هل هناك علاقة مباشرة بين درجة النجاح والأعداد الحاقدة، أم أن سقف طموحات المصريين ارتفع بالدرجة التي أصبح لا تبهره الجوائز التي كان يحلم في يوم من الأيام أن يقترب منها أي مصري.
منذ أيام قليلة انتهى الدوري الإنجليزي، وتوج مانشستر سيتي به بعد صراع كبير مع ليفربول، حتى الدقائق الأخيرة من عمر المسابقة.
وعلى الجانب الآخر جاءت منافسة شرسة على لقب هداف الدوري الإنجليزي، بين محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطني وليفربول، وسون هيونج الكوري الجنوبي لاعب توتنهام، وهو الصراع الذي حسم بهاية الدوري أيضا.
قبل الجولة الأخيرة كان صلاح متربع على عرش صدارة هدافي الدوري الإنجليزي، برصيد 21 هدف ويأتي سون من بعده بـ20 هدف.
وأتيحت الفرصة لسون للتفوق على صلاح بعدما أصيب الفرعون المصري قبل ثلاث جولات من نهاية الدوري، ورجع في آخر مباراة ودخل بشكل بديل.
وأحرز سون هدفين في المباراة الأخيرة في الدوري أمام نورويتش سيتي ليتخطى صلاح بهدف وينفرد بصدارة هدافي الدوري، وهو الشيء الذي لم يقبله صلاح بعد دخوله بديلا في مباراته الأخيرة، وإحرازه هدف جعله يعود للصدراة برفقة سون، ويتوج الثنائي بالحذاء الذهبي.
استقبال تاريخي لسون
وبعد تتويج سون بالحذاء الذهبي أصبح أول كوري جنوبي وأسيوي يتوج بهذه الجائزة، لذا عندما عاد اللاعب لبلاده بعد انتهاء موسمه مع توتنهام، وجدنا استقبال حافل للاعب في المطار وكافة وسائل الإعلام في انتظار اللاعب، في لفته جعلت العالم يتحدث عن التقدير الكبير الذي ناله اللاعب بعد الإنجاز الذي حققه.
على الجانب الآخر صلاح حقق هذه الجائزة مرتين من قبل وخسر واحدة في الجولة الأخيرة من الدوري لصالح هاري كين قبل أن يتوج بها هذا الموسم، ليصبح أول لاعب مصري عربي إفريقي يتوج بجائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي في ثلاث مناسبات، في إنجاز تاريخي غير مسبوق.
وبعد هذا الإنجاز التاريخي لم نجد أي نوع من الاحتفاء بلاعبنا المصري، ووجدنا تقليل من إنجازه وحتى لم نجد بيان تهنئة لنجمنا الدولي من اتحاد الكرة المصري بعد فوزه بالجائزة.
وخلال السطور التالية سنرصد لكم بعض الإنجازات الفردية التي حققها محمد صلاح كأول لاعب مصري في التاريخ يقوم بها، ومنها إنجازات لم يقم بها أي لاعب سواء مصري أو عربي أو إفريقي.
جوائز صلاح الفردية
أفضل لاعب صاعد في قارة أفريقيا عام 2012 من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كاف، وذلك بعد قيادته مصر لربع نهائي أولمبياد لندن وانتقاله لبازل.
أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري عام 2013 مع بازل.
جائزة أفضل لاعب في الموسم مع روما عن موسم 2015-2016 بعد رحيله من تشيلسي.
وفي عام 2016، انضمت جائزة "جلوب سوكر" لأفضل لاعب عربي التي تشرف عليها رابطة الأندية الأوروبية إلى سلسلة جوائز محمد صلاح الفردية، بعد المستوى الرائع الذي قدمه في مسيرته مع فريق روما.
أفضل لاعب في قارة أفريقيا من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مرتين متتاليتين عامي 2017 و2018، ونفس الجائزة من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في عامي 2017 و2018 أيضاً.
وقبلها فاز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب عربي عام 2017 من قبل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، واختير كأفضل لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز عن موسم 2017-2018.
وجائزة أفضل لاعب في إنجلترا المقدمة من اتحاد كتاب كرة القدم للمرة الأولى موسم 2017-2018، قبل أن يحصدها هذا الموسم للمرة الثانية.
وفاز محمد صلاح بالحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي ثلاث مرات في موسمي 2017-2018 و2018-2019 و2021-2022، ونافس عليه بقوة الموسم الماضي عندما خسره بفارق هدف واحد خلف هاري كين هداف توتنهام.
وحصد محمد صلاح كذلك جائزة أفضل لاعب في إنجلترا المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، بتصويت الجماهير في 2018.
جوائز محمد صلاح تزينت بجائزة خاصة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث اختير هدفه في عام 2018 في مرمى إيفرتون في الدوري الإنجليزي كأفضل هدف في العام حينها، والتي تعرف باسم "جائزة بوشكاش".
واختير محمد صلاح لاعب العام في 2018 و2021 من قبل اتحاد مشجعي كرة القدم، وفاز بجائزة لوريوس العالمية للإلهام الرياضي في 2021.
جائزة القدم الذهبية عام 2021، والتي تقدمها إمارة موناكو الفرنسية للاعبين المميزين الذين تقل أعمارهم عن 28 عاماً اعترافاً بإنجازاتهم الرياضية على الصعيدين الفردي والجماعي.
واختير محمد صلاح كذلك في عام 2021 كأفضل لاعبي الدوري الإنجيلزي الممتاز من "بي بي سي"، وأفضل لاعبي قارة أفريقيا من الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء.
الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء أضاف كذلك إلى جوائز محمد صلاح جائزة جديدة، حيث اعتبره أفضل لاعبي أفريقيا في العقد الثاني من الألفية الثالثة (ما بين 2011 و2020).
وكانت مجلة "GQ" الأمريكية الشهيرة اختارت محمد صلاح كأفضل رجل في الشرق الأوسط عن عام 2019، كما فاز الفرعون بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبي كأس العالم للأندية في عام 2019.
كل هذة الجوائز الفردية، والتي وصلت إلى 26 جائزة يتمنى أي لاعب في العالم الحصول على واحدة فقط منها، وبعيدا عن التتويجات الجماعية التي شارك بها صلاح بقوة، وهي تحدث لأول مرة أيضا مع لاعب مصري.
نجد تجاهل أو تقليل بشكل غريب من لاعب أصبح ملهم للعالم كله، ولا يأخذ القدر الكافي من الاحترام الذي يستحقه، بالمقارنه بلاعبين آخرين، ويحققوا ما حققه صلاح منذ سنين، ونجد استقبال حافل لهم فور وصلهم بلدهم.
هنا السؤال هل صلاح رفع سقف طموحات المصريين لهذة الدرجة، أم أصبحنا نحن كارهين للناجح والنجاح؟