الجمعة 14 أغسطس 2020
06:09 م
رفض تدريب ريال مدريد في عمر 30 عامًا، وصنع التاريخ بعد ما يزيد قليلًا عن عامين من تلك الواقعة، عندما أصبح أصغر مدير فني في التاريخ، يقود فريقه للتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
يوليان ناجلسمان، مدرب فريق لايبزج الألماني، والذي قاد فريقه لتجاوز أتلتيكو مدريد الإسباني بهدفين مقابل هدف، يتأهب لمواجهة خاصة للغاية في الدور نصف النهائي، ليس فقط للفرصة الذهبية للظهور في نهائي البطولة القارية الأشهر على صعيد الأندية، لكن لأن تلك المواجهة ستجمعه بأحد أساتذته في التدريب.
ألماني آخر هو توماس توخيل المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان، نجح في إنهاء عقدة فريق العاصمة الفرنسية في دوري الأبطال، وقاده لنصف النهائي للمرة الأولى منذ 25 عامًا، بعد مواجهة درامية تأخر خلالها أمام أتالانتا الإيطالي حتى الدقيقة التسعين، قبل هدفين في الوقت القاتل رسما "سيناريو" جنوني جديد في البطولة الشهيرة.
برر المدرب الشاب الذي أتم 33 عامًا قبل أيام رفضه فرصة تاريخية لقيادة ريال مدريد بأن الوقت لم يكن مناسبًا لتلك الخطوة، حيث رأى ناجلسمان أنه في حاجة لمزيد من الخبرات قبل الإقدام على تلك الخطوة، وأثبتت الأيام أنه كان ناضجًا بما يكفي في مخططاته، حيث تولى تدريب لايبزج العام الماضي، ونجح في تأمين تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، إلى جانب مشوار مبهر في البطولة ذاتها خلال الموسم الحالي.
المدرب الذي اقتحم أجواء "بوندسليجا" في عمر 28 عامًا فقط حوّل القدر مسيرته من لاعب كان ليستمر في الملاعب حتى الآن، إلى أحد أصغر المدربين في تاريخ كرة القدم، بسبب إصابة قوية في الركبة أنهت مسيرته كلاعب في عمر 19 عامًا فقط، بعد تجربتين في صفوف ناشئي أوجسبورج وميونخ 1860.
كاد مشوار ناجلسمان المهني أن يتحول بعيدًا عن كرة القدم، عندما قرر دراسة "إدارة الأعمال" عقب انتهاء حلمه الكروي، لكنه حن إلى الساحرة المستديرة سريعًا، فترك إدارة الأعمال بعد أربعة فصول دراسية فقط، وقرر دراسة علوم الرياضة، حتى حصل على البكالوريوس.
" التدريب أكثر متعة من اللعب" هكذا صرح ناجلسمان عام 2013، مؤكدًا مدى الشغف الذي سيطر عليه فيما يتعلق بالتدريب، وأضاف في المقابلة ذاتها: "عندما تكون لاعبًا، ليس عليك سوى الذهاب للتدريب، لكن كمدرب، ستواصل العمل سواءً في التدريب أو بعد التدريب على التفاصيل المتعلقة بتحسين عمل الفريق."
بعدما لعب تحت قيادته في رديف أوجسبورج خلال موسم 2007/2008، كان للمدير الفني توماس توخيل دورًا كبيرًا في تحول مسار ناجلسمان عقب انتهاء مشواره الكروي، حيث استدعاه للعمل في جهازه الفني، ليبدأ مشوارًا حقيقيًا في عالم التدريب.
وفي عمر 25 عامًا فقط، انضم ناجلسمان إلى الجهاز الفني لفريق هوفنهايم، كما تولى قيادة فريق الشباب تحت 19 عامًا بالنادي، ولقبه الحارس الألماني المخضرم تيم فايسة في ذلك الوقت بـ "ميني مورينيو" نظرًا لأن المدرب البرتغالي الشهير أنهى مسيرته كلاعب في عمر مبكر أيضًا.
تميز المدرب الشاب بشكل واضح، وقاد فريق هوفنهايم الشاب لتحقيق لقب الدوري الألماني للشباب تحت 19 عامًا في موسم 2013/2014، ليحصل على فرصة تاريخية، بقيادة فريق هوفنهايم الأول عام 2016 في عمر 28 عامًا، ويصبح أصغر مدير فني في تاريخ بوندسليجا.
قبل تلك الفرصة، أكد ناجلسمان أن عقليته استثنائية بالفعل، عندما رفض فرصة مغرية لتدريب الفريق الرديف لبايرن ميونخ، معتبرًا أن تلك الخطوة لم تأت أيضًا في الوقت المناسب.
انطلاقة ناجلسمان كمدير فني بالمستوى الأول كانت مبهرة، حيث تولى قيادة الفريق في موقف صعب للغاية بجدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الألماني، لكنه نجح في تأمين موقفه، قبل مسيرة تاريخية في موسم 2016/2017 انتهت باحتلال هوفنهايم المركز الرابع في جدول ترتيب "بوندسليجا" وتأهله لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
تألق ناجلسمان دفع إدارة ناديه لتمديد تعاقده حتى عام 2021، لكن عقب نهاية موسم 2017/2018 أعلن هوفنهايم رسميًا أن مدربه الشاب سينتقل لتدريب لايبزج في الموسم التالي، وهو الموسم الذي شهد تحطيمه رقمًا تاريخيًا جديدًا، عندما فاز لايبزج على توتنهام هوتسبر الإنجليزي بقيادة جوزيه مورينيو، بنتيجة 4-0 في مجموع مواجهتي ذهاب وإياب دور الستة عشر، ليصبح أصغر مدير فني يحقق الانتصار في مواجهة بالأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا.