الجمعة 16 ديسمبر 2011
05:22 م
اعداد – هاني عز الدين:
منذ تسعينات القرن الماضي وكرة القدم الأوروبية تقدم لنا مجموعة من أفضل المدربين وتشهد كل فترة من الفترات بزوغ نجم مدرب بعينه ومنهم من يخفت ومنهم من يبقى ويستمر بنجاحات واخفاقات لا تخلو منها مسيرة أي مدرب.
واذا تحدثنا عن أبرز صراعات المدربين الاوروبين الكبار سنجد مواجهة نهائي دوري الأبطال الاوروبي الشهيرة بين فابيو كابيللو ويوهان كرويف في 1994 مرورا بمواجهات كابيللو مع مارشيلو ليبي في الدوري الإيطالي مرورا بالسير اليكس فيرجسون وصراعه اللا منتهي مع ارسين فينجر ثم فيرجسون نفسه وتفوقه على ليبي.
وبعدها يظهر البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان اول من يتفوق تماما على كلاً من السير وفينجر ثم اخيرا إلى جوسيبي جوارديولا مدرب برشلونة الذي لم يقهره إلى الآن أي مدرب.
جوزيه مورينيو وجوسيبي جوارديولا يمثلان حاليا افضل ثنائي تدريبي على وجه الارض حيث يقودا أقوى فريقين بالعالم وصراعات برشلونة-ريال مدريد الأبدية تعطي نكهة أكبر لصراع الثنائي.
فلو كان مدرب مثل كابيللو لم يقود الريال الا بعد رحيل كرويف فأن القدر شاء أن يلتقي البارسا والريال في عهد مورينيو وجوارديولا وهو مثل كلاسيكو تشيلسي ومانشستر يونايتد في عهد مورينيو وفيرجسون.
واذا تطرقنا للصراعات الثنائية بين المدربين الاوروبين وبالتحديد فيرجسون ومورينيو وجوارديولا وفابيو كابيللو ومارشيللو ليبي وجوسيبي جوارديولا ويوهان كرويف واوتمار هيتسفيلد وفيسنتي ديل بوسكي سنجد الكثير من الحقائق نسردها على 3 اجزاء:
مورينيو وجوارديولا
تتميز مواجهات جوسيب جوارديولا مدرب برشلونة ونظيره البرتغالي جوزيه مورينيو بطابع الصداقة القديمة التي قد نراها في صور الاثنين معا خلال منتصف تسعينات القرن الفائت بين المترجم البرتغالي ولاعب الوسط في برشلونة في عهد بوبي روبسون ولويس فان جال اللذان لم يصلا لمستوى أياً منهما او لنصف انجازاتهما خلال مسيرتهما التدريبية الطويلة التي تفوق تسع سنوات تدريب للسبيشيال وان و3 لبيب الهادىء.
وجود الثنائي معا في برشلونة لم يحقق لهما أي نجاح أوروبي بل وصل الأمر بهما بالخروج خلال دور المجموعات لدوري الابطال الاوروبي امام مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ في بطولة 1999 التي اقيمت مباراتها النهائية بملعب الكامب نو.
المواجهة الاولى بين مورينيو وبيب كانت في 2009 وبالتحديد في افتتاح مباريات دور المجموعات لدوري الابطال الاوروبي بين حامل اللقب برشلونة وإنترناسيونالي في الجوسيبي بميتزا وحسم التعادل النتيجة ثم لم يجد البارسا أي صعوبة في الجولة الخامسة في الفوز 2-0.
ثم حدث التحول في نصف نهائي البطولة ذاتها فالفريق الذي خسر 2-0 بسهولة في دوري المجموعات نجح في اخراج تشيلسي والفوز عليه ذهابا ايابا ثم الفوز ذهابا اياباً أيضاً في ربع النهائي على سسكا موسكو بينما كان البارسا يواصل طريقه نحو بطولته المفضلة.
وجاء فوز مورينيو 3-2 في مجموعة المباراتين ليطفي سمة الندية على منافساته مع بيب ليتعاقد معه ريال مدريد لأنه الوحيد الذي هزم عقدة بيب التي لا يزال الملكيين إلى هذه اللحظة يعانون منها رغم التعاقد مع مورينيو منذ موسم ونصف.
البداية مع جوارديولا في الكلاسيكو كانت –ولا تزال – كارثية فبرشلونة فاز 5-0 ليس هذا فقط بل حقق دوري الابطال الاوروبي متخطيا لاعبي مورينيو في نصف النهائي 3-1 ثم 5-4 في السوبر الاسباني و3-1 في ملعب البيرنابيو في الدوري.
مورينيو الذي لم يخسر الا مرة وحيدة على ارض الملعب امام فيرجسون خلال 3 سنوات في تشيلسي خسر امام جوارديولا في موسم ونصف اربع مرات ولم يفز الا مرة ويبدو ان الادوار تتغير.
ليس هذا فحسب فكمين الحرب النفسية الذي يعتبر فيرجسون أحد اباطرته على مستوى العالم كان مباراة من شوط واحد لصالح مورينيو سواء على فيرجسون او فينجر اما امام جوارديولا فالحروب كلها تنتهي لصالح أبناء كتالونيا في النهاية.
كرويف وكابيللو
سيبقى لقاء برشلونة وإيه سي ميلان بنهائي اثينا 1994 لدوري الابطال الاوروبي أحد اشهر النهائيات في تاريخ دوري الابطال الاوروبي وثاني اشهر نهائي في التسعينات عقب نهائي 1999 بين بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد بالكامب نو.
صراع كابيللو وكرويف وقتها كان يشبه لحد كبير جداً مواجهة بيب والمو مع الاختلاف بين شخصيتي كرويف وجوارديولا من جانب والتعامل النفسي لكابيللو ومورينيو من جانب آخر فاستفزاز مورينيو ليس ظاهراً في كابيللو بقدر ما يوجد الحسم في التعامل مع لاعبيه انفسهم.
وهو الأمر الذي اذا تطرقنا لتطبيقه مع مورينيو سنجد أنه حاسم للغاية مع أي شخص يتحدث عن فريقه وربما يكون أقل حسماً مع لاعبيه اذا ما شاهدنا تصرفات مواطنه بيبي التي تتسم بالعنف خاصة في مواجهات الكلاسيكو والتي كان لها دوراً كبيراً في الخروج الأوروبي في 2011 امام برشلونة عقب طرده.
اما اختلاف جوارديولا وكرويف هو اختلاف الغرور والثقة فالاول واثق لكن لا يتهاون ولن تجد البارسا في عهد خسر هذا المدرب امام اي فريق من المستوى الأول الا امام الإنتر في مواجهة 2010 ذات الظروف الخاصة للكتالان سواء بالنسبة لظروف الطيران الصعبة التي تعرض لها الفريق او بالدفاع المستميت للاعبي مورينيو على مدار اللقاء اما كرويف فرغم نجاحاته العديدة مع الفريق في اربع سنوات خرافية في رقم قياسي لم يكسر إلى الآن فأن له ارقام سيئة تتمثل في الخسارة 5-0 من ريال مدريد في يناير 1995 والخسارة 4-0 امام ميلان وخسارة نهائي كأس اوروبا للاندية ابطال الكئوس في 1991.
نهائي 1994 كان بين البارسا فريق الاحلام وبطل الليجا من 1991 إلى 1994 وبطل اوروبا في 1992 والمرشح الاول للتتويج وميلان بطل ايطاليا من 1992 إلى 1994 في عهد الاسطورة كابيللو.
ونجح يومها الميلان في سحق البارسا 4-0 على عكس التوقعات لتصبح ثالث بطولة اوروبية للروسونيري في خلال ست سنوات.
انضم الي صفحة ياللاكورة الرسمية علي الفيس بوك
تابع أخبار ياللاكورة على تويتر