الجمعة 22 يونيو 2018
03:04 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء
أنت لست محظوظا علي الإطلاق ، نعم لم تشاهد كرة القدم التي كان بها جزء من البوهيمية الهجومية التي تجعلك مهما بلغت قدراتك لا تتوقع ماذا سيقدم المستحوذ علي الكرة خاصة ممن ينتمون إلي أمريكا اللاتينية ، ربما شاهدت ذلك في مباريات رونالدينيو وميسي في برشلونة وفي بعض مباريات الاول في المنتخب البرازيلي خاصة في كوبا أمريكا ولكن في كأس العالم بقي التكتيك هو المسيطر والحاكم الأول لكرة القدم .
في 1978 كانت الأرجنتين علي موعد مع حفل كبير ضد البيرو لتهزمها بسداسية ( بالقوة ) حتي يحسم الصراع ضد الجار البرازيلي والواقع معهم في نفس المجموعة بالتأهل لمقابلة هولندا في النهائي .
بيرو التي عانت كثيرا حتي في 1982 ولم تصعد لكأس العالم طيلة 36 عاما عادت مع جاريكا محملة بجينات الكرة اللاتينية والتي تعتمد علي التسديد والمهارة والمراوغة والتمرير القصير ، ورغم أن جاريكا المدير الفني للفريق يلعب ب 4-2-3-1 إلا أن هناك فارق في كيفية التنظيم علي أرض الملعب .
برأيك ما سبب معاناة البرازيل والأرجنتين علي مدار سنوات عدة في عدم الحصول علي بطولة كأس العالم بعدما كانا رأسي حربة القارة اللاتينية في مواجهة جبروت أوربا ؟ برأيي ذهاب أكثر المواهب في سن مبكرة إلي أوربا .
مع أوربا بات الإلتزام التكتيكي هو المعيار الأول وتراجعت المراوغات بل وحتي التسديد إلا في أوقات معينة لذلك لن تجد أهداف بتسديدات مباغتة من الخارج كالتي أطلقها أيدر في مرمي رينات داساييف مثلا في 1982 .
جاريكا أعاد ذلك الجزء لبيرو ( الشكل اللاتيني الحقيقي ) التسديد المتقن من الخارج ، ربما فقط ياردات بسيطة حرمت المنتخب البيروفي من حصد الهدف الأول والنقطة الأولي له في المونديال ، فارافارن جيريرو رأسي الحربة في مباراتي الفريق أمام الدنمارك وفرنسا لم يكونا موفقين ، وزاد الأمر صعوبة إهدار كويفا ركلة الجزاء في المباراة الأولي
ماذا عن شكل الفريق الفني ؟
جالاسيس حارسا للمرمي – قلبي دفاع راموس رودريجيز – ادفينكولا ظهير ايمن يقابل تراكو الأيسر-اكوينيو ويوتون في وسط الملعب –كويفا صانعا للالعاب –جناحيين كاريللو وفلوريس خلف راس الحربة جيريرو ..شاهد الصورة التالية
الطبيعي في 4-2-3-1 ، أن يقوم الجناحين بفتح الملعب علي مصراعيه أو أن يقوما باللعب في العمق لفتح المساحات لظهيري الجنب للإنطلاق خلف الدفاع ، في كل الأحوال مبدأ (توسيع قاعدة الهجوم) والذي يتم تدريسه غير موجود في أفكار جاريكا .
قبل خمس سنوات عندما كان مورينيو لا يزال يقدم أفكارا مختلفة في كرة القدم ، كان يعطي تعليمان لويليان بالذهاب إلي جبهة هازارد ( طالما كانت الكرة في جبهة فلا يوجد معني لبقاء لاعب لديه صفات هجومية بدون عمل ) .. ما الذي قدمه جاريكا
سلاح جاريكا الأول لدي بيرو في كاس العالم هو التسديد ، الجميل في الأمر أنك أعدت ذلك السلاح الهجومي الفعال في تظاهرة مثل كأس العالم ولكن الأهم وما يراه المحللين كيفية التنظيم
كويفا صانع الالعاب يذهب دوما إلي جبهة فلوريس الجناح الايسر ومعه ينضم جيريرو إلي قلب الدفاع الأيسر حتي يعطي الفرصة كاملة لكويفا بالمساندة عن طريق التمرير في العمق أو حتي حجز قلب الدفاع في تلك الجبهة من مساندة إرتكاز المنافس .
طبقا لظروف اللعبة هناك تعليمات واضحة للجميع بالتسديد سواء كان ذلك يوتون إرتكاز الوسط أو كاريللو الجناح او حتي ادفينكولا ظهير الجنب .. اضغط هنا لمشاهدة الفيديو.
كيف تصل البيرو إلي منطقة الهجوم ، وكيف تظهر المساحات التي ظهرت في الفيديو السابق ، الجرافيك التالي يوضح ذلك :
تحرر ظهيري الجنب أثناء بناء الهجمة بالصعود مبكرا وزيادة مساحة النصف قوس المكمل لرباعي الدفاع مع صعود رودريجيز بالكرة دون ضغط وإستدعاء أحد لاعبي الوسط يوتيون لمنطقة العمق وهنا يصبح لدي ثالث لاعبي الوسط للمنافس مراقبة يوتيون أو مراقبة رودريجيز نفسه
رودريجيز يرسل كرة طويلة جهة اليسار ( فلوريس مع جنوح كويفا وصعود تراوكو ) يزاد الأمر إزدحاما بتواجد رأس الحربة في تلك المنطقة ، وبالتالي تكتمل عملية الLOADING& ISOLATION المعروفة في كرة القدم .
ادفينكولا الظهير الأيمن يذهب لعمق الملعب ويظهر كما لو كان أحد لاعبي الوسط وهذا الأمر يجعله أقرب إلي التسديد المباشر أو حتي الصعود من أمام الجناح المنافس وليس من خلفه كما هو معتاد وهو ما ظهر في المربع الأبيض في الجرافيك .
بيرو كانت تحتاج التوفيق في ضربة جزاء كويفا في مباراة الدنمارك أو في عدم إصطدام كرة جيرو بقدم راموس قبل أن تعلو فوق حارس المرمي ليكملها مبابي مسجلا هدف فرنسا الوحيد
أخيرا .. بالتأكيد أفكار جاريكا ليست الأفكار الأكثر إبهارا ولكنها أفكارا مختلفة يمكن تطويرها في المستقبل إذا كنت تمتلك لاعب يجيد التسديد من الخارج ، كما أنها أعطت للبيرو شكلا جيدا جدا أمام فرنسا والدنمارك بطلي العالم وأوربا السابقين