DPA
الجمعة 8 يونيو 2018
01:33 م
عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، سيكون الصراع على لقب النجم الأول للبطولة مفتوحا بشكل أكبر مما كان عليه في أي نسخة سابقة من بطولات كأس العالم.
وبالطبع ، لا توجد بطولة يمكنها رفع القيمة التسويقية لأي لاعب كرة قدم أو خطف الأضواء والاهتمام تجاه أي لاعب مثلما هو الحال بالنسبة لبطولات كأس العالم.
وفي ظل المستويات التي شهدتها العديد من بطولات الدوري المحلية في أوروبا خلال الموسمين الماضيين ، يبدو أن العديد من اللاعبين سيكون لديهم الطموح لنيل نصيبهم من الأضواء والشهرة خلال المونديال الروسي.
وقبل أيام على انطلاق فعاليات البطولة ، لا يستطيع أحد التكهن بهوية اللاعب الذي سيفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة وهل سيكون هو نفسه من يقود منتخب بلاده إلى اللقب العالمي؟ أم أن مجرد تقديم عروض قوية في البطولة يكفي لنيل هذا اللقب بغض النظر عن المنافسة على كأس البطولة.
هل سيكون النجم الأول للبطولة هو الأرجنتيني ليونيل ميسي؟ أم البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ ولم لا يكون المصري محمد صلاح أو الكولومبي خاميس رودريجيز؟ ولم لا يكون لاعب آخر؟
عموما ، يتطلع المتابعون للمونديال الروسي لنجم هذه النسخة من المونديال علما بأن المرشحين الفعليين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة وجائزة الحذاء الذهبي لهداف المونديال يكونون غالبا من اللاعبين الذين يتقدمون مع منتخبات بلادهم إلى الأدوار النهائية.
وسبق لعدد من اللاعبين أن ارتدوا ثوب البطولة من خلال قيادة منتخبات بلادهم للفوز باللقب مثل الأسطورة الألماني فرانز بيكنباور في 1974 والفرنسي زين الدين زيدان في 1998 والبرازيلي رونالدو في 2002 والإسباني أندريس إنييستا في 2010 .
وحصد ميسي /31 عاما/ العديد من الجوائز الشخصية على مدار مسيرته الرياضية وفي مقدمتها جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات.
ولكن لقب كأس العالم لا يزال غائبا عن سجل إنجازات اللاعب الذي لم يفز مع منتخب بلاده بأي لقب في البطولات الكبيرة حتى الآن.
ويأمل ميسي في تعويض خسارته والمنتخب الأرجنتيني في نهائي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل من ناحية والفوز بلقب المونديال للمرة الأولى من أجل ضمان مكان له بين الأساطير مثل مواطنه دييجو مارادونا والبرازيلي بيليه.
وفي المقابل ، سيخوض منافسه التقليدي العنيد رونالدو فعاليات البطولة بعد عامين من التتويج مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا ليكون الأول للمنتخب البرتغالي في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبيرة.
ورغم كونه الفريق حامل اللقب الأوروبي ، لا يتواجد المنتخب البرتغالي ضمن أبرز المرشحين للفوز بلقب المونديال الروسي.
وفي نفس الوقت ، لا يمكن تخيل بزوغ نجم لاعب مغمور أو غير معروف في الوقت الحالي الذي تنتشر فيه أنباء كرة القدم بسرعة وبشكل هائل في كل مكان بالعالم. ما يعني صعوبة تكرار ما فعله الكاميروني الخطير روجيه ميلا في مونديال 1990 عندما قاد منتخب بلاده لدور الثمانية في المونديال بإيطالي عندما كان في الثامنة والثلاثين من عمره علما بأنه لم يكن يتمتع بأي شهرة عالمية قبل بداية البطولة.
ولكن هذا لا يعني اقتصار الترشيحات على النجوم الكبار البارزين فقط مثل ميسي ورونالدو، ولهذا ، يحظى نجم مثل محمد صلاح /25 عاما/ لاعب ليفربول الإنجليزي بنصيب من الترشيحات قبل انطلاق المونيال الروسي لاسيما وأن اللاعب قدم سجلا تهديفيا رائعا مع فريقه في الدوري الإنجليزي بالموسم المنقضي.
وتوج صلاح هدافا للدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي من خلال تسجيل 32 هدفا كما لعب دورا بارزا في بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا لكن المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني شهدت إصابته في الكتف ليغيب عن المرحلة الأخيرة من استعدادات المنتخب المصري للمونديال الروسي.
ولكن آمال اللاعب وفريقه لا تزال قائمة في أن يقدم مع أحفاد الفراعنة نفس المستويات التي قدمها مع ليفربول في الموسم المنقضي.
كما يعتمد المنتخب البولندي بشكل هائل على نجم هجومه روبرت ليفاندوفسكي. ومنذ يورو 2016 ، لم يحقق الفريق الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها بدون ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ وهداف الدوري الألماني (بوندسليجا) .
وربما يواجه ليفاندوفسكي ، هداف التصفيات المؤهلة للمونديال الروسي برصيد 16 هدفا ، بعض الصعوبات في هز شباك المنافسين في المونديال نظرا لغياب كتيبة اللاعبين من زملائه في بايرن والذين ساعدوه كثيرا على تحقيق هذه الأرقام المتميزة في هز الشباك مع بايرن.
وفي المقابل ، يتطلع الكولومبي خاميس رودريجيز زميله في بايرن إلى إنجاز جديد في المونديال الروسي بعدما قاد فريقه ببراعة إلى النهائيات.
وكان رودريجيز أحرز جائزة الحذاء الذهبي في المونديال البرازيلي قبل أربع سنوات بعدما توج هدافا للنسخة الماضية من بطولات كأس العالم برصيد ستة أهداف رغم خروجه مع المنتخب الكولومبي من دور الثمانية على يد المنتخب البرازيلي صاحب الأرض.
كما يسعى نجم آخر من فريق بايرن وهو توماس مولر /28 عاما/ إلى السطوع مجددا مع المنتخب الألماني (مانشافت) مثلما كان في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما توج هدافا للبطولة.
وأحرز مولر خمسة أهداف أيضا للمانشافت في مونديال 2014 بالبرازيل ليقترب خطوة جيدة من رصيد الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم والبالغ 16 هدفا لمواطنه المعتزل ميروسلاف كلوزه.
وبعد نجاحه مع المانشافت في الفوز بلقب المونديال البرازيلي ، بعث مولر برسالة واضحة إلى كلوزه عن هذا الرقم القياسي ، وقال : "احترس يا ميرو ، إنني ألاحقك".
وهناك بعض اللاعبين الآخرين يمكنهم تصدر قائمة هدافي المونديال الروسي مثل الإنجليزي هاري كين الذي سجل 30 هدفا مع توتنهام في الدوري الإنجليزي خلال الموسم المنقضي.
وقد يلعب كين دورا بارزا مع المنتخب الإنجليزي الذي استعاد كثيرا من قوته في الآونة الأخيرة.
كما ينتظر المنتخب الإسباني الكثير من نجمه الجديد إيسكو الذي يأمل في استغلال المونديال الروسي لتأكبد مكانته بين أبرز النجوم في العالم.
وينتظر أن يخوض إيسكو المونديال بحيوية وحالة بدنية أفضل من باقي زملائه في خط وسط المنتخب الإسباني لاسيما وأن الفرنسي زين الدين زيدان مديره الفني السابق بالريال لم يعتمد عليه في الكثير من المباريات بالموسم المنقضي.
كما يبدو الفرنسي أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني مرشحا لفرض نفسه بين أبرز نجوم المونديال الروسي.
كما يعتبر نيمار دا سيلفا ، أغلى لاعب في العالم ، هو الأمل الكبير للمنتخب البرازيلي رغم الإصابة التي عانى منها في الشهور القليلة الماضية.
وكان نيمار انتقل من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2017 مقابل سداد الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة والبالغ 220 مليون يورو (255 مليون دولار) لكنه أصيب خلال مشاركته مع سان جيرمان قبل شهور قليلة وغاب عن الفترة الأخيرة الحاسمة من الموسم المنقضي.
ولكن المنتخب البرازيلي يعلق عليه آمالا عريضة في المونديال رغم وجود عدد آخر من النجوم المتميزين في صفوف الفريق مثل جابرييل جيسوس نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وروبرتو فيرمينو نجم ليفربول الإنجليزي.
ولكن المنتخب البرازيلي قد يعتمد على نجم آخر في طريقه للفوز باللقب السادس في المونديال.