الأربعاء 26 أغسطس 2020
10:51 ص
جسد نحيل لطفل غطى الشعر ملامح وجهه الطفولي، وبعمر لم يتخطى أصابع اليد الواحدة، أتى "عبود" من بلاد أوجعت الحرب جنباتها، ففر منها الكثير بحثا عن مكان آمن، اتخذ مع والده من بلاد الألمان موطنا جديدًا، لكن نيران الحرب لم تكن أكثر ألما من ضربات الإحباط الذي تلقاها رغم حداثة سنه، ليكتب عليه اثبات نفسه وسط عالم لا يعترف بأنصاف الموهوبين.
قبل أيام انتشر مقطع فيديو مصور تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، لطفل عمره 5 أعوام يتلاعب بالكرة بشكل رائع ووصفه البعض بعبارة ميسي الصغير.
يلا كورة تواصل مع والد الطفل الذي يدعى عبد الرحيم محمد محب الدين، ليحكي القصة من بدايتها ويروي الكواليس وصولا لانتشار الفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي في أوروبا.
يسرد محب الدين:" خرجت هربا من الحرب الدائرة في سوريا قبل 5 سنوات، أملا في تحقيق حلم قديم بخوض تجربة الحصول على بعض الدورات التدريبية، لكن الأمور لم تسر بالشكل المتوقع، ليصبح في النهاية مجرد حلم مؤجل.
وأضاف:" بعد قدومي إلى ألمانيا كان هدفي الأول هو البحث عن عمل وبالفعل وجدته في احدى شركات التوظيف، وقمت باستقدام طفلي عبد الرحيم او "عبود" كما يلقبه البعض"
وأوضح محب الدين، أن الطفل "عبود" ولد في ريف دمشق قبل 5 سنوات، لكنه أتى منذ عام ونصف إلى ألمانيا تحت قانون "لم الشمل" الذي يسمح باللاجئين باستقدام أفراد عائلاتهم.
وتابع:" يتدرب عبود منذ عام تحت إشرافي، بعدما قررت التفرغ لتدريبه، عقب ضياع حلمي في الحصول على الدورات للدخول في مجال التدريب".
وأشار إلى أن عائلته تعيش حاليا في مدينة Delmenhorst الألمانية ويلعب نجله الصغير ضمن أكاديمية نادي jsg Delmenhorst في مركز صانع العاب وبيلعب بالقدمين وملقب في المانيا بميسي العرب.
وعن سبب إطلاق اسم ميسي على الطفل "عبود"، أكد والده أن حين كان نجله عمره 4 سنوات لعب بترشيح من الأهالي واعطوه رقم 10 تشبها بطريقة لعب ميسي.
واستطرد:" ابني عبود يشجع فريق برشلونة ولعبه لمنتخب سوريا سابق لاوانه، فهو لا يزال صغير، ويعتبر أن محمد صلاح لاعب ليفربول هو نجمه الأول، رغم ان الناس هنا في ألمانيا تشبهه بطريقة لعب الأرجنتيني ليونيل ميسي".
وانتقل للحديث عن الصعوبات التي واجهت الطفل "عبود"، منذ القدوم إلى ألمانيا، حيث يؤكد أن الكثير أعطاه شحنات كبيرة من الاحباط والبعض الأخر رأى استحالة أن يكون لاعبا في يوم من الأيام لكن ابنه كان له رأي اخر.
ولا ينسى دور أحد المدربين الألمان الذي كان له دور كبير في ان يشجعه على الاهتمام بالطفل والتفرغ لتدريبه سواء في المنزل او في الخارج، وضمه بعد ذلك لاحد الأكاديميات بسبب الموهبة التي ظهرت على الطفل منذ قدومه إلى ألمانيا.
وعن اكثر موقف سيظل عالقًا في ذهنه، هو أنه حين استقدم طفله للعيش معه واستقر به المقام في ألمانيا لعب مباراة وكان عمره وقتها 4 أعوام فقط ليساعد فريقه يومها للفوز على فريق يكبرهم بعام بنتيجة 30 هدف لـ 10، وبعدها اشترط الفريق الخاسر على أنه لن يلعبوا مرة أخرى إلا اذا غاب عبود عن المباراة.