طوكيو 2020.. دورة استثنائية

بعد أكثر من 17 يوما من المنافسات الرسمية التي شارك فيها آلاف الرياضيين وسط إمكانيات ضخمة وتنظيم متميز وإجراءات احترازية مشددة في مواجهة فيروس "كورونا" ، يسدل الستار اليوم على فعاليات دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) التي تستحق وصفا واحدا بالفعل وهي أنها استثنائية حتى على مستوى التغطية الإعلامية.

واستضافت العاصمة اليابانية طوكيو فعاليات هذه الدورة من 23 يوليو الماضي إلى الثامن من أغسطس الحالي. ورغم تأجيل فعاليات هذه الدورة الأولمبية من 2020 إلى العام الحالي بسبب جائحة كورونا ، ألقت آثار الجائحة بظلالها على أجواء هذه الدورة الأولمبية وصبغت "كورونا" هذه الدورة بطابع خاص.

ومع وجود آلاف من الرياضيين في طوكيو ، كان من المنتظر أن تعج المدينة بنشاط هائل مع عودة الأولمبياد إلى المدينة للمرة الأولى منذ 1964.

ولكن الحال بدا على النقيض تماما في ظل حالة الهدوء التي خيمت على المدينة بسبب حالة الطوارئ المفروضة ضمن الإجراءات الاحترازية المطبقة لمواجهة تفشي الإصابات بفيروس كورونا وحظر الحضور الجماهيري في فعاليات الدورة وعدم السماح لأي جماهير أجنبية بالتوافد على اليابان.

ولم تكن الإجراءات الصحية المشددة والحظر الجماهيري وغياب الأجواء الاحتفالية المعتادة في مثل هذه الدورات الأولمبية هي الأمور الاستثنائية الوحيدة في أولمبياد طوكيو بل كانت التغطية الإعلامية أيضا لفعاليات هذه الدورة استثنائية في ظل القيود المشددة والإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا والتي قلصت عدد المشاركين في تغطية الفعاليات خاصة من مندوبي وسائل الإعلام العربية.

وقال الصحفي الرياضي التونسي شاكر الكنزالي في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : "الحضور الإعلامي في طوكيو كان فعليا أقل منه في الدورات الأولمبية السابقة بشكل عام ، وهذا يرجع أساسا لجائحة كورونا التي ضربت العالم كله وتخوف عدد كبير من الصحفيين من التعرض للعدوى خاصة أن طوكيو تعيش منذ فترة حالة الطوارئ التي تم الإعلان عنها أكثر من مرة".

وأوضح : الأمر لا يختلف بالنسبة للإعلام العربي فالعدد مختزل للغاية بالنسبة لمختلف البعثات الإعلامية العربية بشكل يقترب من حالة الغياب".

وأشار إلى أن المشاكل التي عاناها الإعلاميون في هذه الدورة الأولمبية ارتبطت بشكل كبير بالإجراءات الصحية المفروضة من اللجنة المنظمة للأولمبياد والحكومة اليابانية ومنها حظر الخروج باستثناء الذهاب للملاعب ومواقع إقامة المنافسات كما يحد هذا من قدرة الصحفيين على تغطية الحدث بالشكل المناسب والوصول لبعض الكواليس والتفاصيل المهمة.

وأضاف : "هناك مشكلة أخرى وهي أن طوكيو مدينة كبيرة للغاية والمسافة بين القاعات والملاعب التي تحتضن المنافسات الرسمية طويلة ما يستغرق وقتا أطول في التنقلات". وأكد أن من بين المشاكل التي واجهت الإعلاميين أيضا الإجراءات المشددة المتخذة هذه المرة لحضور الندوات الصحفية أو عقد المقابلات مع الرياضيين كما تكون المسافات مع الرياضيين كبيرة ما يقلص من جودة التسجيلات أحيانا وهو ما يؤثر سلبيا على الخدمات الإعلامية التي يفترض تقديمها من خلال التغطية.

وعن التنظيم بشكل عام ، قال الكنزالي : "التنظيم كان ناجحا حيث حاول اليابانيون توفير كل الظروف لإنجاح الدورة على مستوى الملاعب والأمور اللوجيستية مع تقديم كل التسهيلات للمشاركين سواء كانوا من الرياضيين أو الإعلاميين... ولكن تظل النقطة الأسوأ في تنظيم طوكيو 2020 هي غياب الجمهور ما أفقد هذه الدورة الروح التي تتمتع بها باقي الدورات الأولمبية".

وقال أحمد الملاح الصحفي باللجنة الأولمبية الأردنية : "رغم وجود نحو ستة آلاف صحفي وإعلامي من كل أنحاء العالم يعملون على تغطية فعاليات هذه الدورة في الفترة الماضية ، لم يكن عدد الإعلاميين العرب سواء من مندوبي القنوات التلفزيونية أو ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية مثلما كان في الدورات السابقة ، وهذا يرجع لأسباب عديدة منها جائحة كورونا والتخوف من الإصابة إضافة للإجراءات المشددة ومنها إجراءات متعددة المراحل قبل السفر إلى طوكيو".

وأشار : "التكلفة المادية أيضا ربما ساهمت في تقليص عدد الصحفيين المتابعين للدورة نظرا لأن اليابان من أغلى دول العالم ما يثقل ، من وجهة نظري ، على الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية".

وأضاف : "ولكن اليابان وفرت في الوقت نفسه خدمات إعلامية وكل ما يحتاجه الصحفيون لتأدية عملهم ، ولكن الإجراءات المشددة كانت تختلف كليا عنها في باقي الدورات الأولمبية ، غير أن هذه الإجراءات كانت منظمة أيضا وكذلك وسائل التنقل كانت جيدة".

وأكد الملاح : "الشيء الجيد كان التعاون الواضح والكبير بين الصحفيين التابعين للجان الأولمبية العربية ما ساعد على سهولة تداول الأخبار والصور لخدمة العرب كلهم وسط هذه الظروف الاستثنائية الخاصة بجائحة كورونا".