الأربعاء 22 نوفمبر 2023
06:02 م
في مباراة أشبة بالحرب بين قوتين، عاد رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من ملعب الماراكانا بنقاط المباراة على حساب أصحاب الأرض المنتخب البرازيلي، بنتيجة هدف دون رد، ضمن الجولة السادسة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وتأجل انطلاق المباراة لمدة نصف ساعة تقريبا بسبب أحداث شغب شهدتها المدرجات، وأسفرت عن تدخل الشرطة للسيطرة على الموقف.
واصطحب ميسي لاعبي الأرجنتين نحو المدرج الذي تجلس فيه جماهير "التانجو"، من أجل محاولة تهدئة الأجواء مع الأمن.
واختار لاعبو الأرجنتين العودة التوجه غرفة الملابس، فيما ظل عناصر المنتخب البرازيلي على أرضية ملعب "ماراكانا"، قبل أن يعود الضيوف لاحقا للعب اللقاء.
ما حدث في تلك الليلة لم يكن سوى فصلا من مسلسل عمره أكثر من 100 عام من الصراع بين البلدين، على خلفية تظهر للعلن أن الخلاف بينهما كرويا في المقام الأول لكن في الحقيقة ان جذوره تمتد لعقود بسبب حسابات سياسية معقدة.
مع التمدد الاستعماري الأوروبي في قارة أمريكا الجنوبية مطلع القرن السادس عشر، ظهرت البرازيل والأرجنتين على رأس قائمة الدول التي تسعى القوتين في السيطرة على ثرواتهما، وتنافس الجيشان للظفر بهما، لتكون في النهاية البرازيل من نصيب البرتغال وتقع الأرجنتين في جعبة الأرجنتين.
في القرن التاسع عشر دخل البرازيل حربا ضد الأرجنتين من أجل السيطرة على أوروجواي، وحملت تلك الحرب اسم "حرب البلاتين"، لتكون في النهاية الغلبة لأبناء البرازيل.
مباراة "العار"
شهد عام 1920 أزمة قبل مباراة ودية بين المنتخبين، حين وصفت صحيفة أرجنتينية البرازيليين بـ "القرود الصغيرة"، ليضطر وقتها 4 من لاعبي "منتنخب السامبا" النزول إلى أرضية الملعب، ويخوض يومه السليساو المباراة منقوص العدد أمام التانجو.
تلك الواقعة لم تكن الأخيرة، لكنها عادت لتظهر على السطح واقعة عنصرية جديدة من الجانب الأرجنتيني في نهائي كوبا أميركا سنة 1937 ، حين قامت الجماهير الأرجنتينية بتقليد أصوات القردة، الأمر الذي دفع لاعبي البرازيل إلى الانسحاب من المباراة قبيل نهايتها، كما وصفت الصحافة البرازيلية ما حدث بـ"العار".
حرب تكسير العظام
في عام 1946 تواجه المنتخبين في نهائي كوبا أمريكا، والذي شهد ارتكاب البرازيلي جايير بينتو، خطأً قاسيًا ضد خوسيه سالومون، قائد المنتخب الأرجنتيني، وتسبَّب في كسر عظمتين في ساق خصمه خلال المواجهة التي شهدت سلسلة من المشادات بين اللاعبين وعناصر الشرطة، إضافة إلى اقتحام المشجعين أرضية الملعب.
تلك الواقعة امتدت أثرها لإيقاف المباراة لعدة دقائق، لكنها استأنفت بعد ذلك وفاز بها منتخب الأرجنتين بهدفين مقابل هدف.
طرد مارادونا
في كأس العالم 1982، اصطدم المنتخبان في كأس العالم 1982 بإسبانيا، وتلك المباراة فاز بها المنتخب البرازيلي بنتيجة 3-1، في ليلة شهدت طرد النجم دييجو مارادونا في الدقيقة 85 بعد اعتدائه ركلًا على باتيستا، لاعب الوسط البرازيلي، بعدما كان قد ظهر طوال اللقاء معترضا على القرارات التحكيمية.
مباراة المياه المقدسة
استمرارا لمواجهات المنتخبين في كأس العالم، حملت نسخة مونديال 1990 بإيطاليا فصلا جديدا من الصراع بينهما تحت عنوان مباراة "المياه المقدسة"، ومن جانبهم اتهم البرازيليون الطاقم الطبي الأرجنتيني بتسميم أحد لاعبيهم الذي كان مكلفًا بمراقبة مارادونا.
مارادونا قاد بلاده في تلك الليلة للفوز على البرازيل للتحول بعدها المباراة إلى أحد أشهر أغاني وشعارات الأرجنتنين، فحملت تلك الكلمات: "برازيل أخبريني ما شعورك الآن؟ وسيدكم قد جاء إلى أرضكم؟ نقسم رغم مرور السنين أننا لن ننسى أبدًا، كيف راوغكم دييغو، وها أنتِ تبكين منذ إيطاليا إلى اليوم وكيف سجلها كانيجيا، ومارادونا أفضل من بيليه".
صراع الأفضل بين أسطورتين
ظل الصراع قائم بين جماهير البلدين حول اللاعب الأحق بالأفضل في تاريخ كرة القدم بين الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي بيليه، ليحتدم الصراع ويصل إلى صناع القرار داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي بدوره قرر إجراء استطلاع جماهيري للرأي حول أفضل لاعب في القرن العشرين، ليحصل مارادونا على 53% من مجموع الأصوات فيما حصل بيليه على 18% فقط، لتضيف بعدها الفيفا جائزة ثانية منحت لبيليه لقب "الأفضل في القرن العشرين".