الأحد 11 أكتوبر 2020
05:36 م
أصبحت المستويات التي يقدمها الفرنسي أنتوان جريزمان لاعب فريق برشلونة الإسباني تمثل لغزًا كبيرًا، منذ انضمامه لصفوف الفريق في صفقة تاريخية خلال صيف 2019، خاصة مع مواصلته التألق بقميص منتخب بلاده.
ودفع النادي الكتالوني 120 مليون يورو، مقابل الفوز بخدمات جريزمان من صفوف أتلتيكو مدريد، مثلت قيمة الشرط الجزائي في تعاقده مع نادي العاصمة الإسبانية، وانتقل اللاعب إلى برشلونة بطموحات كبيرة للغاية، بعد تألق ملفت، جعله أحد أبرز اللاعبين في صفوف أتلتيكو مدريد، وكذلك المنتخب الفرنسي.
سجل جريزمان 15 هدفًا في موسمه الأول بقميص برشلونة، بينها 9 أهداف في دوري الدرجة الأولى الإسباني، كما سجل هدفين فقط في مشواره فريقه في دوري أبطال أوروبا، تحت قيادة مدربين هما إرنستو فالفيردي وكيكي سيتيين، كما بدأ الموسم الحالي بصورة لم تختلف كثيرًا، تحت قيادة المدير الفني الهولندي رونالد كومان.
وخطف الصاعد أنسو فاتي الذي لم يتجاوز 17 عامًا الأضواء في خط هجوم برشلونة خلال الموسم الحالي، بعدما سجل ثلاثة أهداف وصنع هدفًا في انطلاقة فريقه بدوري الدرجة الأولى الإسباني، وهو ما أهله للفوز بجائزة لاعب الشهر في الـ "ليجا".
كما أغلق تفضيل كومان إشراك ميسي في مركز المهاجم الصريح الباب تمامًا أمام جريزمان للوصول إلى مناطقه المفضلة، خاصة في ظل المستويات المتميزة التي يقدمها البرازيلي كوتينيو في وسط الملعب، منذ عودته إلى برشلونة عقب فترة إعارة بقميص بايرن ميونخ، وهو ما يجعل المدرب الهولندي لا يحتاج لجريزمان في مهام صناعة اللعب، مما حصره في دور الجناح.
التناقض الواضح بين مستويات جريزمان مع منتخب بلاده الشهير بـ "الديوك" ومستوياته مع برشلونة فتح بابًا للجدال، بين وجهتي نظرت، تمثلت الأولى في عدم نجاح اللاعب بالتأقلم مع الأجواء الكتالونية، بينما تمثلت الأخرى في عدم استخدامه بالشكل الأمثل في تشكيل برشلونة.
وساهم جريزمان بشكل مباشر في تسعة أهداف خلال تسع مباريات خاضها مع المنتخب الفرنسي، منذ انضمامه إلى صفوف برشلونة، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع ستة، خلال ثماني مباريات رسمية متتالية، ومواجهة ودية سجل خلالها هدفًا أمام المنتخب الأوكراني في السابع من شهر أكتوبر الجاري.
ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي وضع يده على أبرز المشكلات التي يعاني منها جريزمان في برشلونة، حيث أشار إلى أن مشاركة النجم الفرنسي في مركز الجناح مع الفريق الكتالوني تحد كثيرًا من إمكانياته.
وقال ديشان في تصريحات إعلامية قبل أيام: "بالنسبة لي يكون جريزمان فعالًا بشكل أكبر عندما يشارك في قلب الملعب، في ذلك المركز يلمس الكرة كثيرًا، لديه الإمكانيات لمساعدة خط الوسط أيضًا."
وأضاف المدير الفني الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم 2018: "جريزمان ليس من نوعية اللاعبين القادرين على الركض بالكرة وتجاوز المنافسين في الأجنحة، جريزمان يحتاج لأن يلمس الكرة كثيرًا، كما أنه ذكي للغاية في تحركاته."
جريزمان لم يشارك في مركز الجناح سوى في مباراة وحيدة خلال الشهور المباريات الأخيرة بالقميص الفرنسي، بينما لعب باستمرار في مركزه المفضل كمهاجم متأخر، وشارك في بعض المواجهات كصانع لعب.
المواجهة الرسمية الأخيرة التي لعبها جريزمان بقميص المنتخب الفرنسي، كانت أمام نظيره الكرواتي في الثامن من شهر سبتمبر الماضي، ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية، ودفع به ديشان كصانع لعب خلف المهاجمين أنتوني مارسيال ووسام بن يدر.
تألق جريزمان بشكل ملفت، وسجل هدفًا وصنع آخر، وقاد أبطال العالم لفوز عريض بأربعة أهداف مقابل هدفين، لكن ذلك الظهور الملفت تبعه ظهور شاحب معتاد في برشلونة.
معاناة جريزمان في برشلونة لم تتوقف فقط على عدم المشاركة في مركزه المفضل، بل زادت بـ "ارتباك" فني واضح حاصره، بعدما شارك في خمس مراكز مختلفة خلال الموسم الماضي، كان أبرزها الجناح الأيسر، قبل التحول للجناح الأيمن في الموسم الحالي.
وتلخص الأرقام تصريحات ديشان، حيث بلغ متوسط عدد مرات لمس جريزمان للكرة خلال الموسم الماضي 41.5 مرة/ مباراة، مقابل 52.4 مرة/ مباراة في موسمه الأخير بقميص أتلتيكو مدريد، الذي شارك خلاله في مركزه المعتاد كمهاجم متأخر تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني، وعلى الصعيد الدولي لمس جريزمان الكرة بشكل يفوق كثيرًا ما يحدث مع برشلونة، حيث بلغ المتوسط 55.5 مرة/ مباراة خلال منافسات دوري الأمم الأوروبية.
وسجل جريزمان 15 هدفًا وصنع 9 أهداف في آخر مواسمه بقميص فريق العاصمة الإسبانية، كما سجل 19 هدفًا وصنع 9 أهداف في موسم 2017/2018.
وعلى الصعيد الدولي تقدم جريزمان إلى المركز الخامس في جدول ترتيب الهدافين التاريخيين للمنتخب الفرنسي، حيث تجاوز زين الدين زيدان بهدفيه في شباك أوكرانيا، ورفع رصيده إلى 32 هدفًا، بفارق هدفين فقط خلف ديفيد تريزيجيه صاحب المركز الرابع.