في النسخة الأولى لكأس العالم، التي احتضنتها أوروجواي عام 1930، ظهر المنتخب الأرجنتيني كقوة كروية بارزة، وتأهل للمواجهة النهائية قبل خسارة اللقب لمصلحة أصحاب الأرض.
لكن تلك الخطوة لم يتبعها تطور كبير على الصعيد العالمي، رغم تميز المنتخب الأرجنتيني على الصعيد المسابقة القارية "كوبا أميركا" مما تسبب في إحباطات كبيرة للكرة الأرجنتينية، خاصة في ظل تألق أوروجواي وبعدها البرازيل في المونديال.
فازت الأرجنتين بحق استضافة نهائيات كأس العالم 1978، وبدت الفرصة سانحة لإنهاء صبر امتد لنصف قرن بالتمام، منذ اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم قرار إنشاء بطولة كأس العالم عام 1928.
كانت النسخة المونديالية الأرجنتينية هي النسخة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بطولات كأس العالم، فشهدت مطالبات عديدة بمقاطعات للبطولة لأسباب سياسية، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في الأراضي الأرجنتينية خلال تلك الحقبة، كما امتنع الأسطورة الهولندي يوهان كرويف عن المشاركة في البطولة بعد تعرضه لتهديدات.
تلك البطولة كانت أيضًا أولى بطولات كأس العالم التي تشهد وجود راع للنسخة، حيث كانت برعاية إحدى شركات المياه الغازية، كما كانت النسخة المونديالية الأولى التي تشهد قواعدها اللجوء لركلات الترجيح في حالة التعادل، لكن ركلات الترجيح لم تخرج للنور سوى في النسخة التالية، بسبب عدم تجاوز أي مواجهة وقتها بنتيجة التعادل.
شهد مونديال 1978 أيضًا واحدة من أكثر النتائج "المريبة" في تاريخ كأس العالم، بعدما اكتسح أصحاب الأرض منتخب بيرو بسداسية نظيفة في ختام منافسات مجموعتي دور الثمانية، اللتين كانتا تؤهلان المتصدرين مباشرة إلى المواجهة النهائية، وتسببت تلك النتيجة في تفوق المنتخب الأرجنتيني على نظيره البرازيلي بفارق الأهداف وتأهله لمواجهة هولندا في النهائي.
وافتتح المنتخب الأرجنتيني مشواره في البطولة بوصافة المجموعة الأولى خلف نظيره الإيطالي، قبل تصدره المجموعة الثانية أمام منتخبات البرازيل، بولندا وبيرو في دور الثمانية، وفي المواجهة النهائية التي عانى خلالها لاعبو المنتخب الهولندي من أجواء غير عادية، فاز المنتخب الأرجنتيني بثلاثة أهداف مقابل هدف، بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي بالتعادل بهدف لمثله، ليحتضن راقصو التانجو الكأس الذهبية للمرة الأولى.