"لست فخورًا بتلك العرقلة، لكنني شعرت بأن هذا ما كان يجب علي أن أفعله لمساعدة فريقي، اعتذرت لموراتا بعد المواجهة، كانت تلك الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها إيقاف لاعب سريع للغاية مثله" هكذا جاءت تصريحات لاعب خط وسط ريال مدريد الصاعد فريدريكو فالفيردي، بعدما أصبح بطلًا لمواجهة فريقه أمام أتلتيكو مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني بالمملكة العربية السعودية.
فالفيردي لم يتصدر المشهد في البطولة التي تقام للمرة الأولى في تاريخها بمشاركة أربعة فرق بسبب تألقه خلال مواجهتي فريقه، وبالتحديد المواجهة النهائية المثيرة التي انتهت لمصلحة الفريق الملكي بركلات الترجيح بعد انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بدون أهداف، لكن بسبب لقطة ستصبح علامة في تاريخ ديربي مدريد لسنوات طويلة، بعدما قرر اللاعب الأوروجواياني عرقلة الإسباني ألفارو موراتا مهاجم أتلتيكو مدريد، لحرمانه من تسجيل هدف قاتل قبل دقائق قليلة من نهاية اللقاء.
بعد امتداد المواجهة لوقت إضافي، وفي الدقيقة 115، أخطأ داني كارفخال ظهير ريال مدريد في تمرير الكرة بوسط الملعب، ليتسبب في هجمة مرتدة لأتلتيكو، نُفذت بسرعة معتادة لفريق المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني، لينطلق موراتا وحيدًا نحو البلجيكي تيبو كورتوا حارس ريال مدريد، لكن في قرار لم يستغرق لحظة في ذهن فالفيردي، قام بعرقلة موراتا من الخلف قبل وصوله إلى منطقة جزاء ريال مدريد، ليقرر خوسيه مارتينيز حكم المواجهة على الفور إشهار البطاقة الحمراء في وجه فالفيردي.
مشادات قوية تسببت بها الواقعة بين لاعبي الفريقين، إلا أن سيميوني نفسه فاجأ الجميع بتحية فالفيردي عقب خروجه من أرض الملعب، في تأكيد واضح على أنه أحد أشد مناصري مبدأ "البراجماتية" الفلسفي الشهير، الذي يتبنى العملية البحتة للوصول إلى الأهداف، قبل أن يفوز ريال مدريد بركلات الترجيح، ويُتوج باللقب بفضل "فرصة العمر" التي منحها فالفيردي لزملائه.
لقطة فالفيردي أثارت جدالات لم تنته بين محبي كرة القدم حول العالم، ما بين فئة اعتبرت ما فعله اللاعب الشاب عملًا غير أخلاقي، نال من نزاهة تتويج ريال مدريد بالبطولة المحلية، وفئة أخرى اعتبرت اللاعب بطلًا للمواجهة وللتتويج.
فالفيردي لم يكن وحده من ترك قلبه خارج الملعب، متجاهلًا الأفكار الرومانسية في عالم كرة القدم، حيث سبقه مواطنه لويس سواريز مهاجم فريق برشلونة الحالي، والذي منح منتخب بلاده إنجازًا تاريخيًا، بالتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم بعد غياب دام 40 عامًا.
قدم المنتخب الغاني مشوارًا تاريخيًا في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وكان قريبًا للغاية من أن يصبح أول منتخب أفريقي يقتحم المربع الذهبي المونديالي، إلا أن تصرفًا خلا من العاطفية، أفسد الحلم الأفريقي، ومنح أوروجواي قبلة الحياة، ليتأهل منتخبها إلى الدور نصف النهائي.
في الدقيقة الأخيرة من عمر الوقت الإضافي في مواجهة الدور ربع النهائي بين المنتخبين، بعد انتهاء الوقت الأصلي بهدف لكل منهما، سدد البديل دومينيك أدياه كرة رأسية بعد ارتباك دفاعي في منطقة جزاء أوروجواي، ليمنعها سواريز بيده من تجاوز خط المرمى، وينال على الفور بطاقة حمراء، ومنح البرتغالي جوزيه كاردينال حكم المواجهة ركلة جزاء لمصلحة المنتخب الغاني، سددها جيان أسامواه برعونة لترتد من العارضة، ليهدر فرصة تاريخية لم يمنحه القدر رفاهية لتعويضها، حيث خسر منتخب بلاده بركلات الترجيح، ليغادر البطولة.
تصرف سواريز جاء بعد 8 سنوات من تصرف المصري شادي محمد مدافع الأهلي، والذي طار كحراس المرمى لينقذ فريقه من هدف مؤكد، خلال مواجهة مثيرة أمام الإسماعيلي بالدوري المصري الممتاز في موسم 2001/2002 يعتبرها كثيرون الأجمل في تاريخ الكرة المصرية.
تقدم الأهلي حتى اللحظات الأخيرة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، قبل أن يقرر شادي محمد أن يمنح الأهلي فرصة أخرى للفوز بالمباراة على طريقته الخاصة، لكن القدر لم يرحم فريقه في تلك المرة، وسجل عطية صابر ركلة الجزاء بنجاح، لتنتهي المواجهة بأربعة أهداف لكل فريق.
كأس فالفيردي لم تكن الأولى التي يذقها أتلتيكو مدريد من جاره في المواجهات النهائية، حيث كان سيرخيو راموس مدافع الفريق الملكي وقائده بطلًا لمشهد مشابه، في نهائي دوري أبطال أوروبا بين الفريقين عام 2016.
بعد نهائي أسطوري بين الفريقين كان بطله راموس نفسه عام 2014، تقابل قطبا العاصمة الإسبانية مجددًا في نهائي البطولة القارية عام 2016 واقترب الوقت الأصلي للمواجهة من الانتهاء بدون أهداف.
وفي اللحظات الأخيرة من عمر المواجهة، انطلق البلجيكي يانيك كاراسكو لاعب أتلتيكو مدريد بهجمة مرتدة، وكان تمريره الكرة لأحد زميليه فيرناندو توريس وأنتوان جريزمان يعني خلق فرصة شبه مؤكدة لتسجيل هدف قاتل يمنح أتلتيكو اللقب الأوروبي.
قرر راموس سريعًا أن يتدخل على طريقته الخاصة، وقام بعرقلة كاراسكو من الخلف ليوقف الهجمة، لكن الإنجليزي مارك كلاتنبرج حكم المباراة اكتفى بمنح راموس بطاقة صفراء، بفضل أن اللعبة كانت في منتصف الملعب، ولم يكن كاراسكو آخر اللاعبين باتجاه مرمى ريال مدريد.
استغل زملاء راموس أيضًا فرصة قائدهم، حيث انتهى الوقت الإضافي بدون أهداف، ليتجه الفريقان نحو ركلات ترجيح حسمها ريال مدريد ليفوز مجددًا باللقب.