الأحد 25 مارس 2018
07:51 م
ربما لم تكن النتيجة النهائية للمنتخب الوطني في وديته امام البرتغال بالسعيدة لنا، لكن تبقي المكاسب الفنية للجهاز الفني هي الأبرز والتي سيأتي من أبرزها هذا المستوي الذي قدمه الثنائي محمود حسن "تريزيجيه" وعمرو وردة علي وجه التحديد.
فمباراة البرتغال والتي جاءت كبروفة مماثلة ومشابهه للقاء اوروجواي، أوضحت ان الأطراف ستكون أكبر الأسلحة التي يعتمد عليها أي منتخب في الوقت سواء كان عن طريق ارسال الكرات العرضية او عن طريق الاختراق العرضي.
فمثلا البرتغال واجهتنا بطريقة لعب أقرب الي 4-4-2 الصريحة بوجود الثنائي كريستانو رونالدو واندريا سيلفا كرأسي حربة، مع الاعتماد على كم هائل من الكرات العرضية أرسلها رفائيل جاريرو من اليسار او بيرناردو سيلفا من اليمين.
ويكفي العلم ان عدد الكرات العرضية التي نجح المنتخب البرتغالي في ارسالها من الطرفين كان 36 كرة عرضية اغلبها كان من الجهة اليمني، الامر الذي يجب تحليله من اجل العمل على تقليله الي النصف علي الاقل امام اوروجواي إذا أردنا تحقيق نتيجة إيجابية وليس مجرد أداء مرضي او مشرف.
اين كانت المشكلة؟
المنتخب المصري لعب بطريقة أقرب الي 4-4-1-1 بنزول محمد صلاح كمهاجم متأخر قليلا (CF) عن رأس الحربة الصريح (ST) احمد حسن "كوكا"، وكون جبهتين في كل طرف، فقام تريزيجيه بمساعدة عبدالشافي في اليسار، في حين تولي عبدالله السعيد الميل قليلا لليمين لمساعدة احمد فتحي وهنا كانت المشكلة.
فدور عبدالله بالأساس مع النادي الأهلي هو اللعب في العمق بشكل اكبر وبالتالي دوره الدفاعي يقتصر في النصف الأخير من ملعب المنافس في اغلب الأحوال اعتمادا علي وجود ثنائي خلفه في خط الوسط، لكن عندما تقوم بوضع صانع الألعاب علي الطرف او الجناح، فهذا الدور ينحدر بشكل كبير بسبب عدم القدرة البدنية علي الركض ثم الارتداد اكثر من مرة.
وهذا ظهر جليا في شوط المباراة الأول، عندما ركز المنتخب البرتغالي على الجبهة اليمني للمنتخب، والتي كان الهجوم فيها علي احمد فتحي يصل الي (3 علي 1)، بصعود جاريرو وجواو ماريو إضافة الي رونالدو، الامر الذي جعل هذه الجبهة ملك البرتغال تماما خلال اول 45 دقيقة.
إضافة الي ذلك، مساعدة النني لفتحي لم تكن كاملة بالشكل الأمثل، ففي أوقات كثيرة كان لاعب خط الوسط يضطر للتواجد داخل عمق الملعب لغلقه، وبالتالي لم يكن لديه القدرة علي الترحيل لليمين لمساعدة زميله.
الحل الأمثل جاء في الشوط الثاني عند دخول عمرو وردة، والذي اظهر اداءا بدنيا فوق الممتاز، اثبت فيه كمية تطور لا بأس به على الاطلاق منذ مشاركته مع المنتخب في كأس الأمم الافريقية العام الماضي.
الفترة التي شارك فيها وردة كجناح ايمن (RM) امام فتحي، كانت الفترة الأفضل للمنتخب لسد الثغرة التي استغلها المنتخب البرتغالي، وهذا الامر استمر فقط لحين نزول شيكابالا بدلا من صلاح، وهو الامر الذي ادي الي دخول وردة كمهاجم صريح (ST) وبالتالي قلت مساعداته لفتحي.
الجهة اليسري لم تواجه نفس الضغط
ازمة الجهة اليمني لم تكن بنفس النسبة في الجهة اليسرى والتي بدأ فيها عبدالشافي وتريزيجيه معا، وهذا يعود بكل تأكيد لقوة تريزيجيه الدفاعية وقدرته الفائقة في الارتداد، وهو الامر الذي اضافه وردة للجبهة اليمني عند مشاركته.
وبنظرة بسيطة، يمكن رؤية الفائدة التكتيكية التي يمكن ان يقدمها تريزيجيه ووردة لطريقة لعب المنتخب خصوصا امام اوروجواي طالما ان الواقع يقول ان أي طريقة لعب سيكون فيها عبدالله السعيد وصلاح ومهاجم صريح بين كوكا او مروان محسن، سيكون الفريق وقتها خاسرا لـ3 لاعبين في الشق الدفاعي، علما بأن منتخب مثل اوروجواي سيهاجم بكل تأكيد بـ8 لاعبين تاركا فقط ثنائي المساكين قرب خط المنتصف.
وبالتالي، سيكون لزاما على المنتخب المصري غلق اطرافه بثنائي قوي بدنيا في كل جبهة، وإذا امنا بأن تريزيجيه وعبدالشافي حجزا الجهة الشمال بشكل رسمي منذ الان، اصبح الفريق بحاجة لثنائي مشابه علي الطرف الأيمن وهو الامر الذي يمكن فقط لثنائية وردة وفتحي من تحقيقه.
لمناقشة الكاتب في مقاله عبر:
فيسبوك .. من هنا
تويتر .. من هنا