الخميس 15 مارس 2018
04:36 م
ربما لا يعرف الكثير من الشباب ما حدث في صفقة القرن الحقيقية وأعني هنا إنتقال التوأم حسن إلي صفوف الزمالك وهو الأمر الذي هز مصر رياضيا خاصة بعد رحيل الثنائي إلي تركيا وعودتهم مرة أخري مع عبدالمنعم الصاوي إلي ميت عقبة
شوف مصلحتك ..هكذا قالها ثابت البطل رحمة الله عليه إلي حسام حسن ، إبراهيم كان لا يزال يلعب بشكل مؤثر في صفوف الاهلي وحسام ذهب إعارة للعين ثلاثة أشهر وعاد .
حقيقة الأمر أن العبارة تحتمل التأويل فربما يفكر اللاعب في أن مدير الكرة يخبره بدبلوماسية بأنه خارج صفوف الفريق وربما كان مدير الكرة يري أن هذا سيعد تكريما للاعب في صفقة ستكون الأخيرة له فيترك حرية القرار .
نعم المبادىء لا تتجزأ لكن أسلوب الإدارة لا بد أن يتطور مع متغيرات الزمن ، ليس من الطبيعي الأن أن تجبر اللاعب علي الإستمرار في صفوفك بثمن يراه اللاعب ثمنا بخسا لقدراته خاصة إذا جاءت له عروض إحتراف .
الأهلي السعودي والعين الإماراتي يريدا عبدالله السعيد ( كان هذا في يناير الماضي ) ، ولإن عبدالله لاعب مهم كانت قيمته الخارجية للإعارة ستة شهور كبيرة ونظرا لفكر الإدارة في كيفية الحفاظ علي العناصر المهمة من أجل إستعادة بطولة أفريقيا كان الرفض .
حسم إدارة الأهلي لملف التجديد لكثير من العناصر الاساسية ولكنها إصطدمت بطلبات فتحي والسعيد فكان بيان الأهلي الرسمي بمطالبة اللاعبين بالتجديد وتحمل المسئولية ( أسلوب مختلف في التفاوض والإدارة عما كان يفعله مثلا صالح سليم أو حسن حمدي لإن الزمن تغير ).
هاجمت جماهير الأهلي فتحي والسعيد وطالبتهما بالرحيل ، لكن ما حدث في الماضي لا يمكن أن يسمح به الخطيب ، عاد ليصدر بيانا أخر يطالب فيه الجماهير بإحترام لاعبيها وأشاد باللاعبين وأنهما سينالا تكريما حال رحيلهما ( كل التوقعات كانت جهة خارج مصر ).
مرتضي منصور يعلن عن صفقة القرن جاء ذلك في وقت كانت فيه الجهات الرقابية تتحدث عن إختفاء أربعين مليون جنيه ، سوء إدارة من مرتضي بدلا من أن يقوم بالرد بشكل رسمي علي الجهات الرقابية دون الشو الإعلامي لربما مرت صفقة القرن
عبدالله أراد الأموال ( وهذ حقه ) مع تدخل الزمالك في الصورة ، بدءت المعركة تأخذ شكلا أخر ، الأن لاعب من الأهلي ينتقل إلي الزمالك دون إرادة الأهلي ( للمرة الأولي في التاريخ ) .
محمد عبدالجليل وعادل عبدالرحمن وأيمن شوقي ، التوأم حسن ، حسن مصطفي وغيرهم إنتقلوا لأسباب مختلفة ولكن لم يكن الأهلي يحارب من أجل الإبقاء عليهم ، وضع عبدالله السعيد مختلف تماما .
إدارة الأهلي تحاول الحفاظ علي الفريق ولكن خروج عبدالله السعيد من صفوف الأهلي للزمالك من أجل الأموال في ظل تواجد الأموال في الأهلي بصورة أكبر من الزمالك سيعني تقصيرا في إدارة الملف وليس في الحفاظ علي اللاعب ..معطي رقم واحد
الأهلي يمتلك تاريخا في كيفية جعل الفريق هو النجم الأول ووجود فئات لجعل اللاعبين سواسية ، تلك هي سياسة الإدارة سواء كان ذلك متماشيا مع عصر الإحتراف أو لا فتلك هي سياسة الإدارة ولا بد من إحترامها .. معطي رقم اتنين
كيف يمكن أن يحافظ الأهلي علي سياسته وفي نفس الوقت يمنع إنتقال عبدالله السعيد إلي صفوف الزمالك ..ذلك كان السؤال الذي تم من خلاله الملف؟ هل لاحظت شيئا ؟ أنا أستخدم دوما كلمة ملف وليس صفقة.. هل يشكل ذلك فارقا ؟..ستعرف في السطور القادمة .
لو أدارها الخطيب كصفقة لرضخ من البداية لرغبات عبدالله السعيد المالية وقام بوضعه في فئة مختلفة ولكن تصرف عبدالله جعل الخطيب يدير الملف بغية إبعاد الزمالك عن اللاعب وفي نفس الوقت عدم تواجده في الفريق
يهوي البعض الإثارة وتصوير الأمر علي أن ترك أل شيخ يعطي الأموال بلا حساب ، لن نتناقش في هذا الأن فمحبي الأهلي والزمالك يدعمون الفريق ماليا منذ القدم منذ تيسير الهواري وياسين منصور وكذلك رجال الأعمال الزملكاوية في فترة الثمانينات والتسعينات والتي كانت تقدم الهدايا للاعبين وليس بالبعيد حديث مرتضي منصور عن دعم منصور البلوي للزمالك
بعد إعتراف عبدالله بالتوقيع للزمالك والحصول علي ( 40 مليون جنيه ) لاحظ من الذي قام برفع الأسعار هنا ..كان يجب علي إدارة الأهلي أن تمدد عقد السعيد بالمبلغ المتفق عليه في صفوف الفريق كفئة أولي 7 مليون جنيه والباقي إعلانات
سيقال أن ترك أل شيخ قدم شيكا ب ( كذا مليون دولار ) للسعيد حتي يبقي في الأهلي ، لا أعرف صحة هذا ..ربما يكون ذلك صحيحا ولكن هذا سيكون كارثيا للفريق في حالة ما إذا إستمر عبدالله في صفوفه ( نحن نفكر هكذا في مصر لا بد أن يتساوي اللاعبين في فئات ) ،
الحل بعد التمديد أن يتم عرض عبدالله السعيد للإعارة أو البيع .. قرار توقعته عقب الإعلان عن تمديد التعاقد وتحقق بالفعل قبل أقل من 12 ساعة عقب توثيق عقد السعيد في إتحاد الكرة وبذلك يصبح الأهلي مالكا قانونيا لعقد عبدالله السعيد دون الدخول في متاهات أخري .
بيع عبدالله السعيد وإبعاده عن المنافس التقليدي بعد التوقيع معه أمر سنتحدث عنه كثيرا في المستقبل في كيفية إدارة ملف صعب . خاصة وإن إدارة الأهلي السابقة لم تجدد عقود اللاعبين قبل أن تنتهي بخمسة أشهر وهو ما يضع اللاعب في موقف أقوي تفاوضيا .
إذا نظرت في النهاية ستجد إن إدارة الأهلي إستخدمت معطيات ( الأموال ) للحفاظ علي الفريق وليس لهدمه وفي نفس الوقت لم تترك للزمالك فرصة الإستفادة من عنصر قوي سيعطي ثقلا للفريق تماما مثلما حدث في صفقة التوأم قديما .
في الماضي قال البطل : شوف مصلحتك .. في الوقت الحالي حافظت إدارة الأهلي علي مصلحتها ولم تتوقف عجلة الزمن لديها عند فترة من المستحيل أن تعود كنظام إداري تدار به الملفات ولكن في نفس الوقت حافظت علي نظامهما ومبادئها التي من المستحيل أن تتغير ولكن ما يتغير فقط هي الأدوات والمعطيات التي تتاح لي للحفاظ علي تلك المبادىء.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك