السبت 2 مايو 2020
07:18 م
رغم أنهم من اخترعوا لعبة كرة القدم، وقدموها إلى العالم في القرن التاسع عشر، إلا أن إنجازات الإنجليز في تاريخ الساحرة المستديرة على الصعيد الدولي باتت محدودة للغاية وسط أقرانهم، فاقتصرت على تتويج وحيد بكأس العالم، ولم يعرفوا طعم التتويج القاري.
اعتبر الإنجليز أنفسهم أصحاب اللعبة التي ازدادت شعبيتها عالميًا بشكل مهول، فأصابهم الغرور في بدايات القرن العشرين، وانسحبوا من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عام 1928 بعد خلاف بشأن أوضاع اللاعبين الهواة.
غاب المنتخب الإنجليزي رغم شهرته الواسعة في ذلك الوقت عن النسخ الثلاث الأولى لبطولة كأس العالم، التي انطلقت عام 1930، قبل أن تتوقف المسابقة في أربعينيات القرن العشرين، بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية.
وسط تركيز إعلامي كبير، ظهر المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى في كأس العالم، بالنسخة البرازيلية عام 1950، واعتبره كثيرون أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب، لكن مفاجأة صادمة وضعت بلاد مهد كرة القدم أمام واقع غاب عنهم، عندما خسروا أمام المنتخب الأمريكي المتواضع بهدف نظيف، قبل الخسارة بنفس النتيجة أم المنتخب الإسباني، والخروج من الدور الأول.
تواصلت الخيبات في النسخ التالية، حيث لم يتجاوز المنتخب الإنجليزي الدور ربع النهائي، قبل استضافة إنجلترا نهائيات كأس العالم للمرة الأولى عام 1966، وقدم أصحاب الأرض انطلاقة جيدة في دور المجموعات، حيث هزموا منتخبي المكسيك وفرنسا بثنائية نظيفة، بعد التعادل مع أوروجواي بدون أهداف.
في الدور ربع النهائي كان الفوز بهدف وحيد كفيلًا لتجاوز الدور ربع النهائي على حساب المنتخب الأرجنتيني، قبل موقعة تاريخية أمام البرتغال بقيادة الأسطورة إيزيبيو، انتهت بالفوز بهدفين مقابل هدف.
أمام منتخب ألمانيا الغربية، كانت إحدى أكثر المواجهات النهائية إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم، وانتهى وقتها الأصلي بالتعادل بهدفين لمثلهما، لتتجه المواجهة نحو وقت إضافي، وتقدم أصحاب الأرض في الدقيقة 108 بهدف شكك كثيرون في صحته، حيث لم يتأكد تجاوز الكرة خط المرمى.
في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي سجل هورست الهدف الرابع، ليحسم تتويج المنتخب الإنجليزي باللقب المونديالي، وينهي صيامه الذي امتد لستة وثلاثين عامًا، منذ انطلاق النسخة الأولى في أوروجواي، وكانت إليزابيث ملكة بريطانيا حاضرة لتسليم أبنائها الكأس الذهبية، التي كانت باسم الفرنسي جول ريميه في ذلك الوقت.