الرجل الذي غلب الشيطان (الجزء الرابع)

لقد كانت ذكري أليمة يا نائل ، لا أريد أن أتذكرها هاذان الرجلان جعلاني أشعر بالفشل ..رغم أن شرهما إنتهي بفوز (محبوب الجميع) إلا إنني لا أعرف كيف توصلا لكل هذه الأفكار التي جعلتني أبدو قزما أمامهما ليس مرة او إثنين بل ثلاث.

نائل الأبن المفضل للشيطان جلس مهموما يستمع لوالده والذي كان يقص عليه قصة الرجل الذي غلب الشيطان (بأجزائه الثلاثة) وفي نفس الوقت كان حريصا علي ألا يقع في نفس أخطاء أبيه لذلك كان حريصا علي التعلم من بني البشر فهم الأقوي خيرا وشرا.

راقب نائل جيدا كل الأشخاص المحيطين بال( طاهران ) ولكن لفت نظره إنسانا يبدو بسيطا أو مهمشا قد لا تلحظه في أي مكان ، ليست هناك سمات مميزة له وليس له طلة يستطيع من خلالها أن يلفت إليه النظر ، شخصا عاديا جدا ولكن بين طياته كان يحمل شرا مستطيرا.

تشابها في الأسماء فقط يجعله أقرب إلي لاعب كرة قدم شهير سافر إلي بلاد العم سام حينما كانت تستعد لإستقبال بيليه 
تري ماذا يفعل هذا الشخص ؟ سأل نائل نفسه وهو يري سلاحا حادا بين أنامل هذا البشري الذي يراقبه.

ظل الرئيس ..كان عنوانا لأحد المقالات المكتوبة بسن هذا القلم والذي ظل فيه يكيل القدح والذم تماما كما إعتاد قبل عدة سنوات أسس فيها لصحافة من نوع خاص فهو لن يكون بمنزلة عبدالمجيد نعمان ونجيب المستكاوي رحمة الله عليهم ولن يكون مثل ممن يصنعون أسمائهم بنجاحاتهم وموهبتهم في عالم الصحافة فلجأ للطريق الأيسر (ليس الطريق الأسهل ولكنه الطريق الشمال) في ذم الجميع.

هل تعرف يا والدي من الرجل الذي تفوق عليك ؟ إنطلق نائل مهرولا بعدما عرف أن هذا الشخص هو المسئول الأول عن هزيمة والده أمام بني البشر في الشر.

الشيطان بلهفة : من يا نائل؟ من؟

نائل : إنه صديق الأسد

الشيطان : وهل هناك بشري يطلق عليه صديق الأسد؟

نائل : تلك هي ترجمة إسمه  ..أنظر لما يكتب أنه يضع سما في تلك الأوراق أكثر مما نوسوس به في أذن الناس.

الشيطان : لكنه أبله ..لن يصدق الناس تلك الأكاذيب عن (محبوب الجميع) ، فأنا شخصيا لا أستطيع أن أجعل الناس تكرهه.

نائل مندهشا : لتلك الدرجة!

الشيطان : نعم ..وأكثر ..هناك عشرات أو مئات الأشخاص أحبهم (الأعلي) وأنزل في قلوب الناس محبتهم فمن المستحيل تحدي إرادته أو مشيئته.

نائل : ولكنه يتحدث كما لو كان واثقا مما يكتب.

الشيطان : فقط في النفوس الضعيفة التي تهوي أو لا تطيق رؤية إنسانا ينال حب الجميع أو إحترامهم ، هؤلاء هم قرأننا من البشر بل هم أشد شرا مننا.

نائل : هذا رائع ..إذن فلتكن وسوستنا لأخرين ، ذلك يسهل من مهمتنا يا أبي.

الشيطان : للأسف ما نحمله أو يحمله الأخرين سيظل محاولة فقط لبث الشر في قلوب الجميع ولكن هناك امثال ( محبوب الجميع ) يطفئون تلك الحمية أو النار بهدوء ..انظر.

مال الشيطان بلورته التي يري فيها البشر ثم ذهب وكأنه يعيد الزمن للقطة معينة في قلب الجزيرة أعلي ضفاف النيل ..ثم أوقف الصورة وكأنه في فيلم interstellar.

نائل : عفوا يا أبي ..لا أفهم.

الشيطان : هؤلاء البشر قمنا بزراعة الكره فيهم تجاه أي شىء بعيدا عن ناديهم ، القيمة هي الحب ولكن الحقيقة هي الكره للجميع ، لا يعنينا إن أحبوا ناديهم ولكن ما يعنينا أن يكرهوا الجميع فيقوموا بإشعال النار فيه تماما مثلما حدث في مجموعات أخري.

نائل : إنهم مثاليون لنا ..علي الأقل في تلك الناحية.

الشيطان : لقد تحرك إليهم (محبوب الجميع) وطلب منهم ألا يسبوا أحدا ، ورغم أنهم لم يروه قط علي البساط الأخضر إلا إنهم إستمعوا له ونفذوا تعليماته بمنتهي الدقة وكأنهم مسحورين.

نائل : يا الل..قطع نائل كلماته بعدما رأي جمرتي نار بين حدقتي الشيطان وهو يلتفت له ثم يصرخ فيه صرخة أطاحت بنائل بين جدران الدرك الأسفل.

الشيطان ساحقا بلورته ثم أمسك بنائل من عنقه : لقد كان محقا أنا أستحق اللعنة ، كنت غبيا عندما رفضت السجود له.

نائل مختنقا : أبي أعدك بـ...

الشيطان : لا تعدني بشىء فأنا أعلم أننا لن نستطيع.

نائل مندهشا : ماذا؟

الشيطان : نعم لا نستطيع هزيمتهم، كل ما هنالك أننا نستمتع بالوسوسة لهم مع مساعدات هذا (صديق الأسد) في بث الحقد والكره بينهم لفترة ( قد تقصر أو تطول ) ولكنها لن تؤثر أبدا في (محبوب الجميع).

نائل : هل سنظل مكتوفي الأيدي؟

الشيطان بغضب : لاااااااااا... أريد هذا تحت قدماي وأشار إلي (صديق الأسد).

نائل : أعدك يا أبي ، أعدك بأني سأظل ورائه حتي يسقط في شر أعماله  ، الأمر بات شخصيا لي ، لا يمكن أن أسمح لهذا الصحفي أن ينتصر علينا حتي لو كان ذلك في الشر.

الشيطان : لقد كان يظن نفسه من ( الفرسان ) أو أنه سيصبح قائدا لل( تحرير ) بكتاباته ..لقد جعلا من ساذجين ينتصرا علي بأفكاره المسمومة ولكني أطلب منك ألا تتركه.

نائل : لن يأتي عاما جديدا وهو ينفث سمومه بين البشر سيناله ما سيناله ، هذا وعدي لك.

أشار الشيطان لنائل بالإنصراف وهو يفكر كيف سيتصرف إبنه مع شر هذا البشري ثم عاد لينظر إلي أعلي قائلا : (الأعلي) سيوفق محبوب الجميع.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك.. اضغط هنا