DPA
الخميس 7 ديسمبر 2017
07:23 م
أُسدل الستار أمس الأربعاء على مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي حفلت بالعديد من الأرقام القياسية التي ستظل محفورة في ذاكرة المسابقة القارية.
وفرض الدوري الانجليزي نفسه على فعاليات البطولة، عقب تأهل جميع ممثليه الخمسة إلى الأدوار الإقصائية للمسابقة، فيما حطم باريس سان جيرمان الفرنسي الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة خلال هذا الدور بالبطولة، وأضاف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رقما قياسيا آخر يضاف إلى سلسلة أرقامه القياسية في دوري الأبطال.
وبات رونالدو أول لاعب ينجح في هز الشباك في جميع المباريات الست التي خاضها فريقه ريال مدريد الإسباني بدور المجموعات، عقب تسجيله هدفا خلال فوز الفريق الملكي 3 / 2 على ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني أمس.
وحافظ رونالدو على صدارته لقائمة هدافي النسخة الحالية للبطولة، برصيد تسعة أهداف، كما عزز صدارته لقائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة، بعدما أصبح في جعبته 114 هدفا حتى الآن.
ورغم تألق رونالدو في البطولة، إلا أن ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 12 لقبا، عجز عن التربع على صدارة مجموعته في البطولة، ليكتفي بالحصول على المركز الثاني خلف فريق توتنهام هوتسبير الانجليزي، الذي كان أحد أربعة أندية انجليزية تصدرت مجموعاتها في المسابقة.
وتصدر كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول بالإضافة إلى توتنهام مجموعاتهم في الدور الأول، فيما احتل تشيلسي المركز الثاني في مجموعته، خلال رحلة الأندية الانجليزية الخمس نحو دور الستة عشر.
وبرهنت الكرة الانجليزية، التي كافحت خلال الأعوام الماضية، على عزمها الأكيد لاستعادة لقب البطولة، الذي غاب عن خزائنها منذ عام 2012، عندما توج تشيلسي بالبطولة.
وصرح يورجن كلوب مدرب ليفربول، الذي قاد فريقه السابق بوروسيا دورتموند الألماني للتأهل للمباراة النهائية في نسخة المسابقة عام 2013 ، "أن جميع الفرق التي تأهلت لدور الستة عشر تبدو قوية، ولكن في الحقيقة إن الكرة الانجليزية هي الأقوى بالفعل".
أضاف المدرب الألماني "لا أعلم لماذا لم تتوج الفرق الانجليزية بالبطولة في الأعوام الأخيرة، لا أعتقد أن هناك الكثير من الخيارات للفرق الانجليزية في الدور القادم، ولكنها أخبار جيدة لكرة القدم الانجليزية، التي يبدو أن تقبل على مستقبل مشرق، خاصة بعد فوز المنتخب الانجليزي ببطولتي كأس العالم للشباب والناشئين هذا العام".
وحققت الفرق الانجليزية 21 انتصارا خلال 30 مباراة خاضها بدور المجموعات، محققة فارق أهداف مذهل، حيث سجلت 80 هدفا واهتزت شباكها بـ26 هدفا فقط، لكن ذلك لم يمنع الإيطالي أنطونيو كونتي ،مدرب تشيلسي، من التحذير بأن هذا لا يعني أن أحد ممثلي الكرة الانجليزية سيتوج بالبطولة في شهر أيار/مايو المقبل.
وقال كونتي "ينبغي ألا ننسى أن الموسم الحالي يتسم بالصعوبة البالغة. يتعين عليك خوض الكثير من المباريات".
وأضاف "لهذا السبب، أعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك مشكلة للفوز بدوري الأبطال".
من جانبها، حققت الفرق الإسبانية 11 فوزا فقط من إجمالي 24 مباراة، غير أنها كانت كفيلة بتأهل ريال مدريد وبرشلونة وأشبيلية للأدوار الإقصائية، فيما ودع أتلتيكو مدريد البطولة مبكرا.
ولم يحقق ممثلو الكرة الألمانية الثلاث بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند، ولايبزج، الذي شارك في المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، سوى سبعة انتصارات فقط من إجمالي 18 مباراة، من بينها خمسة انتصارات لبايرن، الذي أصبح الممثل الوحيد لألمانيا في الأدوار الإقصائية.
ورغم إخفاق دورتموند في تحقيق أي انتصار في البطولة، وحصوله على نقطتين فقط في المجموعة الثامنة، إلا أنه حصل على المركز الثالث في ترتيب المجموعة المؤهل للدوري الأوروبي.
وحافظت فرق ليفربول وتوتنهام وبرشلونة وبشكتاش التركي على سجلاتها خالية من الهزائم في البطولة، فيما بلغ عدد الأهداف التي سجلت في دور المجموعات 306 أهداف، ويرجع الفضل في ذلك إلى القوة الهجومية المفرطة التي اتسم بها فريقا باريس سان جيرمان وليفربول.
وساهم خط هجوم سان جيرمان، الذي يقوده البرازيلي نيمار، أغلى لاعب في العالم حاليا، برفقة زميليه إدينسون كافاني وكيليان مبابي، في تسجيل 25 هدفا لفريق العاصمة الفرنسية، الذي امتلك أقوى خط هجوم في هذا الدور، متفوقا بفارق هدفين على أقرب ملاحقيه ليفربول.
وأصبح سان جيرمان أكثر فريق يسجل أهدافًا في دور المجموعات بالبطولة على مر التاريخ، بعدما حطم محطماً رقم دورتموند الألماني الذي سجل الموسم الماضي 21 هدفًا.
ورغم ذلك، فإن طريق الفرق المتصدرة نحو المضي قدما في البطولة ليس مفروشا بالورود، في ظل اصطدامها في دور الستة عشر بعدد من الأندية الكبرى، التي احتلت المركز الثاني في مجموعاتها مثل ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، بطل المسابقة عامي 1985 و1996، وبايرن ميونخ، الفائز باللقب خمس مرات.
ومن المقرر أن يتم تقسيم الأندية المتأهلة إلى تصنيفين، حيث يضم الأول متصدري المجموعات الثماني، فيما يضم الثاني الوصيف في كل مجموعة، ويشترط في هذا الدور ألا يلتقي فريقان من بلد واحد أو فريقان من نفس المجموعة، وهو ما يعني أن تشيلسي، سوف يصطدم بأي من فرق بشكتاش وبرشلونة وسان جيرمان.
وأخفق فريقا مانشستر سيتي وسان جيرمان في الحصول على العلامة الكاملة، بعدما خسرا في الجولة الأخيرة أمام شاختار دونتسيك الأوكراني وبايرن ميونخ على الترتيب.
وتكبد سيتي هزيمته الأولى في مختلف المسابقات هذا الموسم بخسارته 1 / 2 أمام شاختار، فيما خسر سان جيرمان 1 / 3 أمام مضيفه بايرن.
وبدا أن سيتي وسان جيرمان، المملوكان لرجال أعمال عرب، أبرز المرشحين للفوز بالبطولة هذا الموسم، غير أن نتائجهما أمس أظهرت أن بإمكان الفرق الأخرى التفوق عليهما، وإنهاء أحلامهما في الفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخهما.
وقال توماس مولر مهاجم بايرن ميونخ "يُزعم أن سان جيرمان يمتلك وصفة سحرية. بالطبع لديه لاعبين جيدين في الهجوم بالتأكيد، ولكن يتعين على البعض التريث وعدم المبالغة في مستوى الفرق الأخرى ".