الثلاثاء 27 أغسطس 2019
12:18 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
رحلة اليوم ستكون داخل العقول التي تقود الفرق الإيطالية رغم مرور جولة وحيدة إلا أنها كانت مليئة بالمفاجأت خاصة مع وجود أسماء قادرة علي عمل ندية حقيقية مع زعيم الكرة الإيطالية محليا والمسيطر عليها طيلة سنوات متصلة لدرجة جعلت من الجميع يردد بأن السيري أ محسوم مقدما لليوفي من شهر سبتمبر ويتم الاعلان عن ذلك في فبراير .
كرة القدم مراحل ..ليس فقط فنيا داخل ارض الملعب ولكن أيضا إداريا فإختيار المدرب الذي يستطيع زرع أشياء معينة وإيقاظ روح التنافس داخل نادي بطل أمر يأتي قبل الحلم بالتتويج ، الأهم هو حسن الإختيار منذ البداية .. لنأخذ مثلا .
سباليتي في روما منذ 4 سنوات عندما عاد بعد رودري الفرنسي الذي فشل بعناصره الموجوده في 4-3-3 بالمنافسة الجدية مع يوفنتوس ..عاد لوشيانو ليقدم 3-4-3 كأساس ثم عاد لعد إتقان لاعبيه لهذا الدور بعد ذلك إلي 4-3-3 وهو ما أهله للمنافسة لكن روما بالأساس ليس فريقا يحلم بالفوز بالسيري أ قدر حلمه بأن يفوز بديربي روما أمام لاتسيو .
الان انطونيو كونتي هو مشروع إدارة النيراتزوري .. كونتي دوما كنت أتحدث عنه بأنه أخر مدربي كلاس A بمعني يأتي في أخر الترتيب ولكنه قادر علي بداية مشروع عودة المنافسة علي الألقاب محليا ولا تطمح منه في أكثر من ذلك .
قبل فترة كان الجميع يتطلع إلي اللعب 4-2-3-1 او 4-3-3 ولكن يبدو أن الكرة الإيطالية ستظهر الأن بشكل مختلف .
صحيح أن المدربين في الأعوام الماضية حاولوا اللعب بطريقة 3-5-2 ومشتقاتها وكنت أري أن أبرزهم هو سيميوني إنزاجي مع لاتسيو ولكن بداية هذا الموسم ومع عودة كونتي للدوري الإيطالي وإستمرار جاسبريني مع أتلاتنا من الموسم الماضي ب 3-4-2-1 وهو ما ناديت به منذ عده مواسم في أحد البرامج أن الفرق التي تريد أن تعيد نفسها للواجهة وهي لا تملك أدوات فنية ومالية كثيرة أن تعتمد علي هذه الطريقة .
صدق أو لا تصدق طريقة 3-5-2 بمشتقاتها وأعني 3-4-2-1 أو 3-4-1-2 هي الأكثر إستخداما في الجولة الأولي للسيري أ ، ثمانية فرق من البطولة الإيطالية إستخدمت تلك الطريقة .
المفاجأة الغريبة أنه لم يخسر فريق لعب بهذه الطريقة أمام طريقة أخري بمعني أن الانتر واتلاتنا وتورينو ولاتسيو واودينزي فازوا ب (3-5-2 ومشتقاتها ) فيما تعادل فيرونا وجنوه والخسارة الوحيدة كانت ل سبال الذي يلعب ب 3-5-2 ولكن كانت امام فريق يلعب بنفس الطريقة 3-4-1-2 وهو اتلانتا .
الجزء ليس خاصا ب 3-5-2 وحدها ولكن إمتد التأثير إلي تغير الاعتماد علي رأسي حربة بدلا من رأس حربة وحيد وهنا ستبرز خطة 4-3-1-2
ثاني أكثر الخطط إستخداما لأربعة فرق التي تعتمد علي ثنائي هجومي في المقدمة في محاولة حثيثة لإستخدام اللعب المباشر وإستغلال الكرات العرضية أو سحب أكبر قدر ممكن من المنافسين لعمق منطقة الجزاء وإستخدام سلاح التسديد من الخارج .
وجه التشابه بين 4-3-1-2 و 3-5-2 ومشتقاتها أنها أعطت فرص أكبر لظهيري الجنب سواء في الأولي بالإعتماد علي ثلاثي مرتكز في خط الوسط دفاعيا أو في الثانية بأنها أوكلت لتلك المهمة لثلاثي خط الدفاع وهو ما إستلزم تواجد ثنائي في المقدمة أو حتي بتواجد لاعب لاعب خلفه إثنين متحركين .
4-3-3 كانت ثالث اكثر الخطط إستخداما مع اربعة فرق نال منها ثلاثة الهزيمة والوحيد الذي تفوق كان اليوفنتوس الذي لم يلجأ للشكل التقليدي في 4-3-3 .
أما خطة 4-2-3-1 فكانت من نصيب ثلاثة فرق فقط( تعادل فيهم روما وبولونيا أمام منافسيهم وخسر ليتشي امام الانتر ) ولعب أنشيلوتي مع نابولي بطريقة 4-4-1-1 بعيد عن الشكل التقليدي للطريقة التي إعتمد فيها حقيقة علي عدم وجود مهاجم وفاز فيها علي فيورنتينا 4-3 .
الإعتماد أكثر علي الأطراف ربما يحل مشكلة الفرق الإيطالية التي تعاني من ندرة الموهوبين في خط الوسط والقادرين علي القيام بصناعة اللعب وفي نفس الوقت لديهم قدر عال من المحافظة علي التزامهم الدفاعي .
زيادة ضغط الفرق بثنائي في المقدمة ملائم جدا لقانون اللعبة الجديد والذي يسمح بتناقل الكرة بين المدافعين وحارس المرمي داخل منطقة الجزاء وهو ما يستلزم ضغطا مباشرا من المنافس لمحاولة منع المستحوذ علي الكرة من بناء الهجمة بفاعلية .
المحصلة تهديفيا كانت 33 هدفا في 10 مباريات ، نسبة 3.3 هدف في المباراة للجولة الاولي في الدوري الايطالي بينما في دوري البريمرليج كانت الاهداف 27 هدف بنسبة 2.7 هدف ، بينما كانت في اللا ليجا 24 هدف بنسبة 2.4 هدف ، بينما تساوي مع البوندزليجا ( تم تسجيل 30 هدف في 9 مباريات بنفس النسبة 3.3 ).
بالطبع الارقام لا تعطي دلالة مستقبلية او ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل ولكنها مجرد تلخيص لاشياء كثيرة والاعتماد عليها دون شرح وافي للاسباب التي أدت إلي ذلك يصبح نوعا من العبث بالعقول .
أخيرا .. وجود مدارس مختلفة مثل ساري ودي زيربي من جهة وكونتي وجاسبريني وسيميوني إنزاجي من جهة وأنشيلوتي من جهة سيعطي الكالشيو متعة التنافس بمدارس تكتيكية مختلفة لأول مرة منذ سنوات وهو ما يعطينا الأمل في عودة جنة كرة القدم إلي مكانتها في صراع العروش مع اللا ليجا و البريمرليج و والبوندزليجا .
للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك
وعبر تويتر