الإثنين 3 سبتمبر 2018
10:36 م
ربما يكون من النادر ان نري مثل هذا الخطأ الذي شاهدناه جميعا ليلة الاثنين خلال مراسم قرعة دور الثمانية لدوري ابطال افريقيا واشكالية تغيير طرف مواجهة النادي الأهلي من وفاق سطيف الجزائري لحوريا كوناكري الغيني، لكن يبقي السؤال الذي فرض نفسه هل التغيير الاضطراري الذي قام به مسؤولي الاتحاد الافريقي لإنقاذ الموقف سليم من الناحية القانونية ام لا؟
ولمن لم يتابع الازمة التي حدثت خلال القرعة، وجب التوضيح ان الازمة حدثت بسبب وقوع فريق حوريا كوناكري الغيني في مواجهة فريق الوداد المغربي وهو الامر الذي يناقض قوانين البطولة بعدم تكرار أي مواجهة بين فريقين لعبا ضد بعضهما البعض خلال دور المجموعات.
وبما ان حوريا والوداد كان في مجموعة واحدة، فكان لزاما على مسؤول الكاف الذي يدير عملية اجراء القرعة تعديل هذا الامر بتصحيح الخطأ من بدايته.
والخطأ حدث لحظة البداية في اختيار طرفي المباراة الثالثة في دور الثمانية بعد ان تأكدت اول مواجهتين بين مازيمبي الكونغولي وأول أغسطس الانجولي أولا، والترجي التونسي ومواطنه النجم الساحلي ثانيا.
فالمفترض على مسؤول الكاف في هذه اللحظة عندما تم اختيار كرة فريق وفاق سطيف الجزائري ليكون الطرف الأول في المواجهة الثالثة، ان يتم توجيه القرعة مباشرة ليكون المنافس هو الوداد المغربي ولا يتم الاختيار بينه وبين النادي الأهلي حتى يتم تفادي مواجهة الوداد وحوريا في المواجهة الرابعة وهو ما حدث بالفعل.
مبدئيا لم تحدد قواعد ولوائح مسابقة دوري ابطال افريقيا الاجراء الذي يجب اتخاذ حال حدث أي خطأ في مراسم اجراء أي قرعة خلال البطولة سواء قبل بداية البطولة او في منتصفها، وبالتالي ليس هناك مرجعا قانونيا لهذه الإشكالية.
ولكن جرى العرف خلال اجراء أي قرعة لأي بطولة حول العالم ان يتعهد المسؤول عن اجرائها بالقول الروتيني المعتاد " في حالة حدوث أي خطأ خلال إجراءات مراسم هذه القرعة، فسيكون واجبا حينها اعادتها من الأول مرة أخرى".
وهذه الجملة تعتبر بمثابة "جملة الراحة" للجميع حتى لا يشكك أحدا في نزاهة الإجراءات حال حدوث أي خطأ خلالها، وهو الامر الذي أرى ان مسؤولي الكاف كان واجبا عليهم السير خلفه.
فأي خطأ يحدث خلال مراسم للقرعة، سيتبعه على الفور نسبة غير قليلة من التشكيك وعدم الاقتناع الامر حتى ولو كان هذ الخطأ حدث بدون تعمد.
والأكيد ان خطأ الكاف خلال قرعة الاثنين لم يكن متعمدا على الاطلاق، ولكنه حدث بسبب عدم حدوث بروفة او تجربة مسبقة لنسب احتمالات المواجهات كلها، فلو كان هذا حدث من قبل مسؤولي الكاف لما حدثت هذه الإشكالية، ولقال المسؤول عن القرعة بعد اول مواجهتين ان اوتوماتيكيا الأهلي أصبح مجبر على مواجهة حوريا حتى لا يواجه الأخير الوداد.
واعتقد ان مسؤولي الكاف اختاروا الطريق السهل لإنهاء الازمة بتصحيح الخطأ الذي حدث بعد قرعة اول مواجهتين، إضافة الي انهم حفظوا لأنفسهم عدم المواجهة مع مسؤولي مازيمبي والذين كانوا ليرفضوا إعادة القرعة بأي شكل كان خاصة وانهم وقعوا امام المنافس المفضل للجميع خلال هذا الدور وهو اول أغسطس الانجولي.
لمناقشة الكاتب في مقاله:
تويتر .. من هنا
فيسبوك .. من هنا