الإثنين 19 فبراير 2018
07:42 م
ربما جرت العادة في الوسط الرياضي الكروي منذ وقت ليس ببعيد ان كلما زاد المحلل الكروي في تنبؤاته كلما زادت درجة اجادته لدي المشاهدين وهو المبدأ الذي أرى شخصيا انه خدع الجميع.
فالتنبؤ عامة في أي مجال حتى بعيدا عن كرة القدم امر أقرب الي "المقامرة" التي ربما تصيب او تخيب علي حسب الظروف، وبالتالي عندما يتم تطبيقه في واحد من اهم الأقسام بكرة القدم حاليا مثل التحليل، فسنجده يأخذ بعقلية المتابع والمشاهد الي اللا منطق.
فأساس التحليل الكروي هو البراهين والأدلة والاثباتات حتى يستطيع المتلقي فهم ودراية ماذا يحدث داخل المستطيل الأخضر. هذا المدير الفني اعتمد على طريقة 4-4-2 لأنه يريد الهجوم من على الأطراف والاجنحة بنسبة أكبر من العمق، في حين هذا المدير الفني اعتمد على طريقة 4-3-3 لأنه يريد الاختراق من العمق بشكل أكبر من الأطراف وهكذا.
حتى اختلافات وجهات النظر التحليلية في كرة القدم يجب ان تكون مبنية على منطق وبراهين، كي يتم القضاء على اغلب الكليشيهات المنتشرة حاليا والتي اغلبها يكون متضمن تعميم زائد عن اللزوم او رأي غير مبني على أي دليل.
فعلي مدار فترة ليست بقليلة، ساد التحليل " العائم" والذي تجده مبني على وجهات نظر "تلقائية" صعدت الي الرأس بدون فلترة وبدون ادلة، ويزداد الطين بلة إذا ما قام المحلل بإضفاء بعض التنبؤات الكروية في نهاية التحليل.
ثم يبدأ المشاهدين في دخول لعبة "المقامرة" وهل ستسير الظروف في طريق النبوءة ام ستعارضها، في كلتا الحالتين لن يكون هذا تحليلا.
هذا النوع من التحليل يجب ان يتم تقزيمه حتي نستطيع ان نستغل عالم كرة القدم في مساعدة صغار السن المحبين لهذه اللعبة علي اعمال عقولهم بشكل منطقي ومرتب، بعيدا عن الكلام الهوائي او التلقائي.
لمناقشة الكاتب في مقاله عبر:
فيسبوك .. من هنا
تويتر .. من هنا