الإثنين 11 مارس 2019
09:39 ص
استقل سيارته واتجه إلى المطار بعد أن حجز تذكرة سفره إلى بلجيكا؛ حيث المفاوضات بين ناديه ستاندر لياج ومسؤولي يوفينتوس الإيطالي بعد تألقه في كأس العالم للشباب الذي أٌقيم في الأرجنتين ولكن صوت احتكاك كاوتشوك ومحاولة قائد الشاحنة التحكم بعجلة القيادة شتت كل التطلعات التي كانت تتسابق في ذهن محمد اليماني، صاحب 19 سنة فلم يستطع تفادي الشاحنة التي دفعته إلى جانب الطريق ومن ثمّ الاصطدام بلوحة إعلانية بالطريق.
حلقات #الإصابة_أبعدتني، هي سلسلة حوارات تُنشر بصورة أسبوعية عبر موقع يلا كورة؛ حيث تتناول قصة لاعبين مصريين سطع نجمهم ولكن الإصابة حرمتهم من الوصول لخطوات أبعد أو أعلى بمسيرتهم.
نُقل لاعب منتخب الشباب حينها إلى المستشفى بعد إصابته بنزيف في المخ ودخوله في حالة فقدان للذاكرة استمرت لمدة 3 أشهر لتتوقف كل الأحلام ويتحول الحديث عن كيف سيعود اليماني لممارسة حياته بصورة عادية بدلًا من المصري الذي سينتقل لصفوف يوفينتوس.
رغم الضجة التي كانت تحيط به إلا أن اليماني ـ الذي حل ثاني أفضل لاعب بكأس العالم للشباب بعد سافيولا الأرجنتيني ـ لم يكن يعي شيئًا وهو ما صُدم به حينما ذهب إلى أحد المولات في مصر ومن كثرة التجمهر حوله اضطر أمن المبنى لإغلاقه لإبعاد رواده عنه:"والدي أخذ يعرض لي مقاطع فيديو لي بالملاعب وكذلك يستعرض الصحف التي تناولت الحادث لأتذكر ما كنت عليه".
ومع عودته تدريجيًا لممارسة حياته بصورة طبيعية حتى سافر هو ووالده إلى بلجيكا؛ حيث استقبله ناديه ستاندر لياج ـ الذي انتقل له وهو في عمر الـ 17 مستغلاً عدم وجود عقد بينه وبين ناديه الإسماعيلي ـ بحفاوة ولكن اللاعب لم يظهر كما كان فتمت إعارته لصفوف كيه في ميخيلين لقضاء النصف الأول من عام 2003بصفوفه والحصول على فرصة أفضل للمشاركة واستعادة مستواه وهو ما نجح اليماني في الوصول له ليعود لصفوف ستاندر لياج مرة أخرى.
ولكن اللاعب الذي كان يمزح معه أصدقائه وزملائه بالفريق عن عدم سهره ومواعدة الفتيات، أصبح أكثر جرأة عما كان عليه قبل الإصابة فقضى النصف الثاني من العام الذى تلى عودته ستاندر لياج في السهر بصورة مبالغة مما أثر على أدائه في الوقت الذي وصله عرضًا من نادي الزمالك لضمه في 2004.
وهي الفرصة التي رأى اليماني إنها قد تعيده مرة أخرى لسابق مستواه وتساعده على الالتزام بصورة أكبر وبالفعل شارك اللاعب صاحب 22 سنة حينها في عدة وديات بقميص الأبيض لينتظر الجميع ظهوره الأول رياضيًا في مصر عقب الحادث ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه، إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة النادي يطلب منه تقليل عقده بدلاً من أن يكون في الفئة الأولى من اللاعبين وهو ما رفضه اليماني فانتقل في اليوم الأخير قبل غلق باب القيد لصفوف الإسماعيلي.
وهو القرار الذي يندم عليه اليماني؛ حيث كان يتمنى لو استمر في بلجيكا؛ خاصة وأن مسؤولي ستاندر لياج رغم سهره كانوا يريدون تمديد عقده لموسمين براتب أكبر كما كان يتمنى لو وافق على عرض الزمالك الذي ربما كان سيجد فرصة أكبر للظهور معه ولكن رغم ما يدور في ذهنه حاليًا ولكنه حينها عاد لمكان نشأته الإسماعيلي.
ولكن لم يلعب بقميص الإسماعيلي سوى موسم واحد 2005/2006 قبل أن ينتقل لصفوف الاتحاد لمدة 3 سنوات؛ حيث كان يجد في صراعه للنجاه من الهبوط متعة في المنافسة ولكن العلاقة لم تكن على ما يرام حينها فاليماني يرى أن النادي السكندري يُجامل مهاجمه المخضرم حينها حسام حسن فانضم لصفوف الشمس لمدة موسمين 2008/2009 و 2009/2010 ليقل الحديث عنه قبل أن يعود على الساحة من جديد بإعلان نادي فلوريانا في مالطا ضمه في صفقة انتقال حر لمدة 6 أشهر؛ حيث اعتزل بعدها واتجه لمجال التدريب.
يعمل محمد اليماني كمدير فني لفرق قطاع الناشئين بوادي دجلة ولكن حينما يتذكر ماحدث له يسعد أحيانًا لأن الجميع يتذكر مشاركة منتخب مصر بكأس العالم للشباب 2001 به وبأهدافه وتألقه ويحزن في أوقات أخرى لكونه كان على بعد خطوات من الانضمام ليوفينتوس بل يتمنى لو لم يكن تالق أو شارك بالأساس مع المنتخب في البطولة وعاد مرة أخرى لبلجيكا سالماً.
ولكن رغم هذه الصراعات التي تدور في ذهنه بين الحين والأخر ولكنه يشعر بالرضا مع مررو الوقت ويتمنى مواصلة مسيرته التدريبة والترقي بها.
طالع أيضا..
#الإصابة_أبعدتني (1).. صورة حولت هشام عبد الرسول من بطل المونديال لغياب أبدي عن الملاعب