الثلاثاء 26 يونيو 2018
11:13 ص
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
فولجوجراد ، لن أعترف بهذا الإسم فالمدينة نفسها تعود لإسمها الذي غير من مجري التاريخ في العصر الحديث ، إنها مدينة ستالينجراد والتي يعود إسمها إلي ستالين وإن كان هناك تغيير إسمها فكان يجب ان يكون بافلوفجراد وليس فولجوجراد .
هل تعرف نهاية الحرب العالمية الثانية ؟ لا أقصد ما جري من ضرب أمريكي بالقنبلة الذرية لمدينتي هيروشيما ونكازاكي، الحرب إنتهت عندما إنتابت الظنون أدولف هتلر بشان صديقه ستالين ثم قرر أن يحاربه فوقع في المحظور ( وكيف لهتلر أن يثق في ستالين الذي قال يوما أنا لا أثق في أحد حتي نفسي ).
نهاية نابليون بونابرت كانت في روسيا ونهاية هتلر في روسيا ، دائما ما تكتب النهايات لكل الطموحات غير مشروعة في روسيا، ربما لإنها لا تقبل بالتهاون مع من يستخف بها أو من يجرؤ علي الطموح وهو لا يمتلك أساسا لذلك .
كيف يمكن أن تطمح في الوصول للدور الثاني وأنت لا تمتلك شيئا يمكن الإستناد عليه، فقط إستخدم ابواقك الإعلامية لصنع حلما كان من المستحيل تحقيقه إلا لو خالف اللاعبين التعليمات .
( أعلم أني أخالف التعليمات ) كلمة سردها الروائي صالح مرسي علي لسان رفعت الجمال في مسلسل رأفت الهجان ، عندما أحس العميل المصري بالخطر علي بلده قام بالمخاطرة والتي كادت أن تكلفه أمنه الشخصي وحياته أيضا فقرر أن يخالف التعليمات، في كرة القدم أيضا يمكن ان يحدث ذلك ، مع حسام غالي ولكن مخالفة التعليمات كان ثمنها الإستبعاد نهائيا . في الأسبوع الماضي وقبل مباراة روسيا ب 24 ساعة لإحدى البرامج قلت ( ما أقوله يمكن أن أحاكم عليه جنائيا ولكني أطلب من اللاعبين يخالفوا تعليمات كوبر أثناء إمتلاك الكرة) ولكن المخاطرة ثمن لا يقدر عليه إلا الشجعان .
كيف يستطيع اللاعبين مخالفة التعليمات وأعضاء مجلس الإدارة االمحللين يهاجمون كوبر بين شوطي مباراة وبعد نهاية مباراة الكونغو وبعد أن تهدأ الأعصاب يبدأون في رسم حلم واهي في خيال الناس مستعينين بالأكلشيهات التي أقسم أنهم يرددونها دون وعي إستنادا علي أن الأغلبية لم تحاول أن تبحث في صحة تلك المقولات مثل ( إيطاليا فازت بكأس العالم بالدفاع ) والهجوم يجعلك تفوز بالمباريات أما الدفاع فيأتي لك بالبطولات ، تكتيك كوبر هو من يصلح معنا في كأس العالم ، وهنا نصل إلي إيفان بتلوفيتش بافلوف .
هل تسمع عن نظرية الإرتباط الشرطي ؟ إنها نظرية للعالم السوفيتي بافلوف والذي رأي في كلبه أن لعابه يسيل عندما يري الطبق حتي لو كان فارغا بسبب إعتياده المسبق علي أن الطبق به طعام .
المانيا كانت تمتلك دبابات لا تقهر وجيش إحتل نصف العالم وفي معركة ستالينجراد كان لا بد من حل بعد تفوق الألمان ، السوفييت فكروا في إستخدام تلك النظرية لقهر الدبابات الألمانية ..كيف ذلك ؟
إعتاد السوفييت علي وضع الطعام أسفل الدبابات وقاموا بتجويع كلابهم ثم إطلاقهم ليبحثوا عن الطعام والذين وجدوه أسفل الدبابات وبعد إعتياد الكلاب علي ذلك قام السوفييت بإلباس الكلاب متفجرت تنفجر تلقائيا بسبب جلوس الكلاب أسفل الدبابات للفوز بالطعام ..فكرة مذهلة وأتت ثمارها ..ولكن ماذا حدث ؟
الكلاب بدأت تبحث عن الطعام ليس فقط أسفل الدبابات الألمانية ولكن أيضا تحت الدبابات السوفيتية وبالتالي إنقلب السحر علي الساحر وكما إنفجرت الدبابات الألمانية تم تدمير نظيرتها السوفيتية بنفس السلاح . ما علاقة كل ما سبق بهيكتور كوبر ؟ .
كوبر كان يري في الدفاع حلا أمثل وبناء عليه إنساق البعض ورائه خلف الشعارات التي تم ترديدها ومع نظرية الإرتباط الشرطي بأن الدفاع سيخلق فرصا في الهجوم المرتد أمام الكونغو وأوغندا وغانا في أسوأ أحوالها ، فالدفاع أيضا هو من سيصلح أمام أورجواي وروسيا والسعودية ( لا أعرف كيف أقحمت السعودية مع الدول السابقة ولكنها الحقيقة كوبر يدافع وللأبد ) .
الدفاع الذي كان يقال أنه سببا في وصول مصر إنكشف تماما في روسيا وإنفجر في أوجه الجميع ، لذلك لن تندهش من رؤية صلاح وحيدا في نصف الملعب وثمانية لاعبين من السعودية يحاصرون المنتخب المصري حول منطقة الجزاء يتناقلون الكرة بسهولة حتي حدود منطقة الجزاء وفي داخلها أيضا ، اللاعبين المصرين كانوا مثل الدبابات التي تنتظر أحد يجلس أسفلها حتي تنفجر ولكن لاعبي السعودية بشر يمتلكون قرار فيمكنهم التسجيل وتفجير الدبابات دون أن يصابوا بسوء .
لماذا لم يقم الإتحاد بتغيير كوبر ؟ لإن لا أحد في المجلس يمتلك شجاعة القرار فهم يتخفون وراء شخص حقق لهم حلم الوصول ( صدفة ) ، تماما مثلما إكتشف بافلوف نظرية الإرتباط الشرطي صدفة وكما سقطت تفاحة نيوتن عليه صدفة .
الفارق بينهم وبيننا أنهم يطورون ما يكتشفونه صدفه حتي يصبح علما وعليك كفرد أن تستفيد من ذلك ، ولكننا نعتمد علي قانون الصدفة كأساس فطبيعي أن تكون نهايتنا أسفل الدبابات .
أخيرا .. الشجاعة ليست عدم الشعور بالخوف ولكن في التغلب علي هذا الشعور ( جوزيف ستالين ) .
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك
وعبر تويتر