مشاكل الأهلي بدأت في ألمانيا وليست أمام حرس الحدود

مخطئ من يظن أن المشاكل الجمة التي سيواجهها الأهلي هذا الموسم بدأت بالخسارة أمام حرس الحدود في مباراة السوبر المصري، لان اكبر هذه المشاكل بدأت في معسكر الفريق في ألمانيا ولم يتحرك لها احد.

ففي مباراة الأهلي الودية أمام باير ليفركوزن، أشهر حكم اللقاء حينها البطاقة الحمراء في وجه احمد السيد الذي ما كاد ان يري البطاقة حتي انفجر في الحكم وكاد ان يفتك به.

لا اريد ان اخوض في مدى صحة قرار الحكم حينها من عدمه، بل دعوني اقول ان القرار كان ظالما ومجحفا، ولكن حتي لو كان كذلك، كان يجب على (السيد) ان يمتثل للقرار دون نقاش مثل اي لاعب محترف، كما انه كقائد حالي للفريق من المفترض منه ان يكون قدوة لباقي اللاعبين.

وإذا أردت أن أصف ما ارتكبه السيد بالخطأ الفادح، فسيكون علي استخدام صفات اشد قسوة تجاه رد فعل الكابتن حسام البدري المدير الفني مع لاعبه. فالبدري حينها لم يدخل الملعب ليأمر لاعبه وكابتن الفريق بالخروج دون نقاش وان يمتثل لقرار الحكم، بل فاجأ البدري الجميع وسار علي نهج اللاعب وقام بالصراخ و(التشويح) في وجه الحكم وكل ما يمكن فعله من أساليب الاعتراض.

ثم تطور الأمر كثيرا بعد ذلك عندما طرد الحكم البدري لسوء سلوكه ثم رفض المدرب نفسه الامتثال للقرار وقرر البقاء في الملعب (غصبا واقتدارا)، ولم يحل المشكلة حينها سوي النجم الألماني الشهير رودي فوللر الذي تمكن من إقناعه بمغادرة الملعب.

إذا، ما المتوقع من احمد السيد أن يفعله بعد ذلك بعدما شاهد مدربه يساعده علي عدم الانضباط؟، هل متوقع منه أن يهدأ إذا تكرر الموقف، هل من المتوقع أن يكون متزنا في أدائه؟

بالقطع لا، وعلى الفور ، وفي أول اختبار بعد واقعة باير ليفركوزن، ارتكب السيد هفوة اخري في مباراة حرس الحدود بعد أن قام بضرب احمد عيد عبد الملك بطريقة الملاكمة "النوك اوت" ثم تراه يعترض على قرار الحكم السليم تماما.

عدم الانضباط هو المشكلة الأساسية التي ستواجه الأهلي هذا الموسم والتي سيتبعها تلقائيا العصبية الزائدة في أداء كل اللاعبين وإذا لم ينضبط الجهاز الفني أولا، فسيكون الموسم كارثي للأهلي قبل حتي ان نتحدث في الجوانب الفنية والتكتيكية سواء للجهاز الفني او اللاعبين، بل استطيع أن اقول بأن هذا الموسم قد يكون أسوأ من بداية الموسم الذي شهده الفريق عام 2004 مع البرتغالي توني اوليفيرا.

لا أريد الخوض في المسائل الفنية للقاء بالنسبة للأهلي علي وجه الخصوص لان هذه المباراة هي الأولي رسميا لحسام البدري كمدير فني للفريق ومنطقيا لا يجوز محاسبته أو محاسبة طريقة لعبه من مباراة واحدة ولكني سأكتفي ببعض الجمل المختصرة:

1- أثبتت مباراة السوبر أن الفريق الأول للنادي الأهلي الذي حقق الانجازات العديدة في الأربع سنوات الماضية انتهي تماما وعلي جماهير الفريق الأحمر تقبل ما سيحمله لها الفريق الجديد بجهازه الفني الجديد طالما ان هذه هي القماشة المتاحة والتي اختارتها لجنة الكرة بالنادي.

2- اذا سار البدري علي مبدأ "خالف تعرف" في أي أمر سواء كان خططي او فني، فسيكون الأهلي ابعد من أن يحقق أي بطولة طوال سنوات إشرافه علي الفريق.

3- المبررات التي ساقها الجهاز الفني للاهلي عقب مباراة الحرس بتلعيق الهزيمة علي شماعة التحكيم، تذكرني بمديرين فنيين تولوا مسؤولية تدريب فرق اخري في الدوري كانت تخسر امام الاهلي بالاربعة وبالستة وكانوا يستخدمون نفس "الشماعة".

3- لم تكن قرارات حمدي شعبان حكم اللقاء مؤثرة علي نتيجة المباراة وحرس الحدود استحق الفوز بكأس السوبر عن جدارة واستحقاق كاملين، ولكن من الجهة القانونية للتحكيم، هدف محمد ابوتريكة في الثواني الأخيرة صحيح تماما ولا توجد به أي شبهة تسلل.

4- للمرة الأولي من فترة طويلة جدا يخسر الأهلي مباراة بداية من الدقيقة 12 من الشوط الثاني ويخوض لاعبوه الدقائق الباقية (33 دقيقة كاملة بخلاف الوقت الضائع) بدون أي روح وبطريقة انهزامية للغاية حتي ولو كان الفريق ناقصا، وهذه نقطة أخري تثبت أن دماء الفريق الأساسية تغيرت تماما.

5- عقب نهاية المباراة قفز سؤال الي راسي يقول " هل رفض البرتغالي نيلو فينجادا تنفيذ عقده مع الاهلي لانه شعر بانه لن يكون المسؤول الفعلي عن الفريق طالما ان هناك من يختار له اللاعبين والجهاز المساعد ايضا؟"

6- وأخيرا، لا ادري لماذا عندما نظرت إلي السنوات الأخيرة في عمر الأهلي تذكرت قصة قديمة كانت تقول عندما تستجيب الإدارة للضغوط وبالأخص الصحفية فإنها تتخذ قرارا خاطئا للغاية، ثم تمر السنوات بعد ذلك ويتم اكتشاف فداحة القرار الذي اتخذ فتجد مسؤولا يخرج ليقول الجملة الشهيرة " اكتفي بالفترة التي قضيتها في الإدارة وحان الوقت الراحة والتشجيع مع الجماهير."