الثلاثاء 30 أبريل 2019
08:20 م
مازال الغموض يُسيطر على مصير مسابقة كأس مصر لموسم 2018/2019 في مصر، رغم تأكيدات مسؤولي اتحاد الكرة، أن الكأس ستقام، فهي البطولة التي يمتلك اتحاد الكرة حقوق تسويقها بشكل مباشر، في حين تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، بإقتراب ختام الموسم بمباريات نهائي الكؤوس هناك.
يوم الإثنين 29 من شهر إبريل، أقيمت نهائي كأس رئيس دولة الإمارات، بين فريقي شباب الأهلي دبي والظفرة، وتوج شباب الأهلي باللقب للمرة التاسعة في تاريخه بعد الفوز بهدفين لهدف في لقاء أقيم بملعب استاد هزاع بن زايد بمدينة العين.
خبر سار تلقاه مسؤولي الناديين أثناء المباراة، وتم الإعلان عنه في الدقائق الأخيرة من شوط المباراة الأول، بأنه بعد توجيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تم رفع جائزة بطل كأس رئيس الدولة إلى 10 ملايين درهم بدلاً من 5 ملايين، وجائزة الوصيف إلى 5 ملايين بدلاً من مليونين.
وإذا كنت من متابعي أحداث كرة القدم الإماراتية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي عبر حسابات الأندية أو القنوات الفضائية هناك، ستجد أن نهائي كأس رئيس الدولة، كان أشبه بكرنفال احتفالي، شهد العديد من الفقرات الترفيهية للحضور الجماهيري، فضلا عن النقل التلفزيوني المميز كما هي العادة هناك.
وتحت عنوان "الكأس الأغلى"، تستعد المملكة العربية السعودية، لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بين اتحاد جدة والتعاون بملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، بعدما تم الإعلان عن يوم الخميس موعدا للمباراة، وبدء طرح التذاكر اليوم الثلاثاء.
لا حديث في السعودية إلا عن ترتيبات نهائي كأس الملك، تغطيات استثنائية، تقارير من جميع أنحاء العالم حول النهائي المنتظر، أفلام وثائقية وتاريخية عن البطولة، حملات للترويج لاستقطاب الجماهير من كل مكان للاستمتاع بالنهائي المرتقب.
ومن المنتظر أن يحصل الفائز بلقب كأس الملك على مبلغ وقدره 10 ملايين ريال سعودي، بينما يحصل الوصيف على جائزة مالية قدرها 5 ملايين ريال سعودي، إلا لو حدثت مفاجأة سارة وتم الإعلان عن رفع القيمة المالية للجوائز.
وبالعودة للواقع هنا في الكرة المصرية، نجد أن بطولة كأس مصر "التاريخية" تراجعت بسنوات ضوئية أمام الكؤوس الخليجية سواء في السعودية أو الإمارات، رغم الريادة المصرية، فكأس مصر انطلقت عام 1921، في حين ظهرت كأس الملك في السعودية عام 1957، وبدأت مسابقة كأس رئيس دولة الإمارات عام 1974.
لو نظرنا للجوائز المالية، فلا يوجد أي مقارنة، فبطل كأس مصر الموسم الماضي، حصل على جائزة مالية وقدرها مليون ونصف المليون جنيه، ووفقا لما علمه "يلا كورة" من مصدر في اتحاد الكرة، أن بطل كأس مصر الموسم الحالي من المنتظر أن يحصل على جائزة قدرها 2 مليون جنيه مصري.
أما على صعيد الترتيب والتنظيم، فالبطولة مازالت تعاني من عدم انتظام جدولها، في السنوات الأخيرة هناك تفاوت في المواعيد بسبب المواسم الاستثنائية التي تمر على الكرة المصرية، على سبيل المثال، الموسم الحالي، هناك مباراة لم تقام في دور الـ16، بينما هناك من حجز مقعده في دور نصف النهائي.
بينما تتسابق إدارة كرة القدم في السعودية والإمارات لخلق أجواء احتفالية وعمل كل ما يلزم بالملاعب التي تستضيف الحدث من أجل توفير كل ما يلزم لجذب المشجع لأرض الملعب، فهو "صاحب الفرح" والذي من أجله تُلعب كرة القدم، سواء عن طريق الخدمات أو الجوائز، نجد في مصر نهائيات للكأس الأقدم تقام بحضور جماهيري محدود للغاية، دون أي مظاهر تعطيك شعور بالحدث.
الجوائز المالية، هي دائما تكون حافزا للأندية التي تشارك في البطولة، بالطبع التتويج بأي لقب هو الهدف الأسمى لأي ناد، لكن قيمة الجائزة المالية، تعكس قيمة المسابقة والأندية التي تشارك فيها، فالأندية المصرية تصرف أموالا طائلة، وحقوق رعاية البطولات في مصر بملايين الجنيهات، فكيف تكون جائزة بطل كأس تاريخية مثل مصر لا تتجاوز الـ120 ألف دولار ما يعادل راتب شهر للأجهزة الفنية بأندية القمة.
أما من الناحية المعنوية والتسويقية، لم يعد المشجع المصري أو حتى المتابع العربي يشعر بحدث مثل نهائي كأس مصر، إلا يوم المباراة، فمع غياب الجماهير عن المدرجات، وعدم إقامته بملعب استاد القاهرة كما كان معتادا عبر التاريخ، جعل النهائي مجرد "مباراة" لكرة القدم في المسابقة المصرية، عكس ما يحدث بجوارك، فأنت تشعر قبل النهائي بأيام، بأن هناك حدثا ينتظره الجميع.
لمتابعة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا