الأربعاء 9 مايو 2018
05:10 م
ملحمة إيطالية ننتظرها مساء اليوم، لقاء نهائي كوبا إيطاليا بين الكبيرين اليوفي والميلان، وحكاية اليوم ستكون عن أول نهائي جمع الفريقين في البطولة ومن هو أسطورة الكرة الألبانية الذي تفوق وقاد فريقة للقب وعلاقتة برئيس النادي المصري الراحل العظيم السيد متولي.
منذ 76 عامًا كان أول نهائي يجمع اليوفي والميلان في نهائي كأس إيطاليا وبالتحديد عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية في وقت كانت فيه الكرة الإيطالية تحكم العالم بالفوز بلقب كأس العالم مرتين متتاليتن 1934 و1938 والفوز بذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1936 في برلين، وفي كل الألقاب كان الأزوري تحت قيادة فنية العظيم فيتوريو بوتزو.
في هذة الفترة كان بدايات اليوفي كعملاق في الكرة الإيطالية وكان في جعبته سبعة ألقاب إسكوديتو ولقب واحد في بطولة كأس إيطاليا، أما الميلان فقد كانت تحتوي خزائنه على ثلاثة ألقاب للإسكوديتو ويصل لنهائي كأس إيطاليا لأول مرة في تاريخة والكل يُمني النفس بالتتويج الأول التاريخي.
الميلان يقوده ماكينة الأهداف الدو بوفي الحاصل على لقب الكابوكانونياري (هداف الدوري الإيطالي) 3 مرات منهم نفس موسم المباراة النهائية 1942/1941 برصيد 22 هدف وكان هداف بطولة كأس إيطاليا في هذا الموسم برصيد 5 أهداف حتى المباراة النهائية متساويًا مع بطل حكايتنا وهو الأسطورة ريزا لوشتا ولاعب نادي مودينا فالاريانو أوتينو.
المباراة لعبت على أرضية ملعب السان سيرو في يوم 21 يونيو عام 1942، اليوفي تحت القيادة الفنية للويس مونتي (اللاعب الوحيد الذي لعب نهائي كأس العالم مرتين مع بلدين مختلفتين، مع الأرجنتين وخسر النهائي أمام الأوروجواي 4-2 في مونديال 1930 في الأوروجواي، والثانية مع المنتخب الإيطالي وفاز باللقب بعد التغلب على منتخب تشيكوسلوفيكيا 2-1 في مونديال 1934 في إيطاليا) ومعه كتيبة من النجوم مثل الفريدو فوني واوجو لوكيتي وبيترو رافا وفيتوريو سينتيمنتي يتقدهم اللاعب ريزا لوشتا، أما الميلان فيقودة فنيا ماريو مانيوزي ابن مدينة ونادي ليفورنو الذي كان مهاجمًا كبيرًا ولعب للميلان 3 أعوام وواجه المنتخب المصري في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع في دورة الألعاب الأولمبية 1928 وسجل في مرمى المنتخب المصري 3 أهداف وتغلب علينا الطليان يومها 11-3.
تقدم اليوفي في الدقيقة 38 عن طريق المهاجم سافينو بيليني، وعندما قاربت المباراة على الانتهاء أدرك الميلان التعادل في الدقيقة 83 عن طريق المهاجم المشاغب جينو كابيللو (أول إيطالي في التاريخ يرتدي الرقم 10 في فعاليات كأس العالم وكان ذلك في كأس العالم 1954 في سويسرا عندما أصبحت الأرقام إجبارية على القمصان) لتنتهي مباراة الذهاب بهدف لمثلة، وفي الإياب أقيمت المباراة على ملعب بينيتو موسوليني (الملعب الأوليمبي في تورينو حاليًا) بعدها بأسبوع يوم 28 يونيو.
الألباني ريزا لوشتا يتألق
في معقل اليوفي كان التفوق واضحًا منذ البداية على يد المعجزة الألبانية ريزا لوشتا بتسجيل هاتريك ويسجل زميلة فيتوريو سينتيمنتي هدف ولم يشفع هدف الدو بوفي لصالح الميلان على حسم اللقب الذي ذهب لليوفي في معقلهم تورينو ويكون التتويج الثاني في تاريخهم الذي يملك في خزائنه الأن 12 لقب كأس إيطاليا بينما الميلان لدية 5 ألقاب فقط كان أخرها عام 2003.
من هو ريزا لوشتا؟
ريزا المولد في عام 1916 في منطقة ميتروفيسا الغنية بالثروات المعدنية في كوسوفو والذي في سن 18 عام بدأ رحلة التألق مع نادي تيرانا من عام 1934 حتى عام 1939، النادي الذي كان رئيسه سيد متولي رئيس النادي المصري البورسعيدي التاريخي رحمة الله عليه حيث ترأس نادي تيرانا الفترة من عام 1999 حتى عام 2004 وفاز النادي في عهد سيد متولي بثلاث بطولات دوري ألباني وبطولتي في كأس ألبانيا.
ريزا لوشتا فاز مع نادي تيرانا بثلاث بطولات دوري وفاز بأول نسخة كأس تقام في ألبانيا موسم 1939/1938 تحت مسمى كأس ملك ألبانيا وعندما احتلت إيطاليا ألبانيا في عام 1939 انتقل للعب في إيطاليا حيث لعب لصالح نادي باري موسم واحد لينتقل إلى نادي السيدة العجوز ليستمر معهم 5 مواسم كاملة حقق فيها العديد من النجاحات حتى إنه في الموسم الثاني 1942/1941 حاز على لقب أفضل هداف أجنبي في الأسكوديتو برصيد 15 هدف بجانب فوزة بلقب هداف الكأس بعد الهاتريك في الميلان ليصبح رصيده 8 أهداف كانت كافية لتخطي الدو بوفي كما تحدثنا.
يرحل ليلعب بعدها لصالح نابولي واليسانديرا يخوض رحلة أخرى في الملاعب الفرنسية من خلال نادي كان الفرنسي وكانت غير موفقة ليعود للملاعب الإيطالية مرة أخرى عبر بوابة أندية سيينا وفورلي ورابالو رونتيس في الدرجات الأدنى لتنتهي مسيرتة الرياضية وهو في عمر 38 عامًا ويحقق رقمًا مازال صامدًا كأكثر لاعب ألباني سجل أهداف خلال رحلة الإحتراف خارج بلاده برصيد 68 هدفًا.
بعد الاعتزال عاش وحيدًا بلا أسرة ولا أي صداقات في مدينة تورينو حتى توفي في عام 1997 عن عمر 81 عامًا وكرمته منطقتة ميتروفيسا بإطلاق اسمه على ملعبها الخاص وإصدار طابع بريدي من الحكومة يحتوي على صورته بقميص اليوفي صدر في عام 2002.
ريزا لوشتا هجر بلاده بسبب الغزو ليعيش في سلام مع الطليان الذين غزوا بلادة وكأنه لم ينسى أنهم غزاة فقرر العيش وحيدا كأنه في منفى وهنا تحضرني حكمة تقول (إذا كنت تخشى الوحدة، فلا تتزوج) لا هو تزوج ولا هو عاش في صحبة، أتمنى أن تكون حكاية أحد الأساطير المسنين قد أعجبتكم وشكرا لنهائي كأس إيطاليا الذي ذكرني به.
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا