عقل المباراة بالصور.. كيف يلعب الاهلي في وجود صلاح أو مروان؟ سبعة إختلافات

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

تجربة مشابهة مررت بها العمل تحت ضغط ، أن توضع كثير من الضغوط علي المدير الفني أبرزها أن يتم الإستماع له من خلال لجنة في الإتحاد الأفريقي ليتخلف عن ميعاد سفره مع فريقه قبل 72 ساعة من البطولة القارية الأهم علي مستوي الأندية.

وقبل ذلك يتم إصابة أبرز أوراقه الدفاعية ( فتحي ) مع البديل الأول لثنائي الإرتكاز ( هشام محمد ) وفي النهاية يغيب رأس الحربة الأساسي ( أزارو ) بداعي الإيقاف الممنهج.

رفاهية الوقت غير متاحة للجهاز الفني إلا إذا قرروا أن كل شىء علي ما يرام وأن دخول صلاح محسن أو مروان محسن بديلا لأزارو لا يستلزم الكثير من العمل وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه الجهاز الفني السابق للأهلي عند غياب عبدالله السعيد بعدما قرر أن يلعب بنفس الأسلوب مع إن إمكانيات السعيد غير إمكانيات وليد سليمان ، وهو نفس الخطا الذي وقع فيه كارتيرون أيضا عندما قرر أن ناصر ماهر سيستطيع أن يؤدي أدوار صانع الألعاب رقم 10 في ظل أسلوب لعب يميل إلي الإستحواذ المطلق ..وذلك بكل المقاييس خاطىء.

في نفس الوقت هناك بارقة أمل في أن يري الجهاز الفني الأمر بشكل أوضح عندما قرر توظيف وليد سليمان كأقرب إلي مهاجم متأخر متحرك منه إلي صانع ألعاب صريح وهنا إنفجرت طاقة سليمان ، ولكن ذلك جاء بعد وقت أيقن فيه الجهاز الفني أن توظيف هذا يختلف عن ذاك حتي لو كان الشكل المبدئي متطابق.

ما ذلك كان مقدمة ضرورية قبل أن تظن أن إشراك صلاح محسن المهاري السريع  سيكون بديلا لأزارو السريع القوي أو أن إشتراك مروان القوي سيكون بديلا لأزارو السريع القوي وأن دخول أيا منهما في التشكيل لا يستلزم تغيير بعض الأشياء التي من خلالها يمكن تعظيم قوة منظومة هجوم الأهلي.

لا تظن أن تكرار وصف أزارو ( السريع القوي ) نوعا من الإطناب ولكنه تأكيد علي ميزات أزارو الأساسية ألا وهي السرعة أولا ثم القوة فيما يمتلك صلاح محسن المهارة قبل السرعة بينما ياتي تميز مروان بالقوة قبل أي شىء وذلك هو مدخل التحليل.

وأنت تعتمد علي أزارو فأنت تضع في حسابتك القوة البدنية مع السرعة الهائلة لذلك فإن إرسال كرات لأزارو علي جانبي الملعب أو حتي في العمق أمرا يبدو في المتناول ، الأمر الذي لا يتواجد في صلاح محسن الذي يحتاج لشىء أخر ، ولا يتواجد في مروان فيحتاج شىء ثالث.

أزيدك من الشعر بيتا ، الحرب النفسية والتي ستستمر حتي الغد أي قبل 48 ساعة فقط من النهائي من أنباء عن إمكانية رفع إيقاف فرانك كوم  وهل سيعود أيمن بن محمد للجانب الأيسر تزيد الضغوط علي عقل الجهاز الفني.

كي تري الأمر أكثر وضوحا يجب أولا علي الجهاز الفني أن يعلم أنه بكل ما حدث ما زال يتفوق بهدف ونصف علي الترجي ، أي أنه سيلعب بأريحية كاملة طالما كانت النتيجة تشير إلي التعادل السلبي فيما يلعب براحة نصف تامة إذا ما تقدم الترجي بهدف.

كيف يلعب الاهلي في وجود صلاح محسن ؟

1-إشراك النوعية الأفضل من اللاعبين التي تجيد اللعب أثناء هجوم الترجي الشرس والمتوقع من بداية المباراة يدفع الأهلي لإعادة ميدو جابر بدلا من حمودي دون أدني تفكير واللعب 4-4-1-1 مع ضغط لاعبي الأهلي سليمان وصلاح محسن علي إرتكاز الترجي وترك قلبي دفاع الترجي ليقوما بإرسال كرات طويلة وهنا سيتضح وجود زيادة عددية للأهلي 10 ضد 8 .  

2-تمركز صلاح محسن يجيب أن يكون دوما بين ظهير الجنب الأيمن ( الدربالي ) وبين معوض غياب الزوادي وأعني هنا ( اليعقوبي ) والإثنان لا يمتلكا سرعة كبيرة أثناء التحول من الهجوم للدفاع وهو ما يفيد صلاح محسن والذي يستطيع باللمسة الأولي أن يسرق لنفسه مساحة كافية تتيح له الإنطلاق دون مضايقة دفاعية.

3-لماذا الجانب الأيمن وليس الأيسر ؟ في أغلب الظن أن شمام سيلعب كقلب دفاع في حالة عدم إيقافه من قبل الكاف ، شمام يمتلك عنفا مبالغا فيه ولديه قدره علي إستفزاز المنافس وبالتالي فإن وضع ذلك علي عاتق صلاح محسن سيخرجه ذهنيا من المباراة ، لذلك يجب أن يبتعد أغلب الوقت عن شمام خاصة في البداية والتي من المتوقع أن يحاول فيها لاعبي الترجي الضغط علي الحكم من أجل سيناريو طرد مبكر للأهلي.

4-تحرك وليد سليمان في المساحة خلف أيمن بن محمد أو حسين الربيع سيجبر شمام علي الذهاب خلفه وهنا تظهر المساحة في قلب دفاعات الترجي والتي من خلالها يمكن تكرار هدف السولية ، وأيضا هنا ستظهر قدرات صلاح محسن في أن يتحرك للأمام ثم للخلف ليستقبل عرضيات من الجانب الأيسر تماما مثلما سجل  هدفه الثاني مع إنبي    في الموسم الماضي امام الاتحاد السكندري في الدوري.

5-في حالة الهجوم المنظم سيكون تواجد صلاح محسن ملاصقا لأيهاب المباركي أكثر منه إلي قلب الدفاع ( اليعقوبي ) حتي يتمكن من إستقبال الكرات خلف قلب الدفاع أو التحرك مباشرة في العمق في لحظة تمرير الكرة وهو ما يستلزم تحرك سليمان للخلف وزيادة لميدو جابر في الأمام.

6-تموضع صلاح محسن في ذلك المكان سيعطي الأهلي أفضلية في حالة سرعة إتخاذ القرار من جانب عاشور والسولية في وضع صلاح محسن أمام المرمي وذلك بتمويه صلاح بالرجوع للخلف ثم التحرك في العمق تماما مثلما سجل في هدفيه لإنبي أمام المصري في الموسم الماضي .

7-إشتراك صلاح في كل الأحوال أفيد للأهلي في ظل المساحات المتوفرة في دفاعات الترجي طالما كانت النتيجة تعادل وتعطي للأهلي ميزة نسبية في إمكانية التسجيل من مرتدات شرط أن يهتم الجهاز الفني بسرعة تنفيذ التحول ولا يتم التباطؤ مثلما حدث أمام وفاق سطيف .

كيف يلعب الاهلي في وجود مروان محسن ؟

1-لا يختلف التشكيل كثيرا عن ما سبق وإن كان إشراك مروان منذ البداية ليس له فائدة سوي الإبقاء علي ورقة رابحة ( صلاح محسن ) في دكة البدلاء تستطيع الدخول في النصف ساعة الأخير من زمن المباراة إذا كانت النتيجة سلبية.

2-إشتراك مروان سيعطي هجوم الاهلي قوة أثناء إرسال الكرات الطويلة في عمق الدفاع التونسي ، مروان يستطيع تحمل عنف قلبي الدفاع وهو ما يعطي بعض الأمان لوليد سليمان.

3-علي عكس تمركز صلاح ، يجب أن يتمركز مروان دائما في العمق مع محاولة أن يرسل كرة خلفية برأسه أثناء الإلتحامات الهوائية لوليد سليمان المندفع من الخلف للأمام وبذلك تستفيد من قوة مروان وتتخلص من بطئه في تمرير الكرة والأمر الذي يجهض الكثير من المرتدات.

4-أمر أخر في غاية الأهمية ، إذا ما كانت الكرة تلعب علي الأرض يجب أن يكون إتجاه مروان دائما في إتجاه الأطراف وليس العمق مع وضع جسده مائلا جهة الطرف فيما تكون الكرة أكثر ميلا تجاه العمق ، ذلك يجعل دورانه الخداعي داخل أرض الملعب محافظا علي الكرة دون فرصة لفقدانها ومن ثم كسر عملية التحول من الدفاع للهجوم وبالتالي عودة ضغط الترجي علي الأهلي.

5-قوة مروان البدنية وسقوطه حول منطقة الجزاء إثر الإلتحامات الهوائية سيتيح للأهلي فرصة إستغلال الكرات الثابتة المواجهة للمرمي وهنا ربما يسجل سليمان هدفا  من ضربة حرة مثلما كان قريبا في مباراة برج العرب.

6-عند تسلم مروان محسن للكرة علي الأرض في عمق الملعب يجب أن يكون تركيزه منصبا علي لعب الكرة تجاه أقرب لاعب وسط سواء كان عاشور أو السولية في القلب أو ميدو وإسلام في الأطراف كي يعطي فرصة لسليمان للإنطلاق خلف الدفاع التونسي المتقدم وتسلم الكرات في تلك المساحة عند اللمسة الرابعة . 

7-مروان قويا جدا ولكن حتي القوة تحتاج لذكاء في حالات لعب الكرة جهة الأطراف وإستطاعته أن يستحوذ عليها في مكان بعيد عن مساندة لاعبي الأهلي يجب عليه أن يتصرف بركل الكرة في قدم لاعب الترجي للحصول علي رميات تماس أو ركنيات طبقا لموقعه ، أو حتي إنهاء الهجمة حرفيا بلعب الكرة تجاه المرمي حتي لو كانت تسديدة طائشة ، المهم ألا تسمح للترجي بعمل زيادة هجومية أثناء فشل عملية التحول من الدفاع للهجوم للأهلي 

أخيرا .. ما قدمته هو أشياء تبدو بسيطة مقارنة مع ما يجب أن يكون ولكنه في نفس الوقت الأسرع إستقبالا وتنفيذا في ظل ضيق الوقت 

 للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

وعبر تويتر