الجمعة 15 يونيو 2018
11:30 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .
نعم هي الطريقة المفضلة في الفوز لدي الطليان ، الفوز في الدقيقة الاخيرة وفي الوقت القاتل الذي يستحيل فيه المنافس ان يعود بل ويفضلون في بعض الاحيان ان يسجل المنافس في مرماه تماما مثلما حدث في مباراة المغرب وايران ..هل هذا بجديد لدي كوبر .
دائما ما نستقبل أهدافا في الوقت القاتل أمام الكاميرون وأمام الكونغو والبرتغال وكلها من كرات عرضية سواء ثابتة أو متحركة ، صحيح أننا تحسنا عما قبل في عدم إعطاء الفرصة للأجنحة أو أظهرة الجنب في إرسال الكرات بشكل مريح ولكن ماذا عن الضربات الثابتة ؟
هل شاهدت مباراة أسبانيا قبل قليل ، هناك ستجد شيئا ينتمي لكرة القدم ورغم أن الفريق يلعب بدون مدرب وفي ظروف مستحيل اللعب فيها إلا أن الفريق أدي بشكل ممتاز وتدخلت تغييرات هييرو المدير الفني لتفرط في الفوز
مصر قدمت أداء رائعا مقارنة بما شاهدناه في التحضيرات الودية ولكنها علي مستوي كرة القدم في كأس العالم فهو يبدو مستوي هزيلا هجوميا ، لا أقصد بالطبع التواجد الهجومي بل أقصد كيفية الوصول للمرمي المنافس أمر وكأننا نتعلم كرة القدم منذ البداية رغم أن كل اللاعبين في أنديتهم يؤدون بشكل أفضل عما يقدمونه مع هيكتور كوبر .
لماذا ظهرنا بشكل أفضل ربما يقارب الشكل الذي قدمه منتخب مصر أمام البرتغال ؟ السبب طريقة لعب المنافس
أوسكار تاباريز كان منحازا ولسنوات إلي 4-3-3 قبل أن يتوهج نجم سواريز وكافاني وإعتزال فورلان وبالتالي بات لزاما التحول إلي 4-4-2 وهو نفس الأمر الذي إعتمده سانتوس المدير الفني البرتغالي أمامنا وهنا يظهر تنظيم المنتخب المصري بشكل أفضل مقارنة بالفرق التي تلعب ب 4-2-3-1 ..هل تريد دليلا ملموسا ؟
إعتماد تاباريز علي فوتشينو وبنتاكور في إرتكاز الملعب وتفرغ أراسكاتا ونانديز كأطراف هجومية جعل الأورجواي تبحث في البداية عن وصول الكرة للأطراف ثم الكرات العرضية المعتادة
هذا ما يخدم أسلوب هيكتور كوبر فمع ثمانية لاعبين يصنعون خطين تصبح ال half spaces غير معتمدة أمام فريق يعتمد علي نفس طريقتك 4-4-2 ، وبالتالي تصبح المواجهات فردية علي جانبي الملعب بين الأجنحة وأظهرة الجنب ولم يستغل تاباريز ثغرة المنتخب التي ظهرت في الشوط الاول مرارا بتغير مركز أراسكاتا إلي قلب الملعب مثلما فعل مع ديجو فورلان في 2010 .
هل تتذكر خطورة أورجواي في الشوط الأول ؟ نعم تسديدة كافاني ، قطع سواريز للداخل والتسديد من وضع الحركة ، كلها هجمت بدأت بهروب كافاني أو سواريز إلي قلب الملعب ليصبح التنظيم لحظيا 4-4-1-1 ..شاهد الفيديو التالي للتركيز علي تحركات سواريز وكافاني :
الأمر كان مختلفا أمام كولومبيا بسبب إعتماد الفريق علي 4-2-3-1 وفي ظل تواجد رودريجيز نال الفريق فرصة صناعة اللعب من العمق نفس الأمر أمام بلجيكا التي إعتمدت علي 3-4-2-1 وتلك هي ثغرة المنتخب التحرك بين خطي الدفاع والوسط وتحديدا خلف طارق حامد .
مثلما قدمت أسبانيا أداء فرديا جيدا قدم افراد المنتخب المصري أداء جيدا بإستثناء قلة حيلة أو دعنا نقول الحقيقة هذا هو مستوي مروان محسن الطبيعي والعيب ليس فيه بل فيمن إختاره وحيدا في تلك القائمة وبالتالي كان تواجد كهربا في هذا المركز أفضل منه بفارق شاسع رغم أن كهربا لم يلعب في حياته في ذلك المركز سوي بضعة مرات .
لم أفهم تغيير رمضان صبحي بدلا من عمرو وردة ، هل كوبر يميل بالأساس للتنشيط الهجومي ؟ أم كان من الأفضل الدفع بقلب دفاع ثالث في كل الأحوال الخطأ البشري حسم نتيجة لقاءات اليوم كاملة
أمام أورجواي إرتكب عبدالشافي خطأ فنلنا الهزيمة نفس الأمر أمام المغرب وكانت النتيجة أكثر قسوة بسبب أن الهدف جاء ذاتيا ثم إنتهي الأمر بهدف رونالدو الثالث في البرتغال من تسديدة خارج منطقة الجزاء بخطأ غريب في مكان لا يمكن أن يتم فيه إرتكاب هذا الخطأ .
فكرة ال screen المستخدمة في لعبة كرة السلة لا تصلح لكي تكون أساسا للبناء الهجومي للمنتخب المصري ، كوبر إعتمد عليها كثيرا في إرسال كرة طويلة يروضها مروان محسن أو عبدالله لتريزيجيه الذي يتحرك للعمق ، وإذا كانت نالت شبه درجة من النجاح إلا أن مع إعتماد تشيرتشيسوف المدير الفني الروسي علي 4-2-3-1 في مفاجاة كبري ومع تواجد عمالقة في خط الوسط الروسي سيلزم ذلك كوبر بالعمل علي إيجاد طريقة أخري لفك شفرة المرمي الروسي .
هل هناك أمل في تخطي المنتخب المصري الدور الأول ؟ ذلك كان السؤال الذي يجب أن يتحاور حوله المؤيدين والمعارضين لأفكار كوبر ، أي فريق في اي منافسة يحتاج لأن يعرف التسجيل في المرمي ونحن وبلا فخر لا نمتلك شكلا هجوميا علي الإطلاق حتي في تواجد صلاح والأخير يعتمد علي مهارته في إحداث ذلك الفارق ولعل هدفه الأول في الكونغو والذي أتي من كرة ضالة من النني إصطدمت برأس مدافع الكونغو لتجد طريقها إلي صلاح .
نعم البرتغال والأرجنتين يعتمدا علي رونالدو وميسي وذلك ليس عيبا ولكن المدربين يقدمون مراحل كرة القدم كافة ولا يكتفون بشرف التواجد حول منطقة الجزاء كي نعتبر ذلك شكلا هجوميا جيدا
أخيرا .. إذا أراد كوبر صناعة تاريخ لنفسه بالعبور للدور الثاني فقط عليك بترك اللاعبين كي يلعبون مثلما يلعبون مع أنديتهم دون خوف فالمنتخب الروسي سيصبح دبا مفترسا إذا تراجعنا مثلما هو الحال الأن ولكنه سيصبح في المتناول إذا قمنا بالهجوم.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك