل أهداف خلال مباراة واحدة في تاريخ المونديال
4- أكبر فارق أهداف +9 متساوية مع مباراة يوغسلافيا التي فازت فيها على زائير (الكونجو الديمقراطية حاليا) 9-0 في مونديال 1974 وهزيمة كوريا الجنوبية من المجر 0-9 في مونديال 1954.
5- ثاني أكثر مباراة تم تسجيل فيها أهداف برصيد 11 هدف بعد المباراة التي سجل فيها 12 هدف والتي فازت بها النمسا على سويسرا 7-5 في مباراة دور الثمانية من مونديال 1954 والتي سميت بإسم لهيب لوزان.
السلفادور في باقي مباريات البطولة لم تسجل مجددا وخسرت من بلجيكا بهدف نظيف ومن الأرجنتين بهدفين للاشئ أي أن السلفادور في مشاركتين في المونديال لعبت 6 مبارايات وسكن مرماها 22 هدف وسجلت هدف واحد ولكنه كان يعني الكثير لهم ولمسجله.
هدفي السلفادور وبنما تشابها في الفرحة وأسم محرزا الهدفين وكلا منهما حل بديلا ليسجل ولكن راميرز السلفادوري كان مهاجما وراميرز البنامي كان مدافعا، ويبقى الشغف واحد وما يمثله المونديال للشعوب هو المحرك الأساسي للفرحة.
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا و تويتر إضغط هنا