نعلم جميعًا أن كرة القدم لها سحرها الخاص، الذي لا يقتصر على حكايات داخل الملعب فقط، بل وأيضًا هنالك العديد من الروايات المدهشة، التي تضفي تميزًا خاصًا لتلك اللعبة التي تسحر من يقع في شباكها، وتجعله متيمًا بكل تفاصيل هذا الجلد المدور.
فعلى الأرضية الخضراء، لم نجد من يمتعنا أكثر من ثنائي الذهب، رونالدو وميسي، الثنائي الذي اقتربت كرة القدم نفسها من أن تذرف الدموع على فراق ملامسة أقدامهم.
لكن تلك الساحرة، مليئة بالقصص والحكايات الشيقة، والغريبة أيضًا، مثل لاعب أضاع ثلاثة ركلات جزاء في مباراة واحدة، ثم سجل من منتصف الملعب برأسه في مباراة أخرى (مارتن باليرمو)، أو لاعب آخر وصل إلى أرض الملعب مخمورًا وسجل هاتريك رغم تأخره في الوصول لأنه كان نائمًا! (جوسيبي مياتزا)، أو حتى لاعب يشارك في مباراة بكأس مصر وهو بعمر الـ14 عامًا (زياد الصحيفي).
الحكاية الأولى
لعنة جوتمان
عبارةٌ خرجت من فم المدرب المجري بيلا جوتمان عام 1962، إثر رفض إدارة النادي البرتغالي زيادة أجره، وطرده من الفريق رغم قيادته لتحقيق إنجاز فريد، تمثل في إحراز لقب بطولة أوروبا للأندية الأبطال (الشامبيونزليج حاليًا) مرتين متتاليتين.
لم يلق أحد من إداريي النادي أو مشجعيه بالًا لتلك العبارة في ذلك الوقت، خاصة وأن نادي العاصمة البرتغالية كان أحد أقوى أندية أوروبا حينها، ولكن ما حدث في السنوات القليلة التالية جعل الشك يتسرب إلى قلوبهم، إذ خسر بنفيكا ثلاثة نهائيات في غضون خمسة أعوام في المسابقة ذاتها!
وفي عام 1981 توفي جوتمان، وظن المشجعون أن اللعنة انتهت بوفاته، ولكن خسارة 5 نهائيّاتٍ أوروبيّةٍ أخرى، آخرها عامي 2013 و2014 في مسابقة الدوري الأوروبي، جعلت معظم مشجعوا النادي البرتغالي مؤمنين أن لعنة جوتمان غير قابلة للكسر، حتّى ولو شيدوا تمثالًا له داخل النادي!..
الحكاية الثانية
حكم يبتلع صافرته!
هنري ديلوني، الفرنسي الذي شغل مناصب رياضية عديدة، خلال النصف الأول من القرن الماضي، منها الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد الفرنسي.
ويعرف بأنه صاحب فكرة إنشاء بطولة أمم أوروبا، وقد كان قبل شغله تلك المناصب حكمًا لكرة القدم، ولكن حادثة طريفة كانت وراء اعتزاله مهنة التحكيم وتوجهه للعمل الإداري.
حيث كان يقود إحدى مباريات البطولة الفرنسية مطلع القرن الماضي، بين فريقي جارين دوف وبينيفويلانس، وتعرض لتسديدة قوية من أحد اللاعبين، أصابت وجهه مباشرة، وأدت لابتلاعه الصافرة التي كانت في فمه، إضافةً إلى فقدانه اثنتين من أسنانه!
الحكاية الثالثة
ليمان الحارس القذر..
قد يمكننا تقبّل تلك الفعلة المشينة لو أنها جاءت من أحد لاعبي الأزقة والشوارع، ولكن أن يأتي بها لاعب عمره 40 عامًا، خاض أكثر من 60 مباراة مع منتخب بلاده، ولعب لكبرى أندية العالم كأرسنال وبروسيا دورتموند وشالكة وميلان، فتلك هي القذارة بعينها!
فخلال مباراة فريقي شتوتجارت الألماني ويونيريا الروماني في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا لعام 2009، ترك حارس شتوتجارت الألماني حينها، ينس ليمان مكانه أثناء إحدى هجمات فريقه، وقام بالتبوّل خلف إحدى اللوحات الإعلانيّة الموجودة وراء مرمى فريقه! ثمّ عاد إلى مكانه ليتابع المباراة دون أن يلاحظه الحكم واللاعبون، وعندما سأله الصحفيّون عن فعلته بعد المباراة أجاب: "لم أشعر بما فعلته وسط هذا التوتّر!".
الحكاية الرابعة
الفيل الذي نسيّ سرواله!
خلال إحدى لقاءاته التلفزيونيّة التي أجراها بعد اعتزاله تحكيم الكرة، روى الحكم الإنجليزي الشهير هاورد ويب قصة أطرف لقطة واجهته في الملاعب الخضراء عبر مسيرته، والتي كان بطلها النجم الإيفواري ديديه دروجبا.
وذلك أثناء فترة تألقه بقميص فريق تشيلسي الإنجليزي، واختفى الفيل الإيفواري عن الأنظار بين شوطي مباراة فريقه البلوز أمام ميدلسبرة في البريميرليج، فوقف الحكم ويب واللاعبون بانتظار قدومه لإعلان بدء الشوط الثاني، وبعد عدّة دقائق، هرع اللاعب إلى أرض الملعب بمظهرٍ غريب…
إذ نسي رفع سرواله في خضمّ استعجاله ليلحق بالمباراة، بعدما اكتشف أنه تأخر كثيرًا في المرحاض! فما كان من الحكم المندهش إلا أن عاجله ببطاقة صفراء، وسط ضحكات جميع من كان في الملعب.
الحكاية الخامسة
الأشهر لدى "جينيس"!
القصة تعود إلى شهر أكتوبر من عام 2002، وقد حصلت في دوري مدغشقر خلال مباراة فريقي أديما وأولمبيك ليميرين، إذ ادّعى لاعبو ليميرين بأنهم تعرضوا لظلم تحكيمي أدى لهزيمتهم في المباراة السابقة، ليدخلوا مباراتهم مع أديما وقد بيتوا نية خبيثة، حيث تسابقوا على تسجيل الأهداف في مرماهم طيلة الـ90 دقيقة! لتنتهي المباراة بهزيمتهم بنتيجة 149 هدف مقابل لا شيء!
ورغم اعتراف لاعبي الفريق الخاسر ومدربه بالمهزلة، وإيقاع عقوبة الإيقاف عليهم لمدد وصلت إلى ثلاثة سنوات، إلا أن سجلات الفيفا وموسوعة جينيس مازالت تحتفظ بنتيجة تلك المباراة، باعتبارها الأكبر في تاريخ كرة القدم!