بين توقعات اللجنة الأولمبية والواقع.. الجندي وسارة ينقذان الرياضة المصرية من فضيحة الـ 1% في باريس

شهدت دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 إحباطًا كبيرًا للجماهير المصرية، بعدما حصد أبناء الفراعنة 3 ميداليات فقط، بينهم اثنين في اليوم قبل الأخير من الأولمبياد، رغم مشاركة البعثة الأكبر في تاريخ مصر بالمنافسات.

وبالنظر إلى الإحصائيات الخاصة بمشاركة مصر في أولمبياد باريس، نجد أن اللجنة الأولمبية في تصريحاتها الرسمية أكدت على توقعها حصد من 7 إلى 11 ميدالية، أي بمتوسط 9 ميداليات.

وفي المقابل انتهى الأمر بحصد أبطال مصر لثلاث ميداليات فقط لمحمد السيد وسارة سمير وأحمد الجندي، أي بنسبة 33% فقط من المتوقع تحقيقه، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول توقعات مسؤولي الرياضة المصرية بشأن المشاركة الأولمبية.

ياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية تحدث في تصريحات عبر قناة صدى البلد قائلًا: "توقعنا في عدد الميداليات؟ أولًا لعبنا على 4 مراكز لتحديد المركز الثالث والرابع، المصنف الأول في السلاح خاضها واحتل المركز الرابع، وكذلك المصارعين عبد اللطيف منيع ومحمد علي جبر".

وبالنظر إلى هذه التصريحات نجد أنه حتى حال فوز اللاعبين الثلاثة بالإضافة لمنتخب كرة القدم، كانت مصر ستحصل على 7 ميداليات فقط، وهو الحد الأدنى المتوقع، رغم وجود عدة لاعبين مصريين مميزين في الألعاب الفردية والجماعية، كان من المنتظر تحقيقهم نتائج أفضل مثل: منتخب كرة اليد، سيف عيسى، عزمي محيلبة ومحمد حمزة.

ويذكر أيضًا أن مصر شاركت في 25 لعبة مختلفة، ولم تنافس على تحقيق ميدالية بشكل واضح سوى في 5 ألعاب فقط، وهي: السلاح، المصارعة، رفع الأثقال، الخماسي الحديث وكرة القدم، أي بنسبة 20% من الألعاب التي شارك فيها الفراعنة بالأولمبياد.

ونجح 29 لاعبًا في المنافسة على ميداليات من أصل 164 في بعثة مصر للأولمبياد، مع الوضع في الاعتبار أن من بينهم 22 لاعبًا يمثلون منتخب كرة القدم وليس لعبة فردية.

وهذه الإحصائيات تعني أن 18% فقط تقريبًا من البعثة المصرية قد نافس على ميدالية بشكل واضح، بفضل انتصاره في عدة مباريات أو تأهله من التصفيات أو نتائجه مقارنة بمنافسيه، جعلته يتواجد في المباريات أو المنافسات الخاصة بحصد الميداليات، وليس مجرد "المشاركة المشرفة فقط".

الأمر الأكثر سوءًا هو أنه حتى اليوم قبل الأخير من المنافسات كانت الرياضة المصرية مهددة بالخروج بفضيحة تاريخية من الأولمبياد، حيث لم نحصد سوى ميدالية واحدة من بين 164 لاعبًا، أي بنسبة 0.6%، مما يعني أنه لولا إنجاز سارة سميرة وأحمد الجندي كانت ستخرج البعثة المصرية من دورة الألعاب الأولمبية بنسبة أقل من 1% على صعيد الميداليات مقارنة بالعدد التاريخي المشارك.

ميداليتا أحمد الجندي وسارة سمير صعدتا بمصر نحو المركز الثالث عربيًا والخامس بين الدول الإفريقية في نسخة باريس 2024، لينقذ الثنائي أبناء الفراعنة من تكرار كارثة نسخة بكين 2008، التي خرجت منها مصر بميدالية وحيدة في ذلك الوقت.