الخميس 31 أغسطس 2017
09:01 م
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
(الانتقادات سهلة بعد الهزيمة والمباراة كانت صعبة وعملية التأقلم مع الملعب لم تكن سهلة وكهربا كان افضل الخيارات) ..تعليق هيكتور كوبر المدير الفني بعد الخسارة أمام أوغندا وازدياد صعوبة التأهل لكأس العالم .
أمامنا 9 نقاط.. صحيح ولكن من بينهم مباراة أخيرة أمام غانا ربما تكون في ملعب ذكراه سيئة "كوماسي " في المقابل أنت لم تستطع التعادل في أوغندا فهل تستطيع التأهل من قلب غانا.
المعطيات تقول إنك تقوم فقط بشبه الدفاع ولا تهاجم قبل أن يمني مرماك بهدف وتقوم بشبه الهجوم بعد التأخر بهدف، المباراة الوحيدة التي استطعت أن تعود فيها من الخسارة وقمت بالسيطرة علي أرجاء الملعب كان في كادونا بنيجيريا وقت تواجد حسام غالي.
هل تعرف ماذا فعلت بعد ذلك "؟ استبعدته بحجة أنه غير ملائم لأسلوب الفريق رغم أن غالي كان سببا مباشرا بمخالفة تعليماتك " العقيمة في الوصول لأمم أفريقيا ولولا ذلك لربما خرجنا أيضا من تصفيات تلك البطولة.
كيفية الإعداد للوصول إلى مباراة مفصلية تجعلك تبدأ من الأن في ترتيب السفر إلى روسيا كانت صفر بالمائة، أذكر أن الجنرال محمود الجوهري رحمة الله عليه كان يصر على معسكر مغلق يحول دون وصول أية وسيلة إعلامية والخطأ ليس خطأ الإعلام بل خطأ المدرب الذي يسمح بذلك.
عملية التأقلم مع الملعب كانت صعبة.. في الحقيقة كوبر أدان نفسه بتلك الجملة التي تتنافي مع تواجد كهربا بشكل أساسي كرأس حربة ( صريح وليس وهمي ) فليس كل من يلعب في غير مركزه يسمي وهمي ولذلك تحليلات توضح ذلك نعود للأمر الهام
ملعب سيء مبتل بالمياه ولاعبيك فقط هم من يقعون على الارض. هل كان اللاعبين مرتدين لأحذية المطر؟ ولماذا لم يتلعثم أيا من لاعبي أوغندا؟
ملعب سيء ومبتل بالمياه وفريق يلعب أمامك بغية الهجوم رغم قلة إمكانياته ويلعب على كرة واحدة (هذا إن كان هناك بالأساس تحليل للفريق الأوغندي وتخيل لشكل الفريق أمام مصر وليس فقط تحليل لما سبق).
المفترض منطقيا أنك ستلجأ للكرات الطويلة وهذا يعني ضرورة اللعب برأس حربة صريح علي الأقل وهنا الحديث عن كوكا الأطول بين مهاجمي مصر فق لاستقبال الكرات القادمة من الخلف، الأمر يصبح مثاليا عندما تلعب بثنائي في الهجوم أحدهما يتحرك خلف الأخر أو بجواره ويمتاز أيضا بالقدرة علي الالتحام ولعب الكرات الهوائية (حسام حسن أو عمرو جمال )
أنت لا تحتاج لصناعة اللعب في العمق ولا تحتاج لإن يقوم صلاح بأدوار دفاعية لإنك بالأساس لو استطعت الضغط مبكرا بثنائي هجومي ينضم إليه محمد صلاح أثناء الضغط سيصبح الكرات الطويلة من الخلف للأمام هي سلاح أوغندا وبدلا من أن تكون الأرض سلاحا معهم يصبح ضغطك وملعبهم عبء عليهم.
في تحيل ما قبل المباراة قلت أن لاعبي الأطراف يتسلمون الكرة للداخل ثم يرسلون كرات عكسية في الجانب البعيد للجناح الأخر مع صعود متزامن لظهيري الجنب ومن ثم إرسال كرات عرضية لرأسي الحربة .. لم يحدث أيا من ذلك ربما لإن كوبر يعتقد أن كل الفرق تلعب بنفس الطريقة أو لإن كل الملاعب تصلح لأداء نفس الطريقة أو لاعتقاده بأن المنتخب طريقته تصلح لكل الفرق .
خطأ اللاعبين ؟! .. اللاعب الذي خالف التعليمات لم يدخل صفوف المنتخب مرة أخري وبالتالي فاللاعبين يلعبون بتلك الطريقة حتي لا يخالفون التعليمات .
الغريب أن الكرات العكسية بانضمام الأجنحة نجحت مع مصر وقت التأخر أمام الكونغو ولكنها لم تنجح أما أوغندا لإنك لا تستطيع اللعب دوما علي خطأ في التغطية العكسية إنما تحتاج لعدة أخطاء لتستفيد والأخطاء تأتي من كثرة الهجوم والضغط .
فقط من تصريح كوبر وقبل المباراة يتضح من التشكيل أنه مخطئ والعيب ليس في خطة اللعب ولا الاعتماد علي محمد صلاح ، كوبر لا يعتمد علي لاعب كوبر يعتمد علي أسلوب ( هدايا المنافسين ) .
في تحليلي الأخير للقاء ليفربول وأرسنال قلت أن السرعة الحقيقة تبدأ من عقل اللاعب وليس من قدمه ، أسلوب ( واثق الخطي يمشي ملكا ) الموجود لدي النني وطارق حامد لا يجدي هجوميا بل ويجهض الاستفادة من سرعات محمد صلاح ..مرة أخري كوبر سببا مباشرا لذلك لإن ما حدث ويحدث تكرر في كل مباريات المنتخب وبات واضحا للجميع أن أي ضغط علي ارتكازي مصر سيجعل الكرة تعود لك ..هل يظن كوبر أن المنافسين لا يعملون في تحليل الأداء ؟
خرج طارق حامد أمام أوغندا في الجابون وتم الاعتماد علي عبدالله السعيد كارتكاز ولم نجد غارات جبارة من الأوغنديين وخرج أيضا في مباراة كامبالا وحدث نفس الشيء ..لماذا لا يتم الاعتماد علي ارتكاز بميزات هجومية يميل لصناعة اللعب والتحرك السريع ؟
كوبر كان مهما في بداية المشوار عندما كنا نعاني لبناء فريق بعد مرحلة شوقي غريب والان بات لدينا نواة لفريق يمكنه اللعب ولكن مدربه يرغب في الاكتفاء بمرحلة الدفاع ونسيان مراحل كرة القدم بمسمياتها القديمة ومسمياتها الحديثة القادمة
الان نحتاج لمدير فني جديد قادر علي اللعب بتلك الأسماء نحتاج مديرا فنيا أفكاره متسقة مع مهارات موجودة بين لاعبي مصر وسرعات لم تتوافر علي مدار تاريخها نحتاج مديرا فنيا يستطيع مجابهة غانا في أرضها لإن عدم الوصول للمونديال أفضل كثيرا من أن نصل له بذلك المستوي المثير للشفقة والذي لم أري فريقا في حياتي يلعب به
أخيرا ..سنبقي العلم مرفوعا ونتضرع في الصلوات بالدعوات بأن تلعب النتائج لصالحنا وتتعادل غانا واوغندا والأهم الدعوات بألا يقدم المنتخب فصولا باردة بالتعادل مثلا أمام أوغندا أو الكونغو في برج العرب ! ..ولما لا فقد تعادلت معنا زامبيا في تصفيات 2010 وكانت سببا مباشرا في إقصائنا من البطولة
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك