جميع المباريات

إعلان

قضية تعيين الطاقم الأجنبي تكشف هشاشة الخطاب الإعلامي لاتحاد الكرة

عبدالرحمن العمري الهلال والاتفاق

التحكيم السعودي مثار جدل

كتب - سلطان السيف:

في وقت يترقب فيه المتابعون الإعلان الرسمي عن تعيين طاقم تحكيم أجنبي لنهائي كأس ولي العهد الذي سيجمع قطبي العاصمة الهلال والنصر، بعدما رجحت مصادر عدة اتجاه اتحاد الكرة لتعيين طاقم أجنبي، لايزال الأمر معلقاً على الصعيد الرسمي وسط تضارب في التصريحات وعدم وضوح في الرؤيا من قبل اتحاد الكرة، ممثلاً برئيسه أحمد عيد، وعضو الاتحاد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، حول هوية الطاقم الذي سيدير القمة المرتقبة.

في أحاديث إعلامية عدة، يقول رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد إن الأمر لم يُحسم بعد، وإن فرص تواجد طاقم التحكيم المحلي في قيادة المباراة مساوية لحظوظ الطاقم الأجنبي، في حين كان حديث عيد الذي نشرته يشير إلى أن القرار بيد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا.

في المقابل يذهب عضو الاتحاد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا إلى التأكيد على أنه يفضل إسناد قيادة المباراة لطاقم تحكيم محلي خصوصاً بعد نجاح الحكمين تركي الخضير وفهد العريني في قيادة مواجهتي الدور نصف النهائي من المسابقة، بل إن المهنا أكد في أحاديث إعلامية أخرى على أن مواجهات الهلال والنصر تعد من المواجهات السهلة بالنسبة للحكام.

ومن خلال الحديثين المتناقضين لرئيس اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، لا يمكن للقارئ والمتابع أن يخرج إلا بمحصلتين اثنتين من هذين الحديثين، الأولى، أن اتحاد الكرة لايزال متردداً ولا يعرف إلى أي اتجاه يذهب، وهنا سيكون اتحاد الكرة مطالباً باتخاذ القرار الأنسب والأسهل وتجنب الضغوطات والوقوع تحت مقصلة النقد الإعلامي والجماهيري في حال تم تكليف طاقم تحكيم محلي ولم ينجح في إخراج المباراة مثلما ينبغي.

إذ لابد وأن يعي اتحاد كرة القدم أن مواجهة الغريمين التقليديين الهلال والنصر في هذا الموسم وفي هذه المباراة تحديداً مختلفة ولا تحتمل عواقب اتخاذ أي قرار خاطئ، فاتحاد الكرة مُطالب بالنظر للأمر من جوانبه كافة، وعدم المكابرة والخروج بمكاسب قبل اللقاء تتمثل بإسناد المباراة النهائية لطاقم محلي، وهو قرار إن تم سيكون محفوفاً بالمخاطر، خصوصاً وأن مستوى التحكيم هذا الموسم يشهد انحداراً كبيراً، وهذا واقع ملموس في معظم مباريات الموسم، إذ لم تخلُ جل المباريات من أخطاء يمكن وصفها بالكوارثية. أيضاً يتوجب على اتحاد الكرة النظر إلى المنافسة الشرسة بين الغريمين التقليديين على مستوى دوري (عبداللطيف جميل)، إذ سيلقي أي إخفاق للحكم المحلي في المباراة النهائية بظلالة على الحكام المحليين الآخرين عندما يعود الهلال والنصر لمواصلة السباق نحو لقب الدوري مايُنذر بالمزيد من الأخطاء والاحتقان في الشارع الرياضي، وبالتالي فإن من الحكمة أن يتجنب اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام مايمكن تسميته ب"الصداع" الذي سيجلبه لهما أي إخفاق، في حين نجد أن المتابع لواقع المنافسات الكروية السعودية لا يلحظ بروز أي حكم بشكل ثابت، وهو مايثير القلق، فضلاً عن الضغوطات التي بات يمارسها الفريقان على اتحاد الكرة بضرورة جلب حكام أجانب، وهو أمر يعزز من مطالبات الشارع الرياضي، حتى يتفرغ الفريقان الكبيران للعب وإظهار ختام بالبطولة بما يليق باسم راعيها وكرة القدم السعودية.

الأمر الآخر والذي يمكن اعتباره محصلة لتصريحات أحمد عيد وعمر المهنا هو التضارب في الأحاديث الإعلامية بين الجانبين اللذين يمثلان منظومة عمل واحدة، إذ أظهرت تصريحاتهما اختلافاً كبيراً، إذ ظهر الرجلان وكأنهما يتقاذفان كرة من نار، فالرئيس يقول إن القرار يعود للجنة الحكام فيما يؤكد رئيس اللجنة أن القرار من صلاحيات اتحاد الكرة، فيما بقي المهتمون بشؤون الكرة السعودية تائهين بانتظار كلمة الفصل لتحديد مصير المواجهة التاريخية.

لقد ظهر الرئيس والعضو بصورة ربما يفهم منها عدم توافق على اتخاذ القرار بين الجانبين، إذ بدا وكأن الشخصيتين البارزتين في كرة القدم السعودية تنتظران من يرشدهما على القرار الصحيح، في غياب واضح لروح المبادرة في اتخاذ القرار المناسب وتحمل تبعاته، وبالتزامن مع بطء في اتخاذ القرار، وهو أمر ربما يكلف اتحاد الكرة الكثير من حيث اختيار الطاقم الأجنبي، خصوصاً وأن الوقت يمر وساعة الصفر تقترب، مع الأخذ بالاعتبار أن أمراً كهذا يحتاج الكثير من الوقت حتى تتم المخاطبات بين اتحادي الكرة السعودي والاتحاد الذي ينتمي له الطاقم الأجنبي والذي من المؤكد أنه سيكون أوروبياً، فالتأخر في المخاطبات ربما يدفع اتحاد الكرة الأجنبي لإرسال أسماء مغمورة وغير متمرسة على الحضور إلى مثل هذه المناسبات.

التواجد الإعلامي المرتبك لرئيس اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، طرح سؤالاً مهماً عن جدوى وجود متحدث رسمي باسم الاتحاد يقطع دابر الشك والتأويلات تجاه أي مسألة تتعلق بكرة القدم في ظل الطفرة والتسابق الكبير على المعلومة إن في وسائل الاعلام أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح ظهور المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة عدنان المعيبد خجولاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد إخفاقه غير مرة في توضيح مسائل عدة وظهوره الضعيف في غير مناسبة، إذ نتذكر جميعاً ماحدث في بطولة (OSN) الدولية التي أقيمت في الرياض العام الماضي والتضارب بين تصريحاته وتصريحات رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد ونائبه محمد النويصر قبل أن يتدخل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل لتوضيح مسألة تواجد النساء في مدرجات ملاعب كرة القدم السعودية، قبل أن يخفق المعيبد من جديد في ظهوره الإعلامي المتعلق بنقل دورة كأس الخليج (خليجي ٢٢) من جدة إلى الرياض، حين نفى المعيبد الأمر وعاد ليؤكده في ظرف دقائق، وهو أمر لا يتحمله المعيبد وحده في ظل غياب المعلومة حتى عن المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة.

أخيراً، أصبح من واجب الإعلاميين والمتابعين مطالبة اتحاد الكرة بتوحيد الخطاب الإعلامي خصوصاً فيما يتعلق بالتوضيحات الرسمية الصادرة عن الاتحاد والمعلومات التي يحتاجها الإعلاميون، إذ من غير المعقول أن يخرج مسؤول ليؤكد على أمر معين قبل أن يظهر زميل له ينفي حديثه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمعلومات حساسة يمكن أن تزيد الاحتقان في شارع رياضي هو محتقن أصلاً، وتوحيد الخطاب الإعلامي لن يكون إلا من خلال معرفة الاسباب التي أدت إلى ظهور المتحدث الرسمي بهذا الارتباك، وما إذا كان الخلل يتعلق بالمتحدث الرسمي نفسه أو بضعف وقلة المعلومات التي يستند عليها المتحدث الرسمي حين يظهر إعلامياً.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg